بقلم: علي موسى الكعبي.
لقد اهتمَّ الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) بالدعاء اهتمامًا بالغًا؛ ذلك لما يترتّب عليه من آثار تعود لصالح الداعي في الدنيا والآخرة، فهو من أنجع الوسائل وأعمقها في تهذيب النفوس، وهو مفتاح الرحمة ونجاح الحاجة، وهو شفاء من كلِّ داء، وبه يردُّ القضاء ويدفع البلاء، ولا يدرك ما عند الله تعالى إلّا بالدعاء والابتهال.
وقد حفلت كتب الدعاء الكثيرة بتراث غزير من أدعية أهل البيت (عليهم السلام)، التي تعتبر صفحة مشرقة من صفحات التراث الانساني، وذخيرة فذّة من ذخائر المسلمين، فهي من حيث الصياغة والبلاغة آية من آيات الأدب الرفيع، ومن حيث المضمون فقد أودع الأئمة (عليهم السلام) في أدعيتهم خلاصة المعارف الدينيّة، وهي من أرقى المناهل في الإلهيّات والأخلاق، وهي وسيلة لنشر تعاليم القرآن وآداب الإسلام وبيان أدقّ أسرار التوحيد والنبوة والمعاد وغيرها من المضامين التي يترتّب عليها آثار واضحة في تعليم الناس روحية الدين والزهد والأخلاق.