- صحابيٌ عظيمُ الشأنِ جليلُ القدرِ، فارسٌ شجاعٌ أخلصَ في الولاء لرسولِ الله (صلى الله عليه وآله) وللإمامِ الحسين (عليه السلام).
- كانَ مِن شخصيّاتِ الكوفةِ البارزةِ، ومِمَّن كاتَبَ الإمامَ (عليه السلام) وأخذَ له البيعةَ عندَ مجيءِ مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) إلى الكوفة.
- قاتلَ (رضي الله عنه وأرضاه) يومَ الطفِّ قتالًا شديدًا وبالغَ في القتالِ على كِبَرِ سِنِّهِ وصبرَ على أهوالِ البلاءِ، فكانَ يحملُ على القومِ ويُنشِد:
إن تسألوا عنّي فإنِّي ذو لبد *** من فرعِ قومٍ من ذرى بني أسد
فمَن بغانا حائدٌ عن الرشد *** وكافرٌ بدينِ جبّارٍ صمد
ولم يزلَ يضرب فيهم حتَّى سقطَ صريعًا وبه رمقٌ، فمشى إليه الإمام الحسين (عليه السلام) وقال له: رحمك الله يا مسلم، وقرأ: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} ودنا منه حبيبٌ (رضوان الله عليه) وقال: عزَّ عليَّ مصرعُكَ يا مسلم، أبشِر بالجنّة.
فقال له مسلم بصوت خافت: بشّرَكَ اللهُ بخير.
فقال حبيب: لولا أنَّني أعلم أنِّي في الأثر لأحببتُ أن توصي إليّ بكلِّ ما أهمَّك.
فعهد إليه مسلم بأعزّ وأخلص ما عنده قائلاً: أوصيك بهذا ـ وأشار الى الإمام (عليه السلام) ـ أن تموتَ دونه.
- إنَّه الوفاءُ الذي ينبضُ بالإيمانِ الذي لا حدَّ له، فلم يُفكِّر (رضوان الله عليه) في تلكِ اللحظةِ من حياتِهِ بأهلِهِ أو بأيِّ شأنٍ من شؤونِ الدنيا، وإنَّما استوعبَ فكرُهُ الحسينَ (عليه السلام)، فقد أخلصَ في حبِّهِ حتّى النفسِ الأخيرِ من حياتِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر: البالغون الفتح في كربلاء؛ حياة الإمام الحسين (عليه السلام).