أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-23
916
التاريخ: 2024-01-27
965
التاريخ: 2024-09-25
181
التاريخ: 3-10-2016
1709
|
شرع الملك «نب حبت رع» قبل توحيد الأرضين في بناء معبده الجنازي في سفح الصخور الواقعة في «طيبة» الغربية، وقد كان في عزمه أن يتسع في عمارته ليكون أعظم معبد قام ببنائه واحد من أسرته؛ غير أنه إلى وقت فتحه للدلتا والاستيلاء عليها لم يكن أقام في بناء هذا المعبد إلا جدارًا عظيمًا أمام ردهته وشيد ستة محاريب فوق المقابر الست التي نُحتت لنسائه، ولكنه بعد فتح الدلتا أحدث تغييرات أساسية في تصميم هذا المعبد، وهذه التغييرات لم ينقطع معينها مدة الأربعين عامًا التالية من حكمه. وقد كان أول عمل وجه نظره إليه هو أن يبني طريقًا عرضه نحو 70 ذراعًا من المعبد إلى الأرض المنزرعة، يبتدئ من فتحة تركت في الجهة الشرقية الأصلية من جدار ردهة المعبد، وبعد أن تم تمهيد هذا الشارع أُحيط بجدار حجري من كلا جانبيه ليضارع الجدران التي حول الردهة العليا، ثم رُصف باللبن وغُطي بملاط من الطين (Winlock, Deir El Bahari PP. 9, 72, 203) ويلاحظ أن الطرق المسقوفة التي كانت تستعمل في مثل هذه الأحوال في معابد الدولة القديمة في سقارة مثل طريق «وناس» المسقوف لم يتردد صداها في طيبة وطرقها الخاصة بالمعابد، وعند موقع المعبد كان الوادي الصحراوي يُسوى سطحه كما كانت الأماكن الجبلية تُقطع، وبعد دك المستويات كان يُحفر نحو اثنتي عشرة ثغرة على خط واحد بمثابة علامة تبين محور المعبد، وكان يوضع في كل ثغرة أرغفة ثلاثية الشكل (Ibid, P. 101)، وبعد ذلك كان يذبح ثور لروح «نب حبت رع» على مسافة عشر خطوات شمالي هذا الخط، ومن المحتمل كذلك أن هذه العملية كانت تُكرر على بُعد المسافة السابقة جنوبًا، والخط الذي أسس محورًا يكوِّن زوايا قائمة مع الجدار المؤلف من الصخور المنفصلة التي يجوز أن تكون قد دُفنت في وقتها، وبعد أن عُملت هذه الأشياء لتقدِّس المكان وتباركه غابت عن ذاكرة كل إنسان بعد تركها في مكانها، ولما كان الجدار الشرقي للردهة قد دُفن على عمق بعيد، فإنه قد بُني جدار آخر على بُعد أكثر من 40 مترًا غربًا عند طرفها الجنوبي غير أنه ينتهي تقريبًا عند نفس النقطة التي ينتهي عندها الجدار الأصلي في نهايته من جهة الشمال. وبعد ذلك عمل تصميم مستوي السطح على هيئة درقة عظيمة عرضه عند القاعدة 450 مترًا، ثم سوِّر بجدار من الأحجار الخشنة يرتكز على حُفر كانت تُعمل في الصحراء، وفي داخل هذا السور حُفر خندق لإقامة حائط من الحجر الجيري الأبيض وقاعدته من الحجر الرملي، ولقد أصبح من المستحيل علينا أن نعرف مدى امتداد هذا الحائط، ولكننا وجدنا بعض أحجاره في مكانها لا تزال علامات النشر عليها مما يدل على أن هذا الحائط قد أقيم بعضه، ويلاحظ أنها قد أزيلت كلية فيما بعد في خلال حكم هذا الفرعون. ولا نزاع في أنه عند هذه المرحلة من عمليات البناء بدأ يظهر نهائيًّا