بقلم : السيد ليث الموسوي
((شكرا للأشواك فقد علمتني الكثير))! مقولة صرح بها الفيلسوف والشاعر والروائي الهندي (طاغور)
وهي تُنبئ عن حقيقة لم تفارق كل من حفر مآثره على جبين التأريخ ومن أظهر هذه السنن هي أن يجني الإنسان بقدر ما يسعى إليه ووفق الحس والوجدان يكون السعي ـ دائما ـ محفوفا بالمتاعب فكلما غلظت الحياة واشتدّت على صاحبها، صيّرت قطف أسباب النجاح أدعى وأقرب فالعقلاء يرفضون أن تحول تلك المتاعب بين المرء وما يُريد وكما يقال: لاينجلي بريق الذهب بصفاء إلا بمواجهة شدة النار
فأين شبابنا من هذه الحقيقة؟
لماذا أعوادهم غضة طرية تلتوي أمام الرياح حتى وإن لم تكن عاتية؟!
كيف دب العجز والتشاؤم إليهم؟
من الذي أقنعهم بضرورة أن تُعبّد الطرق أمامهم وتزرع بالورود لكي ينالوا مرادهم؟!
لماذا لايؤمنون بقدرتهم على بناء مستقبل واعد لأنفسهم ولمجتمعهم؟
أليس الأجدى بهم ـ وفيهم العنفوان ـ أن لا يرضخوا للظروف مهما قست، وللصعوبات كيفما اشتدت؟
ألا يعلمون أن المتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة، والمتفائل يجد فرصته في كل صعوبة؟
إذن عليهم قراءة طرفي معادلة التحدي بشكلها الصحيح كما فعل المبدعون عبر التأريخ
فهذا ـ صاحب الألف براءة اختراع ـ مخترع المصباح (أديسون) بعد محاولاته الكثيرة لعمل المصباح أدرك أنه لم يفشل، بل وجد عشرات الطرق لا يمكن للمصباح العمل بها.
فلا فشل ـ موجود ـ في قواميس العظماء، بل هي محاولات لم تأتِ بنتائجها المنظورة، لكنها أضافت خبرة وثمرة لمعارفهم.
فلا مناص أمام شبابنا ـ كي ينجحوا ـ إلا أن يتسلحوا ـ بسلوك الوعي والإصرار لمعاكسة الأحوال والظروف التي تصادفهم.
وعليهم الإفادة من تجاربهم والاستزادة من مآثر غيرهم لينالوا ما أحبوا أن يكون في مستقبلهم، ويحفروا بصمة مُبدعة في سجل حياتهم.