x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

لا يجمعهما غيرك !

بقلم: الشيخ فضيل الجزائري.

 

 يقول الإمام علي {عليه السلام} في دعائه: «اللّهم أنت الصاحب في السفر، وأنت الخليفة في الأهل، ولا يجمعهما غيرُك؛ لأنَّ المستخلف لا يكون مستصحبًا، والمستصحب لا يكون مستخلفًا».

ليس الجمال كل الجمال أنَّ تروي نصًّا عن كلام الكبار، وليس البهاء كل البهاء أن تروي ما ينقل عن الآخرين، بل الجمال كل الجمال والبهاء كل البهاء أن تقدر عَلَىٰ فهم أسرار النص أو المنقول. ولا يتأتّىٰ لك ذلك إلاَّ إذا قاربته عَلَىٰ ضوء القواعد العلمية والأُسس المعرفية، إذ هي الَّتي تذلِّل لك صعاب النصوص، وتكشف لك ما خفي من جمال معانيها، وما توارىٰ عن أنظار العرف من بهائها الَّذي لم تصل إليه أوهامهم.

خاصّة إذا كنا مع نصوص العترة الطاهرة الَّتي ورثت العلم من معدن العظمة ومصدر الطهر، فإنَّ كلامهم {عليهم السلام} جميعه نور ينعش القلوب ويحييها، وجميعه حكمة قدسية يحرّك العقول ويرقّيها.

في هذه المقالة المختصرة أحببت أن أحلِّل عبارة قدسية نورانية صدرت من إمام العارفين علي بن أبي طالب {عليه السلام}. وشئت مقاربتها وفق القواعد العرفانية حَتَّىٰ أُجلّي لكم معناها البهي والجميل، وتكون لطلابنا الأعزاء فرصة حَتَّىٰ يعرفون كيف يقاربون النصوص القدسية والوحيانية إنطلاقًا من القواعد المعرفية العميقة. الأمر الَّذي لا يدرسونه في الجامعات العصرية الَّتي لا تهتم بهذه المعارف أو إذا شئنا الصدق لا تسمع بهذه المعارف ولا تخطر عَلَىٰ بال مؤسسي برامجها.

تحليل مكونات العبارة.

الأمير يخاطب الله تعالىٰ بكلام راقٍ جدًا جدًا، يقول له: أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. وهنا يأتي السؤال المحيّر (وفيه يكمن سرّ العبارة النورانية كل السرّ): كيف يكون الله تعالىٰ الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل؟ فإنَّه إذا كان "الصاحب في السفر" فهذه مرتبة وجودية تمنع أن يكون في مرتبة أُخرىٰ (الخليفة في الأهل)، وإذا كان "الخليفة في الأهل" فهذه مرتبة وجودية تمنع أن يكون في مرتبة أُخرىٰ (الصاحب في السفر). والعجيب أنَّ الأمير يقول: لا يجمعهما غيرُك.

نسأل: كيف يجمع الله تعالىٰ المرتبتين في السفر في حين كونه في الأهل، وفي الأهل في حين كونه في السفر؟

هنا يدخل العرفان عَلَىٰ الخط، ويسعىٰ إِلَىٰ حل هذه المعضلة الهرمينوطقية والتأويلية.

ما هي الآلية العرفانية؟ الجواب: الإطلاق، وما فيه الإَّ الإطلاق. ونعني بالإطلاق في المجال التداولي العرفاني كون الحقيقة الإلٰهيَّة ملأت دار الوجود جميع الوجود بجمالها وجلالها، بحيث لا يقع في مقابلها شيءٌ من الأشياء. وهذه الخاصّية الفريدة من نوعها يشير إليها القرآن الكريم بكلمة (واسع): واسع العلم، واسع القدرة، واسع المشيّة، واسع الحياة...

فإذا كان الله تعالىٰ واسع الجمال والجلال فلا يمكن أن يستقلَ موجودٌ من الموجودات بوجود يقع في مقابل الله تعالىٰ، وإذا استقل فرضًا فلا يكون مخلوقًا، بل خالق وإله.

جميل جدًا، فالله تعالىٰ بوصفه مطلقًا يكون في جميع المراتب: في السماء إله، وفي الأرض إله.

