خرجَ شابٌّ يومَ عاشوراءَ، بعدَ شهادةِ أبيهِ، قيلَ بأنَّه: (عَمْرو بن جنادة الأنصاريّ)، وكانَت أمُّهُ معَهُ، وهي التي أمرتهُ بأن يبرزَ للقتالِ، فوقفَ أمامَ الحسين (صلوات الله عليه) يستأذنُهُ فلم يأذن له، فأعادَ عليه الاستئذان.
وقد رُويَ أنَّ الإمام (عليه السلام) قالَ: «إنَّ هذا الغلام قُتِلَ أبوهُ في المعركةِ، ولعلَّ أمَّهُ تكرهُ ذلك». فقالَ الغلام: إنَّ أمِّي هي التي أمرتنِي. فأذِنَ له.
فتقدَّم إلى الحربِ وهو يقولُ:
أميري حُسَيْنٌ وَنِعْمَ الأميرُ *** سُرُورُ فُؤادِ البَشيرِ النّذيرِ
عَلِـــيٌّ وَفاطِــمَةُ والِـــــداهُ *** فَهَلْ تَعْلَمُونَ لَهُ مِنْ نَظيرٍ
لَهُ طَلْعَةٌ مِثْلُ شَمْسِ الضُّحى *** لَــهُ غُرَّةٌ مِثْلُ بَــــــدْرِ مُنيرٍ
وقاتلَ (رضوان الله تعالى عليه) حتّى نالَ الشهادة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر: البالغون الفتح في كربلاء.