بقلم: الشيخ صالح الكرباسيّ.
الذي يُستفاد من القرآن الكريم بل ما تُصرّح به الآيات الكريمة هو أنّ الله (عَزَّ وجَلَّ) قد أتمَّ الحُجّة على الأمم والشعوب بإرسال الرسل والأنبياء إليهم، ولم يدع أمةً إلا وبعث إليهم من يُرشدهم ويهديهم سواء السبيل.
قال الله (جَلَّ جَلالُه) مُخاطبًا رسوله الكريم محمد (صلى الله عليه وآله): {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24].
وقال الله (عَزَّ وجَلَّ): {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [النحل: 36].
وقال (عَزَّ مِنْ قائلٍ): {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [إبراهيم: 4].
وقال (جَلَّ جَلالُهُ): {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [يونس: 47].
وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [القصص: 59].
وقال تعالى: {.. وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15].
إذن فالآيات القرآنيّة الكريمة تؤكّد بكل صراحة أنّ الله (عَزَّ وجَلَّ) لم يدع أمةً من الأمم إلّا وبعث إليهم الأنبياء والرسل، والصين كغيرها من البلاد لم تخرج عن هذه القاعدة، خاصّة وأنّها بلد كبير واللهُ جلَّ جلاله لم يكن ليترك الناس في ذلك البلد الكبير هملاً من دون هداية وإرشاد، أمّا مَن هو النبي المبعوث إليهم، أو مَن هم الرُّسل الذين أرسلهم الله إلى الصين بالاسم والمواصفات فهذا ما ليس لنا لمعرفته سبيل، وذلك لسكوت الأحاديث عن مثل هذه التفاصيل.