x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

مظاهر التطرف الاجتماعي

بقلم : الشيخ حسن الجوادي 

الدم ، محو الآخر ، الغاء التفكير الموضوعي ، اخطر ثلاث محطات  من حياة الناس وفي تاريخ البشرية ، كانت هذه العناوين الثلاثة ، التي كانت نتاج التطرّف ، ولو لم يكن غير الدم كنتاج سلبي للتطرف لكافه قباحة وقساوة وسلبية ، فقد عاشت البشرية المآسي والدمار بسبب تطرّف جماعات لا تعرف لغة المرونة الغائبة اليوم عن مسرح الحياة ، فان لغة التواصل الفعال بين الناس شبه معطلة ، ولذا نجد الحدة في التعاملات الاجتماعية اليومية سواء كانت على الاصعدة الخاصة او العامة.

التطرّف المدمر نجده تارة بعنوان التعصب في تقييم المرأة واخرى بيافطة "مطلوب دم" على جدران بيت احدهم ، او كوصف الحال او تقديس "اكلة"  او "شخصية" بصورة عشوائية غير منتظمة ولا مهنية يصعد الباطل ويغيب الحق ، واصبح هذا "المرض" لا يضرب فئة دون اخرى ، بل اصاب العديد من الفئات ، فقد كانت الناس تظن ان التطرف في الدين والغلو فيه لكن المتابع يجد ان التطرف لبس عدة من الاثواب ، فلم يعد التطرف ثقافة لجماعة تدعي التدين بل دخل ميدان "التعقل" و "التفكر"  و "النقد" ، فهنالك التعقل الذي تكون نتيجته تطرف محض ، وهنالك نمط تفكير متطرّف وحاد جداً ، وهنالك النقد اللاذع المتطرّف الذي لا يقف عند حد معين ، وهنالك الثقافة المتطرفة التي لا تقبل اي ثقافة اخرى وان ادعت الانفتاح والتنور وما شابه ، بل يمكن ان يكون التطرف في اشكال الحياة الاجتماعية ، كالتطرف في الولاء للعشيرة والاسرة والبيت والعائلة والاب والام على حساب الحقائق والمبادئ التي لا تقبل التأويل او المداهنة او المجاملة ، ويحسن هنا ان نركز على التطرف الاجتماعي لخطورته وتأثيره الهائل ، ويمكن رصد عدة من المشاكل التي تعود في تشكلها الرئيسي الى التطرّف والذي يغُفل عنه ولا يحسب له:

رفض الاخر المختلف باللغة والمظهر والمسكن والمأكل ، يبالغ بعض الناس في رفض الاخرين وعدم تقبلهم وينطلقون من منطلقات غير واقعية ولا موضوعية ، وتجاوزون الحد في تقييم الاخر بل ينكلون به لمجرد انه يختلف عنه في المسكن مثلاً ، فبعض ابناء المدن يتطرفون لمدينتهم على ابناء الريف ويرون ذلك افضلية موضوعية ومهنية وعقلانية وربما يقيمون ادلة من هنا وهناك كي يبقوا على تميزهم كما يشعرون بذلك ، والاغرب حين يعاب على شخص ما لأنه يختلف معي بنوع الاكل الذي يأكله ، فانا افضل منه طالما اتناول هذا النوع من الطعام ، وانا افضل منه طالما ارتدي هذا النوع من الملابس وانا أحسن منه واكرم طالما افعل هذا الفعل ، وانا افضل واحسن واقوم واكمل لأنني من هذه العائلة ومن هذه المنطقة ، فهو لا يستحق كما استحق!

المبالغة في  نقد من لا ينتمي لفكرتي الخاصة ، ان اختلاف الناس في الانظار والرؤى والتوجهات يثير عدة من الصراعات الداعية الى التميز والتفاضل ، فمن الناس من يتخذ اصل الاختلاف ميزة لان يتفاضل بها على الاخرين ، اذ يبيح لنفسه نقد وهتك الاخر والتنكيل به لأنه بمجرد ان شذ عن قاعدته التي يؤمن بها ان تسود الحياة ، فتجده يطعن به دائماً وابداً ، وباب النقد اوسع من ان يحد بموضوع محدد ، وتمظهراته الاجتماعية كثيرة جداً ، كمن ينقد السياسي او الشخصية المسؤولة ويبالغ في النقد الى التقسيط الفردي والجماعي ويتمحور الانسان لنفسه على حساب الاخرين ، فيرى ان له الحق في محاسبة ومفاتشة الاخرين وكانه بمعزل عن النقد والمحاسبة.

توبيخ المسيء ، واحدة من اهم الملاحظات التي تسجل على اليوميات الاجتماعية والحالات العامة والخاصة هو التوغل في نقد المسيء والعبور من نقده على الخطأ الذي صدر منه الى الشخصنة ومحاولة محو كل حسانته او منجزاته وهذا السلوك تجده عند صاحب المهنة مع عامله والسيد مع خادمه والصديق مع صديقه والمسؤول مع موظفه وهذا لون من الوان التطرف البازر في الحياة الاجتماعية بصورة عامة ، وهو ابتلاء تعرض له العديد من الناس ، حتى بات المرء في حذر شديد من اي هفوة تصدر منه.

