بقلم : السيد ليث الموسوي
شهدت مجتمعات العالم منعطفات في مسيرتها التنموية...
ومن الطبيعي جدا نمو وتطور أدوات المعرفة بتطور المجتمعات...
فبعد أن بدأ التدوين بالنقش على الصخور، والحفر على ألواح الطين...
أصبح اليوم يطلق عليه ((التدوين الرقمي))
والبداية كانت تقتصر على فئة من الناس قد لايتجاوز عددهم عدد أصابع اليد في مجتمع كامل!
أما اليوم فالمجتمع بأكمله أصبح ضمن عملية التدوين (الرقمي)...
ولكن بفارق جوهري بين مجتمع وآخر...
فاستطلاعات الرأي تُبين أن هناك من المجتمعات من تعي جيدا (كيف ولماذا) تدوّن...
حتى باتت تمتلك مقاليد أمورها، بل وأمور من طالتها أيديهم..
ويقابلها مجتمعات تستخدم ما يشبه التدوين في شكله لا في مضمونه، لكونه مبعثرا وغير واعٍ!
فتكونت فجوة حالت دون النمو المعرفي والثقافي عند أغلب أفراد تلك المجتمعات...
والسبب هو الاستغراق باستهلاك الثقافة والفكر المستورد، الذي غزا مواقعها وصفحاتها الرقمية...
فأصبح (جهازها المناعي) الثقافي والفكري مهددا بالانهيار من أثر ذلك الاستهلاك غير الواعي...
والخطورة تكمن في أن السواد الأعظم ممن يتعاطى مع هذه الثقافات والأفكار، يتبناها وهو يجهل ما ستؤول إليه سلبا على منظومته الفكرية!
ولا حل ولا مخرج ـ من هذا المأزق ـ سوى الحفاظ على تحصين دفاعاتها الفكرية بإحكام...
وإفشاء الوعي واليقظة والحذر بين شرائحها الاجتماعية...
والمعوّل أولا ـ في ذلك كله ـ على النخب ...
فهم العماد، وعليهم الاستناد...
وعلى العامة عدم الغفلة عما يدور حولهم، فـ(مَن نام لم يُنم عنه)...
فيا ترى من أي المجتمعات نحنُ؟!