جاء في الروايات الشريفة بيان لحقيقة مصحف مولاتنا الزهراء (عليها السَّلام)، منها:
عن حمّاد بن عثمان عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السَّلام) أنّه لمّا سأله: وما مصحف فاطمة؟ قال (عليه السَّلام): "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُ (صلّى الله عليه وآله) دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ (عليها السّلام) مِنْ وَفَاتِهِ مِنَ الْحُزْنِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) فَأَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهَا مَلَكًا يُسَلِّي غَمَّهَا وَيُحَدِّثُهَا فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السَّلام) فَقَالَ: إِذَا أَحْسَسْتِ بِذَلِكِ وَسَمِعْتِ الصَّوْتَ قُولِي لِي فَأَعْلَمَتْهُ بِذَلِكَ فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السَّلام) يَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ حَتَّى أَثْبَتَ مِنْ ذَلِكَ مُصْحَفًا".
ثُمَّ قَالَ (عليه السَّلام): "أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَلَكِنْ فِيهِ عِلْمُ مَا يَكُونُ" (1).
وعن أبي عبيدة عنه (عليه السَّلام) قال: "إِنَّ فَاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صلّى الله عليه وآله) خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْمًا وَكَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلَى أَبِيهَا وَكَانَ جَبْرَئِيلُ (عليه السَّلام) يَأْتِيهَا فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا عَلَى أَبِيهَا وَيُطَيِّبُ نَفْسَهَا وَيُخْبِرُهَا عَنْ أَبِيهَا وَمَكَانِهِ وَيُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا وَكَانَ عَلِيٌّ (عليه السَّلام) يَكْتُبُ ذَلِكَ فَهَذَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السَّلام)" (2).
وعَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْهُ (عليه السَّلام) قَالَ: "مُصْحَفُ فَاطِمَةَ مَا فِيهِ شَيْءٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ أُلْقِيَ عَلَيْهَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهَا (صلّى الله عليه وآله)" (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي: ص 240.
(2) الكافي: ص 241.
(3) بصائر الدرجات: ص 159.