
إن الضبط القطعي للغضب ممكن مع تقوية الإرادة، وتقوية الإرادة أيضا تتم عن طريق تحقيق الإيمان والتدين، وذكرت عدة طرق لضبط الغضب، وإطفاء سعاره، والتحرز عن امتداد ألسنته إلى مواضع خطرة، بحيث أن الإنسان إذا اتبع هذه الطرق أمكنه أن يتخلص من العواقب المشؤومة للغضب وأن يبقي مجالا للتفكير ليستمد العون من العقل والإيمان وهنا نذكر بعضها:
أولا: تبديل العمل والاستراحة:
فإن الإنسان بعد أن يحس بحالة غير طبيعية من الممكن أن تؤدي إلى غضب آني مفاجئ، عليه في الحال أن يشغل نفسه بعمل لينصرف الفكر عن الأمور التي تجر إلى الغضب، ويتحرز عنه وذلك بأن يقوم بأعمال بدنية كالتمشي مثلا وإذا كان واقفا فليقعد، وبالتالي فيستريح ونمنح أعضاءنا حالة مريحة.
ثانيا: الماء البارد والغضب:
إن الماء البارد يسكن الالتهابات والهيجان البدني، ويخفف من الدوران السريع للدم والخفقان المتتابع للقلب، وقد أشار النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في حديث رائع إلى هذين السبيلين، فقال إن الغضب جمرة تتوقد في القلب، ألم تر إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه، فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئا، فإن كان قائما فليجلس، وإن كان جالسا فلينم، فإن لم يزل ذلك فليتوضأ بالماء البارد وليغتسل؛ فإن النار لا يطفئها إلا الماء.
ثالثا: نسيان الغضب:
إن السعي لنسيان الحادثة التي أوجدت الغضب يساعد أيضا على إطفاء نار الغضب، فمثلا لو جرت مشادة بينك وبين آخر، وانجررت إلى نزاع، فإن لحظات ذلك النزاع تخطر على الذهن دائما، وتوجب حالات من الهيجان وبقاء هذا الهيجان ... فإذا سعينا بأن لا نفكر في الحادثة ومن ثم ننساها فإنه يمكن القول بأننا قد نسينا غضبنا وعادت إلينا حالة الهدوء.
رابعا: ذكر الله:
والسبيل الرابع الذي يستطيع أكثر من غيره أن يبعث في النفس الهدوء والاطمئنان، ويحد من طغيان الغضب، هو ذكر الله الرحمن الرحيم والارتباط الروحي به تعالى، وقد أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه فقال: يا بن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي.