بقلم: الشيخ مصطفى قصير.
إنّ النفس الإنسانيّة لها أحوال، وكذلك أوصاف تتبع تلك الأحوال، وقد وصفها القرآن الكريم بثلاثة أوصاف هي:
1- النفس المطمئنّة:
قال تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾[1]. وسمّيت مطمئنّة، لارتباطها بالله، ووثوقها به، واطمئنانها به وله، ولأنّها سَمَت عن مهاوي الرذيلة، وتحرّرت من قيد الشهوات وأسر الغرائز البهيميّة والسبُعيّة، فتحلّت بالسكينة والاطمئنان.
2- النفس اللوّامة:
قال تعالى: ﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾[2]. وسمّيت لوّامة، لأنّها تلوم صاحبها عند تقصيره، وتعاتبه على تفريطه، فهي مرحلة محاربة الشهوات، ومحاولة الإفلات من المغريات، والاعتراض على ميول النفس نحو غرائزها.
3- النفس الأمّارة:
قال تعالى، حكايةً عن امرأة العزيز: ﴿وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[3]. وسمّيت أمّارة، لأنّها غلبت عليها شقوتها، وأذعنت لداعي شهواتها وغرائزها، واستجابت لشيطانها، فسقطت ضحيّة الأهواء.
وهذه هي التي لا بدّ من مجاهدتها وردّها عن هواها، وهي أشبه شيء بالعدوّ، لأنّها تُرديه، وتقوده نحو الهلاك، كما هو فعل العدوّ.
[1] سورة الفجر، الآيتان 27-28.
[2] سورة القيامة، الآيتان 1-2.
[3] سورة يوسف، الآية 53.