لمّا أصبَحَتِ الخيلُ تُقبِلُ على الإمامِ الحُسينِ -عليهِ السَّلامُ- نظرَ إلى جَمعِهِم كأنَّهُ السيلُ، رفعَ يديهِ الى السَّماءِ داعياً:
"اللّهُمَّ أنتَ ثِقتي في كُلِّ كَرْبٍ، وأنتَ رَجائي في كُلِّ شِدَّةٍ، وأنتَ لي في كُلِّ أمْرٍ نَزلَ بي ثِقَةٌ وعُدَّةٌ، كَمْ من هَمٍّ يَضْعُفُ فيهِ الفُؤادُ، وتَقِلُّ فيهِ الحِيلَةُ، ويَخْذِلُ فيهِ الصّديقُ، ويَشْمَتُ فيهِ العَدوُّ، أنزلْتُهُ بكَ وشَكَوْتُهُ إليكَ، رَغْبَةً مِنّي إليكَ عَمَّنْ سِواكَ، ففرَّجْتَهُ عَنِّي وكَشَفْتَهُ، فأنتَ وليُّ كُلِّ نِعمةٍ، وصاحِبُ كُلِّ حَسَنةٍ، ومُنتهى كُلِّ رَغبَةٍ".
نأخذُ العِبرَةَ والدرسَ مِن موقِفِ الإمامِ الحُسينِ-عليهِ السَّلامُ- تجاهَ الأزماتِ والمِحَنِ وذلكَ في صورٍ ثلاث:
الصورةُ الأولى: إنَّ أوّلَ ما نبتدئُ بهِ هُوَ اللجوءُ الى اللهِ تعالى مِن خلالِ الدُّعاءِ؛ فَهُوَ سلاحُ الأنبياءِ ومِفتاحُ الظَّفَر.
الصورةُ الثانية: علينا الاعتمادُ والثِّقَةُ باللهِ –عَزَّ وَجَلَّ- وأنْ لا نَتَّكِلَ أو نُعوِّلَ على البَشَرِ فَهُم ما بينَ عَدوٍّ شامِتٍ وصديقٍ مُتخاذِلٍ.
الصورةُ الثالثة: أنْ نَتَذكَّرَ بأنَّ تجاوزَ الأزماتِ يكونُ بالاستمدادِ الإيمانيِّ مِنَ اللهِ تعالى؛ فَهُوَ واهِبُ النِّعَمِ ومُحَقِّقُ الرَّغَباتِ.