نسأل: إذا تواجد في مرتبة من مراتب الوجود كالسماء مثلًا، فهل ينوجد في الأرض؟ أي هل تحويه السماء وتستوعبه فلا يكون في الأرض؟

أقول: هذه خاصيّة الإطلاق الَّتي لا يتصف بها إلاَّ الله تعالىٰ، فإذا كان في مرتبة السماء فلا تنقص إلٰهيته، بل يبقىٰ في عزّه وعليائه، وإذا كان في الأرض يبقىٰ أيضًا في عزّه وعليائه.

هنا نسأل مجددًا: إذا كان الله تعالىٰ في جميع المراتب ولا تحويه المراتب، بل يعلو عليها بمراتب ولا يرقىٰ إِلَىٰ ساحة قدسه موجودٌ من الموجودات، بل يرقىٰ بذاته المقدسة الَّتي لا يمكن أنّ يمسّ جمالها الذاتي حَتَّىٰ الأولياء الكبار من الأنبياء والأوصياء ناهيك عن غيرهم، [إذا كان.. ] فما هو سرّ ذلك؟ وبعبارة أُخرىٰ: ما شأن الإطلاق الَّذي يقهر جميع الموجودات بحيث لا تحوي الله تعالىٰ الواسع في وجوده القدسي والواسع في صفاته القدسية؟

أقول: التصوّر البدوي يقول أنَّ الله تعالى موجود والمخلوقات (السماوات والأرض) موجودة تقع في مقابل الله تعالىٰ الواسع والمطلق، ثم يحضر الله تعالىٰ عَلَىٰ مستوىٰ هذه المخلوقات فيعطيها ما تستدعيه ماهياتها وهويتها من خيرات وكمالات. فهناك إله وهناك في المقابل مخلوق، فتتأسس العلاقة الوجودية بينهما.

وهذا وهمٌ كبير، وخطأٌ شنيع.

أما المقاربة العرفانية فإنّها تقول: لا وجود للمخلوق في مقابل وجود الله تعالى أبدًا، بل الله تعالىٰ إذا تنزّل بنوره القدسي تحققت الشمس، وإذا تنزّل بحياته القدسية تحقق المسيح {عليه السلام}، وإذا تنزّل برحمته وهدايته القدسيتين تحقق مُحَمَّد {صلىٰ الله عليه وآله}.

نسأل: ماذا يمثل المسيح {عليه السلام} وَمُحَمَّد {صلىٰ الله عليه وآله} وفق هذه الرؤية؟ أقول: مظهر حياة الله تعالىٰ، ومظهر رحمة الله تعالىٰ وهدايته، فلولا اسم الحي واسم الرحيم واسم الهادي لما تحققت هذه الوجودات الإلٰهيَّة والقدسية، ولما كانت حياة ورحمة وهداية في دار الخلق. فإذا ركّزت عَلَىٰ الحقيقة فهي أسماء أي الله + صفة كمالية واسعة لا حد لها، وإذا ركّزت عَلَىٰ المظاهر (المسيح وَمُحَمَّد {عليهما السلام}) فحياة ورحمة متنزّلتان في صورتي المسيح وَمُحَمَّد القدسيتين. فلك أن تقول: عيسىٰ {عليه السلام} هو الله تعالىٰ تنزّل بحياته القدسية الَّتي تحيط بالمسيح وبغير المسيح، غير أنَّ المسيح {عليه السلام} بوصفه خليفة الله تعالىٰ يتحلّىٰ بأعلىٰ درجاتها، وَمُحَمَّد {صلىٰ الله عليه وآله} هو الله تعالىٰ تنزّل برحيميته القدسية الَّتي تحيط بِمُحَمَّد وبغير مُحَمَّد، غير أنَّ مُحَمَّد {صلىٰ الله عليه وآله} بوصفه خليفة خاتم يتحلّىٰ بجميع الأسماء في مرتبتها العالية والواسعة عَلَىٰ مستوىٰ دار الخلق.

