ـ كانَ (أبو ثمامة) تابعيًا، ومن فرسانِ العربِ ووجوهِ الشيعةِ، ومن أصحابِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام) الذينَ شهدُوا معه مشاهدَهُ، ثُمَّ صَحِبَ الحسنَ (عليه السلام) بعدَهُ وبَقِيَ في الكوفة، ولمّا جاءَ مسلم بن عقيل (عليه السلام) إلى الكوفة قامَ معه لنصرةِ الإمامِ الحسين (عليه السلام).
ـ لقد خلّدَ التاريخُ موقفَهُ يومَ عاشوراء، حيثُ قالَ للإمامِ (صلوات الله عليه): يا أبا عبد الله نفسي لك الفداء، إنِّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا والله! لا تُقتَلُ حتّى أُقتَلَ دونَك إن شاء الله، وأُحبُّ أن ألقى ربِّي وقد صلَّيتُ هذه الصلاة التي دنا وقتُهَا، قال: فرفعَ الحسينُ (عليه السلام) رأسَهُ ثم قال: ذكرتَ الصلاةَ جعلَكَ اللهُ من المصلّينَ الذّاكرينَ، نعم هذا أوّلُ وقتِهَا ثم قال: سلوهم أن يكفُّوا عنَّا حتّى نُصلّي.
ـ برزَ (رضوان الله عليه) إلى القتالِ وهو يرتجز:
عزاءٌ لآل المصطفى وبناتِهِ *** على حبسِ خيرِ الناسِ سبطِ محمّد
عزاءٌ لزهراءِ النبي وزوجِهَا *** خزانةِ علمِ اللهِ من بعدِ أحمد
عزاءٌ لأهلِ الشرقِ والغربِ كلّهِم *** وحزنًا على حبسِ الحسينِ المُسدّد
فمَن مُبلغٌ عنِّي النبيَّ وبنتَهُ *** بأنَّ ابنَكُم في مجهدٍ أيّ مجهد
ثُمَّ فاضَت روحُهُ الطاهرةُ إلى بارئِهَا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر: البالغون الفتح في كربلاء.