احلال اللمم محل الجريمة، ان تطرف بعض الناس يقودهم للتعامل مع الاخرين بقساوة وبغلظة ولا يقدرون الامور في مقاديرها الصحيحة ، فحين يقع احدنا في هنة بسيطة او مسالة تخالف الذوق او ما شابه تجد الرفض الشديد من قبل المتطرف ويحاول ان يسقط الانسان السوي الذي لم يقترف ذنباً يذكر ومساواته بمن اقترب الموبقات ، وان محاولة احلال اللم محل الجريمة او مساواته معها لهو عين التطرف الذي خسرت الناس بسببه خسارات كبيرة وتعرضت لمشاكل متعددة.

تحميل اخطاء المذنبين على عاتق الشرفاء، من المظاهر الاجتماعية اليوم نجد ان بعض الناس يحاول ان يحمل الشريف اخطاء المذنب وسلوكياته السيئة منطلقاً من التشابه او التقارب او المزاجية ، فنرى الاقصاء العشوائي الذي يناله طلبة العلم او العلماء من قبل بعض من يتطرف للعلمنة حيث يقصي الاخرين بحجة افساد بعض من يشبههم في هذه العملية ويصرح بعضهم بان كل خراب البلد هو بسبب طبقة معينة او جهة خاصة ، ويغفل من أن حكمه هذا يكشف مستوى السذاجة والببغاوية التي عليها ، في حين يصدر نفسه الباحث والخبير في الشؤون .. الخ.

التقاط الجيد من سيرة السيء، برزت ضمن الظواهر الاجتماعية المعاصرة  ظاهرة اقتناص والتقاط السلوك او العمل الجيد من سيرة الفرد السيء، كما يبرر لبعض القتلة او المجرمين بانه له بعض المواقف الجيدة في مساعدة احدهم او انقاذ فرد ما ، ويغفلون عن عدد الابرياء الذي راحوا ضحية استبداده ، كمن يترحم على صدام وغيره من حكام الدم والدمار بان له بعض المواقف المعينة  وهذه ظاهرة خطرة جداً على المستوى الاجتماعي والشخصي ، فانه تنبئ عن خراب في منهج تقييم الاخرين بل في النظام الاخلاقي والتقييم فضلاَ عن التدهور الديني والتديني للفرد ، ويمكن حمل هذه الظاهرة وجعلها في مصاف الظواهر التي تصنف بالظواهر التطرفية، حيث يتطرف المرء لشخص سيئ بالإجمال ويحاول ان يقتنص موقفاً ما من حياته ويصدره على اساس ذلك الموقف ، سواء كان هذا التصرف بوعي او جهل او سذاجة مخرجاته تكون واحدة وينحو الى التطرف ..!.

أن الوان التطرف واشكاله الاجتماعية التي يسحبها المدير الى دائرته والخبير الى مركزه والمواطن الى محله او بيته كثيرة وهي تزداد بازدياد الشقاق والكراهية بين الاجيال والتوجهات المختلفة ، وهي بلا ريب ناشئة من امراض نفسية وقلبية وفكرية وبإمكان اي واحد منّا ان يركز في الاماكن التي يتواجد فيها ويحاول ان يقرأ سيرة الناس وينتبه لكماتهم وتقييماتهم واحكامهم تجاه الاخرين ليكشف حجم الكارثة الحقيقة الذي ابعد الناس عن الوصول الى الحقيقة.

ان دراسة موضوع مثل التطرف الاجتماعي له اثاره وانعكاساته على الواقع الفكري والثقافي والاقتصادي والسياسي لا سيما في ظل هذا التقدم التكنلوجي وقفزة علم التواصل والاعلام بفروعه المعروفة والانترنيت بشبكاته المتعددة والمختلفة ، حيث يضل المرء الطريق حين يقع بالتطرف ، وربما وقع احدنا في شباكه لكنه اما برر هذا الوقوع او اعجبه لانه يوصله الى نتائج مريحة سواء بصرف النظر عن احقيتها او معياريتها ، ولذا نجد ان الاهتمام والعناية الفائقة بموضوع التطرف يمهد كثيراً لخلاص المجتمع من بعض ظواهر العنف الجسدي والفكري ، فقد باتت المجتمعات مهددة بالإقصاء والتناحر وعدم تقبل الاخر وهذا ينذر بخطر غير محسوس بالمرة.

 

قطع الروابط مع الامة الإسلامية

دعوات لا تستجاب.

العشر الأواخر من شهر رمضان

استشهاد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام )

خطبة النبي في استقبال شهر رمضان

كرامات القائم (عليه السلام) على يد سفرائه

خصاص الإمام الحجّة "عج"

الدليل العقلي على ولادة وإمامة ووجود الإمام المهدي (عليه السلام)

ولادة الإمام الحسين (عليه السلام)

سر عظمة النبي محمد "ص"

اغتيال وشهادة الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام )

أين قبر السيدة زينب عليها السلام؟

ولادة أبو جعفر الجواد (عليه السلام)

خلاصة التفسير في الحروف المقطعة

المقلدون العُمي المناوئون للتقليد

من هي ام البنين؟

1

المزيد
 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+