إذا كان الله تعالىٰ مطلقًا وواسعًا في وجوده القدسي وفي صفاته الجمالية والجلالية، فلا يمكن أن يغيب عن مرتبة من مراتب الوجود أبدًا؛ لأنَّ قوام هذه المرتبة بتنزّله بكمالاته الواسعة، فلا تحقق لهذه المرتبة قبل حضور الله تعالىٰ، وإذا غاب عن المرتبة -أي مرتبة كانت- تنهار المرتبة وتندثر كلية من دار الوجود. فالشمس -مثلًا- الَّتي تمثّل مجلىٰ كمال الله تعالىٰ النوري، بمجرد أن يدخل اسم النور إِلَىٰ البطون تنهار الشمس وتندثر، وهذا الَّذي سيحدث تمامًا إذا جاءت الساعة وحان يوم المعاد. وكذلك تتسع وتنبسط الأرزاق إذا تنزل الله تعالىٰ بإسم الباسط، وتضيق وتقدّر إذا تنزّل بإسم القابض، فالرزق المتمثل بالخضر والفواكه ليس شيئًا غير الله تعالىٰ + اسم الباسط، ومنع الرزق ليس إلاَّ الله تعالىٰ + إسم القابض. وهذا هو الإطلاق الَّذي ملأ دار الوجود ببهائه الإطلاقي وبجماله اللامتناهي.

نأتي إِلَىٰ النص القدسي، ونسأل بعد هذه المقدمة المعرفية العرفانية: كيف يكون الله تعالىٰ حاضرًا مع المسافر كصاحب في السر، ويكون حاضرًا كخليفة في الأهل؟

الجواب: هو الإطلاق وواسعيته تعالىٰ؛ فالله تعالىٰ في حين كونه في مرتبة الصاحب في السفر لا تحتويه هذه المرتبة لواسعيته وإطلاقه، بل يحضر مع المسافر كصاحب ويرقىٰ عَلَىٰ المسافر وسفره ويتواجد في مرتبة أُخرىٰ هي الخليفة في الأهل الَّتي بدورها لا تحويه ولا تحيط به، بل هو الَّذي يحيط بها ويرقىٰ عليها ولا تحتويه لإطلاقه وسريانه بجماله وجلاله في جميع مراتب الوجود المعطرة بعطر وجوده القدسي السرمدي. ففي حين كونه في السفر كصاحب هو في الأهل كخليفة، ولا تحويه لا مرتبة الصاحب ولا مرتبة الخلفية، بل يرقىٰ عَلَىٰ الجميع ويعلو عَلَىٰ الجميع بإطلاقه القدسي ولا تناهيه الكمالي.

نسأل: هل هذه الخاصيّة متحققة في غير الله تعالىٰ؟

الجواب: من ينحو النحو العرفاني يؤمن بأنَّ هذه الخاصيّة لا يتصف بها إلاَّ الله تعالىٰ، غير أنَّ الخليفة يتمتع بهذه الخاصيّة في دار الخلق؛ عَلَىٰ معنىٰ أنَّ الخليفة (الأنبياء والأوصياء) لهم الإطلاق نفسه لكن في عالم الخلق، فلا يتقيّد وجودهم بنشأة دون نشأة، فتسري خلافتهم في جميع دار الخلق. وهذا الإطلاق مجلىٰ للإطلاق الذاتي يتسمد إطلاقه من إطلاق الله تعالىٰ، وهذا معنىٰ الخلافة الإلٰهيَّة.

هذا هو الله تعالىٰ في الرؤية العرفانية، ولا تجد مقاربة معرفية ترقىٰ إِلَىٰ هذا المقاربة في جميع الحقول المعرفية سواء أكانت دينية أم غير دينية.

مسّكم جمال الله الساري، وحماكم جلاله الساري.

أسباب تأخّر استجابة الدعاء.

التوحيدُ أساس دعوة الأنبياء

قطع الروابط مع الامة الإسلامية

دعوات لا تستجاب.

العشر الأواخر من شهر رمضان

استشهاد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام )

خطبة النبي في استقبال شهر رمضان

كرامات القائم (عليه السلام) على يد سفرائه

خصاص الإمام الحجّة "عج"

الدليل العقلي على ولادة وإمامة ووجود الإمام المهدي (عليه السلام)

ولادة الإمام الحسين (عليه السلام)

سر عظمة النبي محمد "ص"

اغتيال وشهادة الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام )

أين قبر السيدة زينب عليها السلام؟

ولادة أبو جعفر الجواد (عليه السلام)

خلاصة التفسير في الحروف المقطعة

1

المزيد
 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+