آلة التصوير (الكاميرا) البسيطة

تعمل آلة التصوير ( في الشكل 1))) إلى حد كبير كالعين البشرية. فهي تستخدم عدسة تكون صورة لجسم ما على فيلم فوتوغرافي يقوم مقام الشبكية في العين ــ بمعنى أن عدسة آلة التصوير تكون صورة حقيقية على الفيلم بنفس الطريقة التي تكون بها عدسة العين صورة حقيقية على الشبكية. وتكون الصورة مقلوبة على الفيلم ويرتبط حجمها I مع حجم الجسم O بالعلاقة المعتادة: I/O = i/p .

وخلافاً لما عليه العين فإن عدسة الكاميرا البسيطة ليست ذات بعد بؤري متغير ولذلك، وحتى تتكون بؤرة جيدة على الفيلم، فلابد من تحريك العدسة إلى الخلف وإلى الأمام عند تغيير المسافة بين الكاميرا والجسم.

ويوجد بالآت التصوير غالية الثمن نظاماً معقداً جداً للعدسات بدلاً من عدسة واحدة ودرجة التعقيد هذه ضرورية إذا أردنا للكاميرا أن تلتقط صوراً حادة وبسرعات عالية للمغلق. ومن الواضح سبب جدوى التقاط صور واضحة حادة، اما السرعات العالية للمغلق فتتيح التقاط صور واضحة للأجسام المتحركة بسرعة ؛ فكل حركة للجسم من شأنها هز الصورة بقدر ما، ولكن كلما قصر الزمن الذي يظل فيه مغلق الكاميرا مفتوحاً كلما انخفض اهتزاز الصورة. وحيث أن المغلق لابد أن يظل مفتوحاً لفترة كافية تسمح بقدر مناسب من الضوء ان يسقط على الفيلم، فإن سرعات المغلق العالية تستوجب أن تكون العدسة كبيرة لكي تمر كمية من الضوء خلال زمن قصير جداً إلى داخل الكاميرا.

إن الجزء الأوسط من العدسة المكبرة فقط هو الذي يمكن استخدامه إذا كان المطلوب من الكاميرا التقاط صور عن قرب، لأن العدسة عندئذ لابد وأن تكون محدبة جداً. ولا يمكن التخلص من أخطاء التركيز في بؤرة والمصاحبة لعدس منفردة إلا بعمل مجموعة معقدة من العدسات. وعندئذ يمكن القول بأنه قد تم تصحيح العدسة لتلافي الزيغ.

ويتسبب عيب آخر في العدسات في جعل أطراف الصور تكتسب ألواناً مختلفة ويعرف هذا العيب باسم الزيغ اللوني. وينشأ هذا العيب من حقيقة أن سرعة الضوء في الزجاج تختلف باختلاف الطول الموجي، وعلى ذلك لا يكون معامل انكسار الزجاج هو نفسه لجميع الألوان. فالضوء الأزرق ينكسر بقوة أكبر داخل العدسة عن الضوء الأحمر. وهذا ما يجعل الألوان داخل حزمة ضوء عادي تنفصل عن بعضها .  وللتغلب على هذا العيب فإن العدسة تتركب من طبقات مدمجة معاً من نوعين أو أكثر من الزجاج ويطلق

الشكل 1)): منظر لكاميرا بسيطة. كيف تضبط في بؤرة على الفيلم؟