المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5804 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مراتب حضور القلب في العبادة
2024-06-01
معنى التقوى ومراتبه
2024-06-01
معنى التوكّل ومراتبه
2024-06-01
تأثير الفتح المصري في سوريا.
2024-06-01
النـاتـج المـحلـي بالأسـعـار الجـاريـة
2024-06-01
إمبراطورية تحتمس الثالث والثقافة العالمية.
2024-06-01

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكَّده.  
  
147   01:08 صباحاً   التاريخ: 2024-05-18
المؤلف : الشيخ علي الكوراني العاملي.
الكتاب أو المصدر : شرح زيارة آل ياسين.
الجزء والصفحة : ص 80 ـ 91.
القسم : الاخلاق و الادعية / صلوات و زيارات /

تقول آيات القرآن إنّ الله تعالى أخذ مواثيق الناس والملائكة في عالمٍ قبل عالمنا هذا. وتقول أحاديث النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله وآله عليهم‌ السلام إنّ الناس نسوا مواثيق الله عليهم، وسوف يُذَكَرُونَ بها فيذكرونها!

قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 172].
وقال: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [الأحزاب: 7].
وقال: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187].
وقال: {وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الحديد: 8].
قال الخليل في العين «5 / 202»: «والوثيقة في الأمر: إحكامه والأخذ بالثقة والجمع وثائق. والميثاق: من المواثقة والمعاهدة ومنه الموثق».
فالميثاق هو العهد الذي يعطيه الطرف ويثق به صاحب الحق، وصاحب الحق الأكبر هو الله تعالى، وقد أخذ الميثاق على بني آدم قبل أن يخلقهم في الأرض، وجعله أمانة عند ملك من ملائكته، ثم حوّل هذا الملك الى جوهرة وجعلها في ركن الكعبة، فلمسها الناس فاسودَّت!
روى أحمد «1 / 307»: «أنّ رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله قال: الحجر الأسود من الجنّة وكان أشدّ بياضاً من الثلج، حتى سوّدته خطايا أهل الشرك».
وروينا في الكافي «4 / 184»: «إنّ الله عزّ وجلّ حيث أخذ ميثاق بني آدم دعا الحجر من الجنّة، فأمره فالتقم الميثاق، فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة.
وقال الإمام الصادق عليه‌ السلام: إنّ الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود، وهي جوهرة أخرجت من الجنّة إلى آدم عليه ‌السلام فوضعت في ذلك الركن لعلّة الميثاق، وذلك أنّه لمّا أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان، وفي ذلك المكان تراءى لهم، ومن ذلك المكان يهبط الطير على القائم عليه ‌السلام فأول من يبايعه ذلك الطائر وهو والله جبرئيل عليه ‌السلام، وإلى ذلك المقام يسند القائم ظهره. وهو الحجة والدليل على القائم، وهو الشاهد لمن وافاه في ذلك المكان، والشاهد على من أدّى إليه الميثاق والعهد الذي أخذ الله عزّ وجلّ على العباد. وأمّا القُبلة والاستلام فلعلّة العهد.. ألا ترى أنّك تقول: أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته، لتشهد لي بالموافاة».

كل ما نفعله هنا اخترناه في عالم الذر والميثاق:
في الكافي «1 / 428» عن الإمام الصاق عليه‌السلام: «في قول الله عزّ وجلّ: {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158]، يعني في الميثاق. أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً، قال: الإقرار بالأنبياء والأوصياء عليهم‌ السلام وأمير المؤمنين خاصة، قال: لا ينفع إيمانها؛ لأنّها سُلبته».
ومعنى ذلك: أنّ الأصل في الأعمال والجزاء، امتحاننا في عالم الذر والميثاق، وحتى لو آمن الإنسان في الدنيا وأقر بالأنبياء والأوصياء عليهم ‌السلام ولم يكن آمن بهم في عالم الذر، فلا ينفعه ذلك؛ لأنّه يُسلب منه قبل موته!