تصميم الرصيف الذي أقيم عليه مقابر الأميرات الست، فقد وضعت ودائع قربان الأساس في الردهة السفلية في أركانها الأربعة، وقد ابتُدِئ بالركن الشمالي، وعندما كان واضعو قربان الأساس يمرُّون بالركن الشمالي الشرقي لوحظ أن واحدًا منهم وطئت قدمه عفوًا بعض اللبنات التي كانت لا تزال لينة، وقد كانت هذه النقطة تحتوي على عينات من المواد التي هُيئت لبناء المعبد، وكذلك قد لوحظ في الركن الجنوبي الغربي أن الطين الذي تخلف من صنع اللبنات قد كُوِّم في الثغرة التي فيها طعام القربان فوق الأوساخ التي كانت قد وضعت من قبل. وبعد ذلك جاء دور الحجَّارين ليقيموا كسوة من الأحجار حول الرصيف، ثم جاء غيرهم ليبنوا الردهة التي أمام الرصيف بأحجار كُتب عليها بالمداد: بيت «الكا« (Naville, Ibid I, 19n) وبعد الفراغ من هذا أقيم حائط من اللبن حول الحائط المصنوع من الحجر وبنفس ارتفاعه، وقد غُطي بطبقة من الجير، وخلف ذلك أقيم حائط آخر أقل ارتفاعًا، وعلى كل هذه الحوائط قد أقيمت على خطوط مستقيمة في المكان الذي كان يرغب أن يقام فيه حائط محني من الحجر، وقد نُقش على كل من الباب الخلفي الذي أقيم في شمال الردهة وفي جنوبها ألقاب الفرعون الخمسة، وبطبيعة الحال كان الباب الرئيسي الذي أقيم في البوابة السميكة المقامة في الشرق قد زُيِّن بمثل هذه النقوش. أما في داخل الردهة نفسها فإن سطحها مُهد على شكل مدرجات، وأخيرًا غرست أشجار الجميز أربع على كل جانب من جانبي الطريق في حفر ملئت بغرين النيل، وخلف شجر الجميز زُرعت أشجار الخروب، وقد كان زرعها بمناسبة الاحتفال بعيد «سد» أو العيد الثلاثيني للفرعون «نب حبت رع»، ومن المحتمل أن شجر الخروب لم يزرع في الوقت نفسه الذي زرعت فيه أشجار الجميز، ويحتمل أنها زرعت بعد دفن الفرعون (Winlock, Deir el Bahari, PP. 49; 72, Pls. 2. 5). وكان المعبد ذاته يسمى «أخت أسوت»؛ أي المساكن الممتازة أو كان يسمى مساكن «نب حبت رع» الممتازة (Maspero, Ibid p, 482; Lange und Schafer; Grab und Denkstein, No. 20088 & Naville Ibid I, 10). وإذا أنعم الإنسان النظر في هذا المعبد وتصميمه بعد الانتهاء من إقامته يجد أنه قد حدث فيه عدة تغييرات (Naville, Ibid I, 27 ff, & Vol. II, Pls. 1, XXI, XXIII; Bonnet, A. Z. 1925, P. 40). ففي النهاية نلاحظ وجود مساحة غير مسقوفة تبلغ نحو 5 أمتار عرضًا فوق الرصيف الذي على جانبه الشمالي، وبعد ذلك نجد المعبد نفسه، والظاهر أنه قد أقيم هرم أمام المحاريب التي كانت قد بنيت من قبل لنساء الفرعون في وسط غابة من الدعامات والأعمدة الثمينة الشكل ... وقد وجدنا في ورقة «أبوت» اقتباسًا يدل على أن هرم الملك «نب حبت رع بن الشمس منتو حتب» الذي في «جسر» (المكان العالي؛ أي الجبانة) وجد سليمًا (Peet, Tomb Robberies P. 39) وبدهي أن هذا الهرم لم يكن في الحسبان إقامته اقتصادًا لولا أنه كانت توجد صخرة طبعية اتخذت نواة وشُكلت بشكل هرمي، ثم بُنيت