جاء في كتابِ (أخلاقِ الإمامِ عليٍّ عليهِ السلام)
للسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
قالَ أميرُ المؤمنينَ -عليهِ السَّلام-:
(إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وَإِقْبَالاً وَإِدْبَاراً، فَأْتُوهَا مِنْ قِبَلِ شَهْوَتِهَا وَإِقْبَالِهَا، فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أُكْرِهَ عَمِيَ)
مِن المعلومِ أنَّ قسرَ النفسِ وإلجائِها إلى القيامِ بعملٍ لا ترغبُهُ ولا تتفاعلُ معَهُ يأتي بنتائجَ عكسيةٍ أو أقلُ من مستوى الأملِ والطموحِ، وهذا أمرٌ يتَّفِقُ فيه جميعُ بني الإنسانِ ولذا كانتْ مجاهدةُ النفسِ ومغالبةُ الهوى ومحاولاتُ الترويضِ والتهذيبِ ليتمكَّنَ الإنسانُ مِن مَسكِ زمامِ النفسِ والسيطرةِ عليها والتحكُّمِ فيها والتمكُّنِ المريحِ منها.
فالإمامُ (عليهِ السَّلام) يدعونا لأنْ نختارَ الأوقاتِ المناسبةَ– او لِنُهيءَ الحالاتِ الملائمةَ– ولا نتركُ القِيادَ للنفسِ التي تحبُّ الراحةَ والكسلَ فإذا توفَّرنا على ذلكَ أحرزنا النتيجةَ المرجوّةَ المأمولةَ مِن العملِ وكسبنا الجزاءَ الموعودَ دنيويًا او أُخرويًا.
وهذا التّوجُّهُ القلبيُّ أو الانصرافُ أمرٌ سائدٌ في كلِ المجالاتِ، الدينيةِ والدنيويةِ فإنّهُ يحكمُ تصرفاتِ الإنسانِ ولا يمكنُهُ السيطرةَ والتغلبَ على إظهارِهِ– إلا نادراً– إذ يَبِينُ على صَفَحاتِ الوجوهِ ويُقرَأُ مِن العيونِ– كما يقولونَ-.
فلِنَسرِ على خُطى الإمامِ (عليهِ السّلام) في توجيهِهِ السامي ضِمنَ هذهِ الحكمةِ لتكونَ أعمالُنا وانجازاتُنا مُثمِرةً مقبولةً بعيدةً عن القَسرِ والنمطيّةِ والروتينِ والعادةِ الموروثةِ، وإنما تنِّبضُ بروحِ الجديّةِ والشّوقِ والسعي نحوَ التكامُلِ.