كل مقادير الإنسان اختارها في عالم الميثاق:
في الكافي «5 / 504»: «عن أبي عبد الله عليه ‌السلام قال: كان علي بن الحسين عليه‌السلام لا يرى بالعزل بأساً، فقرأ هذه الآية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} فكل شيء أخذ الله منه الميثاق فهو خارج، وإن كان على صخرة صماء».
وفي الكافي «6 / 12»: «عن سلام بن المستنير قال: سألت أبا جعفر عليه‌ السلام عن قول الله عز وجل: {مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ}، فقال: المخلّقة هم الذر الذين خلقهم الله في صلب آدم عليه‌ السلام أخذ عليهم الميثاق ثم أجراهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء، وهم الذين يخرجون إلى الدنيا حتى يسألوا عن الميثاق. وأمّا قوله: وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ، فهم كل نسمة لم يخلقهم الله في صلب آدم عليه ‌السلام حين خلق الذر وأخذ عليهم الميثاق. وهم النطف من العزل، والسقط قبل أن ينفخ فيه الروح والحياة والبقاء».

أول من أجاب من المخلوقات رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله:
في الكافي «1 / 441» عن الإمام الصادق عليه‌ السلام قال: «إنّ بعض قريش قال لرسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله: بأيّ شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال: إنّي كنت أول من آمن بربّي، وأول من أجاب حين أخذ الله ميثاق النبيّين وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى، فكنت أنا أول نبي قال بلى، فسبقتهم بالإقرار بالله».

وأول من أجاب من الملائكة مَلك الميثاق عليه‌ السلام:
كما ورد أنّ أوّل من أجاب من الملائكة كان الملك الذي حوّله الله الى الحجر الأسود، ففي الكافي «1 / 185» عن الإمام الصادق عليه ‌السلام: «كان ملكاً من عظماء الملائكة عند الله فلمّا أخذ الله من الملائكة الميثاق، كان أول من آمن به وأقرّ ذلك الملك، فاتخذه الله أميناً على جميع خلقه، فألقمه الميثاق وأودعه عنده، واستعبد الخلق أن يجدّدوا عنده في كلّ سنة الإقرار بالميثاق والعهد الذي أخذ الله عزّ وجلّ عليهم».

أخذ الله ميثاق النبيّين على الإقرار بنبيّنا صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله:
ذكر القرآن أنواعاً من المواثيق التي أخذها الله على عباده.
منها على الأنبياء بالطاعة: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81].
وروت أحاديثنا كيف أخذ الله ميثاق الأنبياء عليهم ‌السلام لسيد الرسل محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله. ففي الكافي «8 / 121» أنّ نافعاً القسّيس كان مع الخليفة هشام بن عبد الملك في مكّة فسأل الإمام الباقر عن المدة بين النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وبين عيسى عليه ‌السلام فقال له: «بقولكم ست مئة سنة، وبقولنا خمس مئة. فقال : أخبرني عن قول الله عزّ وجل لنبيّه : {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45] من الذي سأل محمد وكان بينه وبين عيسى خمس مائة سنة؟ قال : فتلا أبو جعفر عليه ‌السلام هذه الآية : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1] فكان من الآيات التي أراها الله تبارك وتعالى محمّداً صلّى ‌الله ‌عليه‌ وآله حيث أسرى به إلى بيت المقدس أن حشر الله عزّ ذكره الأوّلين والآخرين من النبيّين والمرسلين عليهم‌ السلام ، ثم أمر جبرئيل عليه‌ السلام فأذّن شفعاً وأقام شفعاً وقال في أذانه: حي على خير العمل ، ثم تقدّم محمد فصلّى بالقوم فلمّا انصرف قال لهم: علامَ تشهدون وما كنتم تعبدون؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنّك رسول الله ، أخذ على ذلك عهودنا ومواثيقنا ، فقال نافع : صدقت يا أبا جعفر».

وأخذ الله ميثاق النبيين على نصرة نبينا صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله في الرجعة:
ومن أعجب المواثيق أنّ الله تعالى أخذ ميثاق الأنبياء عليهم ‌السلام على نصرة النبي وآله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله في الرجعة، التي ستكون في المستقبل!
روى في مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان / 168 ، بسنده عن الإمامين الباقر والصادق عليه ‌السلام في قوله تعالى : {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81]: قال : ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم فهلمّ جراً ، إلا ويرجع إلى الدنيا فيقاتل وينصر رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌ السلام».
فالله يعلم كيف ستكون تلك الرجعة وكيف يكون مجتمعها، ولكن أحاديثها العديدة تدل على أنّ أمرها يحتاج الى إحياء الأنبياء كلّهم عليهم‌ السلام ورجوعهم الى الدنيا، وجهاد أعدائهم من جديد، ويكون الرسول نبيّنا محمّداً صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله، وحامل رايته علي عليه‌ السلام!
وفي مختصر بصائر الدرجات / 32، عن أبي حمزة الثماليّ عن الإمام الباقر عليه ‌السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه ‌السلام، من حديث: قد نصرت محمداً صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وجاهدت بين يديه وقتلت عدوّه، ووفيت لله بما أخذ عليَّ من الميثاق والعهد والنصرة لمحمد صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله.. وإنّ لي الكرة بعد الكرّة والرجعة بعد الرجعة، وأنا صاحب الرجعات والكرّات، وصاحب الصولات والنقمات، والدولات العجيبات، وأنا قرن من حديد، وأنا عبد الله وأخو رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله».

وأخذ الله ميثاق المؤمنين على البلايا والتحمل والصمت:
قال الإمام الصادق عليه‌ السلام: «قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله: إنّ الله أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع، أيسرها عليه مؤمنٌ يقول بقوله يحسده، أو منافقٌ يقفو أثره، أو شيطانٌ يغويه أو كافرٌ يرى جهاده، فما بقاء المؤمن بعد هذا» «الكافي «2 / 249».
وفي رسائل الشهيد الثاني / 331، عن علي عليه‌السلام: «أخذ الله ميثاق المؤمن ألا يصدق في مقالته ولا ينتصف له من عدوه، وعلى ألا يَشفى غيظَه إلا بفضيحة نفسه؛ لأنّ كلّ مؤمن ملجم، وذلك لغاية قصيرة وراحة طويلة».

وميثاق المؤمنين على محبة بعضهم:
في علل الشرائع «1 / 84» عن الإمام الصادق عليه ‌السلام قال: «إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق العباد وهم أظلّة قبل الميلاد، فما تعارف من الأرواح ائتلف، وما تناكر منها اختلف».
وميثاق المؤمنين على محبّة علي عليه ‌السلام:
في كتاب الغارات للثقفي «2 / 520»: «عن حبّة العرنيّ عن علي عليه‌السلام قال: إنّ الله أخذ ميثاق كل مؤمن على حبّي، وأخذ ميثاق كل منافق على بغضي، فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني، ولو صببت الدنيا على المنافق ما أحبّني».

وميثاق الخلق على الإقرار بنبيّنا وآله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله:
وفي الكافي « 2 / 8 » عن الإمام محمد الباقر عليه ‌السلام قال : « إنّ الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذباً وماء مالحاً أجاجاً ، فامتزج الماءان ، فأخذ طيناً من أديم الأرض فعركه عركاً شديداً ، فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبّون : إلى الجنةّ بسلام ، وقال لأصحاب الشمال : إلى النار ولا أبالي ، ثم قال : {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} ثم أخذ الميثاق على النبيّين ، فقال : ألست بربكم وأنّ هذا محمد رسولي ، وأنّ هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى. فثبتت لهم النبوة. وأخذ الميثاق على أولي العزم أنني ربكم ومحمد صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله رسولي، وعلي أمير المؤمنين، وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزّان علمي، وأنّ المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي، وأُعبد به طوعاً وكرهاً؟ قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا». فالإيمان بالمهدي عليه‌ السلام من ميثاق الله تعالى.

أمّا ميثاق المواثيق فهو ولاية أهل البيت عليهم‌ السلام:
كل ميثاق أخذه الله فهو ميثاق الله وله حرمته، لكن ولاية النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وأهل بيته عليهم ‌السلام ميثاق المواثيق: لأنّها مفتاح الإقرار بالتوحيد والنبوة والمعاد، ومفتاح العبادة الصحيحة التي يريدها الله تعالى، فهي الميثاق الأهم عمليّاً، ولذلك استحقّت أن تكون ميثاق الله على الإطلاق، وصحّ أن نقول للإمام المهدي عليه ‌السلام: السلام عليك يا ميثاقَ الله.
قال الإمام الباقر عليه ‌السلام كما في الكافي «2 / 18»: «بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، قال زرارة: فقلت وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل لأنّها مفتاحهنَّ والوالي هو الدليل عليهنَّ. قلت: ثم الذي يلي ذلك في الفضل؟ فقال: الصلاة، إن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله قال: الصلاة عمود دينكم. قال قلت: ثم الذي يليها في الفضل؟ قال: الزكاة؛ لأنّه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها، وقال رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله: الزكاة تذهب الذنوب. قلت: والذي يليها في الفضل؟ قال: الحج، قال الله عزّ وجل: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97] وقال رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله: لحَجَةٌ مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة، ومن طاف بهذا البيت طوافاً أحصى فيه أسبوعه وأحسن ركعتيه غفر الله له. وقال في يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال. قلت: فماذا يتبعه؟ قال: الصوم. قلت : وما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع؟ قال : قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله : الصوم جُنّة من النار. قال: ثم قال : إنّ أفضل الأشياء ما إذا فاتك لم تكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤديه بعينه ، إنّ الصلاة والزكاة والحج والولاية ليس يقع شيء مكانها دون أدائها ، وإنّ الصوم إذا فاتك أو قصرت أو سافرت فيه أدّيت مكانه أياماً غيرها ، وجزيت ذلك الذنب بصدقة ولا قضاء عليك ، وليس من تلك الأربعة شيء يجزيك مكانه غيره. قال: ثم قال : ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه ، وباب الأشياء ورضا الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول : {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا } [النساء: 80] أما لو أنّ رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ، ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ، ما كان له على الله عزّ وجلّ حق في ثوابه ، ولا كان من أهل الإيمان. ثم قال: أولئك المحسن منهم يدخله الله الجنّة بفضل رحمته».

المواثيق العامّة والمواثيق المؤكّدة:
الميثاق بنفسه عهد مؤكّد، والميثاق المؤكّد هو المشدّد، وقد ذكر القرآن نوعين منه، أحدهما في حقوق الزوجة فعقد الزواج ميثاق غليظ، قال تعالى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21].
ووصف العهد الذي أخذه الله على الأنبياء لنصرة نبيّنا صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله فقال: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81].
قال في الفروق اللغوية / 525: «قال بعضهم: العهد يكون حالاً من المتعاهدين، والميثاق يكون من أحدهما».

معنى: السلام عليك يا ميثاق الله
معناه: أنت يا سيدي الحلقة الأخيرة والحاسمة في الميثاق الذي أخذه الله لجدّك محمد صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله على الأنبياء والعباد، وأكّد عليهم العمل به.
وهو ميثاق ثقيل يوجب على الجميع الإقرار والطاعة.
وهذا الميثاق يا سيدي متجسّد فيك، فأنت ميثاق الله تعالى.
وأنا يا سيدي وفيٌّ لميثاقي في الإقرار بكم، ونفسي وأهلي ومالي فداءٌ لكم، ونصرتي لكم معدة، وأنا رهن أمرك.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.