بالحجر، ومن المحتمل أنه قد عمل تصميم حجرة في داخل هذا الهرم مثل التي نُحتت لجدِّه «واح عنخ» غير أن هذا التصميم لم ينفذ قط. ومن المحتمل أن السور السميك الذي أقيم حول قاعة العمد العليا التي يشرف من فوق سطحها الهرم كانت في بادئ الأمر مقصورة، غير أن التصميم الأخير قد اتخذ منها قاعدة محاطة بعمد من كل جهاتها، وفي الغرب قاعة عمد مسقوفة أخرى خلف هذه، أما المدخل الذي كان يُؤدي إلى المبنى الأخير فكان موضعه الجدار الخلفي، وقد كانت رقعة هذه الأجزاء الحديثة في المعبد من الحجر الجيري والجدران من الحجر الرملي اللهم إلا الغطاء الذي حول المذبح في الخلف، فإنه كان قد نقش نقشًا جميلًا، ومن المحتمل أن الكوَّة الصغيرة التي في نهاية المعبد كانت قد صنعت خاصة لتمثال الفرعون، ويجب أن لا ننسى هنا أن اللورد «دفرين» قد قام بحفائر بالقرب من هذا المكان. ويقال: إن من بين القطع التي في مجموعته تمثال للملك «نب حبت رع« (Naville, Ibid II, 21, Pl. x) ومن النقط الهامة التي تسترعي الأنظار أن مرور الاحتفال بقارب آمون المقدس كان يعرقله وجود الهرم في وسط قاعة العمد المسقوفة، علاوة على الطرق الضيقة التي تقع بين العمد وكذلك الأبواب الضيقة، وفضلًا عن ذلك فإنه (Winlock, A. J. S. L. 1941 P. 146) مما يلفت النظر أن المبنى كله كان غير صالح للاحتفالات، وأن تصميمه كان يفتقر إلى مكان يوضع فيه القارب المقدس. وفيما بعد؛ أي عندما وضعت الأسرة الثانية عشرة النظام لحج الإله عندما تسلم أمنمحات الأول مقاليد الحكم كان الدير البحري مسرحًا لهذا الاحتفال، وقد كان «أمنمحات» متأثرًا تأثرًا عميقًا بتصميم هذا المعبد؛ ولذلك نجد أن هرمه في اللشت قد وضع على رصيف مقصورته الأصلية، التي كانت عبارة عن مبنى صغير من اللبن في أسفل جانب الهرم الشرقي. أما ضريح هذا الفرعون فيظهر أنه في بادئ الأمر قد شرع في نحت تصميمه تحت الجدار الشمالي للردهة، وقد وضعت فعلًا لبنات لتعلم المدخل، ولكن هذا التصميم قد أُلغي لسبب ما، وعلى بُعد عدة أمتار جنوبًا وشرقًا نحت مدخل باب الحصان وله ممر تحت الأرض، وقد كان تصميمه يؤدي إلى حجرة تحت الهرم على مسافة 140 مترًا نحو الغرب. وقد ذكرنا من قبل أن هذه المقبرة قد استُعملت لتمثال الملك في عيد «سد» عام 2031 ق.م، ومن ثم أخذ الفرعون ينحت لنفسه قبرًا آخر مدخله في قاعة عمد معبده (Naville, Ibid, 4, 5, 18, 21, Pls. VII, XXI, XXII, XXIV; Vol III, PP. 24, 31 Pl. XIX) وهنا يجد الإنسان ممرًّا منزلقًا طوله 150 مترًا، ويلاحظ أنه مستقيم تمامًا، وينتهي بحجرة من الجرانيت ليوضع فيها التابوت، وقد وجد «نافيل» التابوت الذي لا يزال في الحجرة خاليًا وقد صنع من المرمر، ولم يجد شيئًا فيه إلا بقايا نماذج قوارب ورؤوس من الخشب تشبه الرؤوس التي تكون عادة على غطاء أواني الأحشاء، هذا إلى عصي مكسرة وصولجانات وأقواس مهشمة أيضًا.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|