 
					
					
						التأكيد على أمارته (عليه السلام)  					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						 محمد بن محمد بن النعمان المفيد
						 المؤلف:  
						 محمد بن محمد بن النعمان المفيد					
					
						 المصدر:  
						الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
						 المصدر:  
						الارشاد في معرفة حجج الله على العباد					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص137-140.
						 الجزء والصفحة:  
						ص137-140.					
					
					
						 8-02-2015
						8-02-2015
					
					
						 3852
						3852					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				مما أكد له من الفضل وتخصصه منه بجليل رتبته، ما تلا حجة الوداع من الامور المتجددة لرسول الله (صلى الله عليه واله) والاحداث التي اتفقت بقضاء الله وقدره، وذلك انه (صلى الله عليه واله) تحقق من دنو أجله ماكان قدم الذكر به لامته، فجعل (صلى الله عليه واله) يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده والخلاف عليه، ويؤكد وصاءتهم بالتمسك بسنته والاجماع عليها والوفاق، ويحثهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة، والاعتصام بهم في الدين ويزجرهم عن الخلاف والارتداد.
وكان فيما ذكره من ذلك (صلى الله عليه واله) ما جاءت به الرواة على اتفاق والاجماع من قوله (صلى الله عليه واله) ايها الناس انى فرطكم وانتم واردون على الحوض، ألاوانى سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يلقياني، وسئلت ربى ذلك فأعطانيه ألا واني قد تركتهما فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتى ولاتسبقوهم فتفوقوا، ولاتقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم.
 ايها الناس لا ألفينكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فتلقوني في كتيبة كبحر السيل الجرار ! ألا وان علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخى ووصيى يقاتل بعدى على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله وكان (صلى الله عليه واله) يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه.
ثم انه عقد لأسامة بن زيد بن حارثة الامرة وأمره وندبه ان يخرج بجمهور الامة إلى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم، واجتمع رأيه (صلى الله عليه واله) على اخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والانصار في معسكره، حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرياسة ويطمع في التقدم على الناس بالأمارة ويستتب الامر لمن استخلفه من بعده ولاينازعه في حقه منازع، فعقد له الامرة على ما ذكرناه وجد (صلى الله عليه واله) في اخراجهم وأمر أسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلى الجرف وحث الناس على الخروج اليه والمسير معه، وحذرهم من التلوم والإبطاء عنه فبينا هو في ذلك اذ عرضت له الشكاة التي توفى فيها، فلما أحس بالمرض الذى عراه أخذ بيد علي (عليه السلام) واتبعه جماعة من الناس وتوجه إلى البقيع، فقال لمن اتبعه : انى قد امرت بالاستغفار لأهل البقيع.
فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم، وقال السلام عليكم يا أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها، ثم استغفر لأهل البقيع طويلا و أقبل على أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال له : ان جبرئيل (عليه السلام) كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة، وقد عرضه علي العام مرتين ولا أراه إلا لحضور أجلى، ثم قال : ياعلي انى خيرت بين خيارين الدنيا والخلود فيها او الجنة فاخترت لقاء ربى والجنة، فاذا أنا مت فاغسلني واستر عورتي فانه لا يراها أحد إلا أكمه، ثم عاد إلى منزله فمكث ثلاثة ايام موعوكا ثم خرج إلى المسجد معصوب الرأس معتمدا على أميرالمؤمنين (عليه السلام) بيمنى يديه وعلى الفضل بن العباس باليد الاخرى حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال: معاشر الناس قد حان مني خفوق من بين أظهركم، فمن كان له عندى عدة فليأتني اعطه اياها، ومن كان له علي دين فليخبرني به، معاشر الناس لا يدعي مدع ولا يتمنى متمن، والذي بعثنى بالحق نبيا لا ينجى إلا عمل مع رحمة، ولو عصيت لهويت، اللهم هل بلغت؟.
ثم نزل فصلى بالناس صلاة خفيفة ودخل بيته، وكان اذ ذاك في بيت ام سلمة رضي الله عنها، فأقام به يوما أو يومين فجاءت عائشة اليها تسئلها ان تنقله إلى بيتها لتتولى تعليله وسئلت ازواج النبي (عليه الصلوة والسلام) في ذلك فأذن لها فانتقل (عليه الصلوة والسلام) إلى البيت الذي اسكنه عائشة واستمر به المرض فيه اياما وثقل.
 فجاء بلال عند صلاة الصبح ورسول الله (صلى الله عليه واله) مغمور بالمرض فنادى: الصلوة رحمكم الله، فأوذن رسول الله بندائه فقال: يصلى بالناس بعضهم فأنى مشغول بنفسي، فقالت عائشة: مروا أبا بكر، وقالت حفصة: مروا عمر.
 
 فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) حين سمع كلامهما وراى حرص كل واحدة منهما على التنويه بأبيها وافتتانهما بذلك ورسول الله (صلى الله عليه واله) حي: اكففن فانكن كصويحبات يوسف. 
ثم قام (صلى الله عليه واله) مبادرا خوفا من تقدم احد الرجلين وقد كان امرهما بالخروج مع اسامة، ولم يك عنده انهما قد تخلفا، فلما سمع من عائشة وحفصة ما سمع علم أنهما متأخران عن أمره، فبدر لكف الفتنة وازالة الشبهة، فقام (عليه الصلوة والسلام) وانه لا يستقل على الارض من الضعف، فأخذ بيده علي بن أبى طالب (عليه السلام) والفضل بن العباس فاعتمد عليهما ورجلاه تخطان الارض من الضعف.
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
					 الاكثر قراءة في  حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة