ـ كانَ (عابس) من رجالِ الشيعةِ، رئيسًا شجاعًا خطيبًا ناسكًا متهجّدًا، وكانَ بنو شاكر من المُخلِصِينَ بولائِهِم لأميرِ المؤمنينَ (عليه السلام)، وكانُوا من شجعانِ العربِ وحُماتِهِم وكانُوا يُلقَّبُونَ بـ(فتيان الصباح).
ـ التحقَ (عابس) بالركبِ الحُسينيِّ بعدَ أن دفعَ كتابَ مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) إلى الإمامِ الحسينِ (عليه السلام).
ـ لمّا اشتدَّ القتالُ في يومِ عاشوراء تقدَّم (عابس) إلى الإمامِ (صلوات الله عليه) وقال له: يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على وجهِ الأرضِ قريبٌ ولا بعيدٌ أعزّ عليَّ ولا أحبّ إليَّ منك، ولو قدرتُ على أن أدفعَ عنكَ الضيمَ أو القتلَ بشيءٍ أعزّ عليَّ من نفسي ودمي لفعلتُ، السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد أنِّي على هداك وهدى أبيك.
ثُمَّ مشى بالسيفِ مُصلتًا نحوَ القومِ، فطلبَ المبارزة.
أخذ عابس ينادي: ألا رجلٌ لرجلٍ؟! (وهو يطلبُ مبارزًا لنفسِهِ)، فلم يتقدَّم إليه أحد.
فنادى عمر بن سعد (لعائن الله عليه):
ويلكم! أرضخوه بالحجارة. فرُمي من كلِّ جانب.
ولمّا رأى ذلك ألقى درعَهُ، ثمَّ شدَّ عليهم إلّا أنَّهم تعطَّفُوا عليه من حوالَيهِ فقتلُوهُ، واحتزّوا رأسَهُ، والتحق بركب الشهداء الأبرار، فرضوان الله تعالى عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر: البالغون الفتح في كربلاء.