بقلم: علي العسكري
يُعتَبرُ مقامُ الإمامِ المهديِّ –عَجَّلَ اللهُ فرَجَه- مِنَ الصروحِ والمزاراتِ البارِزةِ في مدينةِ كربلاءَ المقدّسةِ، وقَد سُمّيَ بهذا الاسمِ تيمُّناً بالإمام الثاني عَشر من أئمة أهل البيت الإمام المهديّ –عَجَّلَ اللهُ فرَجَه-، حيثُ يُقالُ أنَّ الإمامَ -عَليهِ السَّلامُ- كانَ يغتَسِلُ بماءِ النَّهرِ وَيُصَلّي في هذا المكانِ، ثُمَّ يَذهَبُ لزيارَةِ جدّه الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس عليهما السّلام.
يقعُ المقام على نهر الحُسينيّة؛ وهو أحد فروع نهر الفراتِ حيثُ يبعد أكثر من (600 متر) عن حرم الإمام الحسين عليه السلام، وتحديداً في منطقة باب السّلالمة مقابل شارع السّدرة. يقصد المقام المقدّس سنوياً الملايين من الزائرين والموالين لآل البيت عليهم السلام، لا سيّما في ليلة الخامس عشر من شعبان، الذي يصادف ذكرى ولادة الإمام الحجّة –عَجَّلَ اللهُ فرَجَه- حيثُ يزدحم المكان بملايين المحبّين، وهُم يوقدون الشموع فرِحين، ويبتهلون الى الله بتعجيلِ فرج مولاهم الشريف. مرّت على المقام الشريف تغييراتٌ عديدةٌ لاسيّما من الناحية العمرانية، بعد الانتفاضة الشعبانية سنة 1991م والظروف التي رافقتها، حيث تمَّ تهديم العديد من الحسينيات والجوامع في المدينة، وكان من ضمنها مقام الإمام المهديّ –عَجَّلَ اللهُ فرَجَه- حيثُ طالته يدُ الغدر البعثي الجبان وهدّمته بشكلٍ كاملٍ، لكن رغم ذلك داوم المؤمنون من أبناء المدينة وباقي المحافظات وبعض الأجانب على زيارة المقام الشريف رغم المضايقات التي كانوا يتعرّضون لها آنذاك. وبعد عدّة سنين.. وتحديداً في منتصف التسعينات من القرن المنصرم، تبرّع أحد الأخوة المؤمنين من أبناء المدينة بإعادة بناء المقام، ورغم العراقيل التي رافقته من النظام حينها استطاع الحصول على الموافقات لإعادة بناء المزار الشريف، واقتصر حينها على شبّاك يحيط به حائط من جميع الجهات وتعلوه قبةٌ مزينةٌ بالطراز الكربلائيّ القديم، كما افتقر الى أمور عديدة منها الماء والكهرباء وغيرها. بقي الحال كما هو عليه حتى سقوط النظام البائد سنة 2003، حيث انتقلت إدارة المقام الشريف الى العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعباسيّة، وبعد تحويل العتبات الى أماناتٍ انتقلت إدارة المقام الى العتبة العباسيّة المقدّسة.