احرف الزيادة
المؤلف:
ابن الحاجب
المصدر:
الشافية في علم التصريف
الجزء والصفحة:
ص70- 82
17-02-2015
4350
حروفها اليوم تنساه أو سألتمونيها أو السمان هويت أي التي لا تكون الزيادة لغير الإلحاق و التضعيف إلا منها
و معنى الإلحاق أنها إنما زيدت لغرض جعل مثال على مثال أزيد منه ليعامل معاملته فنحو قردد ملحق و نحو مقتل غير ملحق لما ثبت من قياسها لغيره و نحو أفعل و فعل و فاعل كذلك لذلك و لمجيء مصادرها مخالفة
و لا تقع الألف للإلحاق في الاسم حشوا لما يلزم من تحريكها
و تعرف الزيادة بالاشتقاق و عدم النظير و غلبة الزيادة فيه و الترجيح عند التعارض
و الاشتقاق المحقق مقدم فلذلك حكم بثلاثية عنسل و شأمل
ص70
و شمأل و نئدل و رعشن و فرسن و بلغن و حطائط و دلامص و قمارص و هرماس و زرقم و قنعاس و فرناس و ترنموت
و كان ألندد أفنعلا و معد فعلا لمجيء تمعدد و لم يعتد بتمسكن و تمدرع و تمندل لوضوح شذوذه و مراجل فعالل لمجيء ثوب ممرجل و ضهيأ فعلأ لمجيء ضهياء و فينان فيعالا لمجيء فنن و جرائض فعائلا لمجيء جرواض و معزى فعلى لقولهم معز و سنبتة فعلتة لقولهم سنب و بلهنية فعلنية من قولهم عيش أبله و العرضنة فعلنة لأنه من الاعتراض و الأول أفعل لمجيء الأولى و الأول و الصحيح أنه من وول لا من وأل و لا من أول و إنقحل إنفعلا لأنه من قحل أي يبس و أفعوان أفعلانا لمجيء أفعى و إضحيان إفعلانا من الضحى و خنفقيق
ص71
فنعليلا من خفق و عفرني فعلني من العفر
فإن رجع إلى اشتقاقين واضحين كأرطى وأولق حيث قيل بعير آرط وراط وأديم مأروط و مرطي و رجل مألوق و مولوق جاز الأمران و كحسان و حمار قبان حيث صرف و منع
و إلا فالترجيح كملأك قيل مفعل من الألوكة ابن كيسان فعأل من الملك وابو عبيدة مفعل من لأك إذا
ص72
أرسل و موسى مفعل من أوسيت أي حلقت و الكوفيون فعلى من ماس و إنسان فعلان من الأنس و قيل إفعان من نسي لمجيء أنسيان و تربوت فعلوت من التراب عند سيبويه لأنه الذلول و قال في سبروت فعلول و قيل من السبر و قال في تنبالة فعلالة و قيل من النبل للصغار لأنه القصير و سرية قيل من السر و قيل من السراة و مؤونة قيل من مان يمون و قيل من الأون لأنها ثقل و قال الفراء من الأين و أما منجنيق فإن اعتد بجنقونا فمنفعيل و إلا فإن اعتد بمجانيق ففنعليل و إلا فإن اعتد بسلسبيل على الأكثر ففعلليل و إلا ففعلنيل و مجانيق يحتمل
ص73
الثلاثة و منجنون مثله لمجيء منجنين إلا في منفعيل ولولا منجنين لكان فعللولا كعضرفوط و خندريس كمنجنين
فإن فقد الاشتقاق فبخروجها عن الاصول كتاء تتفل و ترتب و كنون كنتأل و كنهبل بخلاف كنهور و نون خنفساء و قنفخر أو بخروج زنة أخرى لها كتاء تتفل و ترتب مع تتفل و ترتب و نون قنفخر مع قنفخر و خنفساء مع خنفساء و همزة ألنجج مع ألنجوج
فإن خرجتا معا فزائد ايضا كنون نرجس و حنطأو و نون جندب إذا لم يثبت جخدب إلا أن تشذ الزيادة كميم مرزنجوش دون نونها إذ لم تزد الميم أولا خامسة و نون برناساء و أما كنأبيل فمثل خزعبيل
ص74
فإن لم تخرج فبالغلبة كالتضعيف في موضع أو موضعين مع ثلاثة أصول للإلحاق و غيره كقردد و مرمريس و عصبصب و همرش و عند الأخفش اصله هنمرش كجحمرش لعدم فعلل قال و لذلك لم يظهروا و الزائد في نحو كرم الثاني و قال الخليل الأول و جوز سيبويه الأمرين
و لا تضاعف الفاء وحدها و نحو زلزل و صيصة و قوقيت و ضوضيت رباعي و ليس بتكرير لفاء و لاعين للفصل ولا بذي زيادة لأحد حرفي اللين لرفع التحكم و كذلك سلسبيل خماسي على الأكثر و قال الكوفيون زلزل من زل و صرصر من صر و دمدم من دم لاتفاق المعنى
و كالهمزة أولا مع ثلاثة أصول فقط فأفكل أفعل
ص75
و المخالف مخطىء و إصطبل فعلل كقرطعب
و الميم كذلك و مطردة في الجاري على الفعل
و الياء زيدت مع ثلاثة فصاعدا إلا في أول الرباعي إلا فيما يجري على الفعل و لذلك كان يستعور كعضرفوط و سلحفية فعلية
و الواو و الألف زيدتا مع ثلاثة فصاعدا إلا في الأول و لذلك كان ورنتل كجحنفل
و النون كثرت بعد الألف آخرا أو ثالثة ساكنة نحو شرنبث و عرند واطردت في المضارع و المطاوع
و التاء في تفعيل و نحوه و في نحو رغبوت و جبروت
و السين اطردت في استفعل و شذت في أسطاع قال
ص76
سيبويه هو أطاع فمضارعه يسطيع بالضم و قال الفراء الشاذ فتح الهمزة و حذف التاء فمضارعه بالفتح و عد سين الكسكسة غلط لاستلزامه شين الكشكشة
و أما اللام فقليلة كزيدل و عبدل حتى قال بعضهم في فيشلة فيعلة مع فيشة و في هيقل مع هيق و في طيسل مع طيس للكثير و في فحجل كجعفر مع أفحج
و أما الهاء فكان المبرد لا يعدها و لا يلزمه نحو اخشه فإنها
ص77
حرف معنى كالتنوين و باء الجر ولامه و إنما يلزمه نحو أمهات و نحو
( أمهتي خندف و إلياس أبي ... )
و أم فعل بدليل الأمومة و أجيب بجواز أصالتها بدليل تأمهت فتكون أمهة فعلة كأبهة ثم حذفت الهاء أو هما أصلان كدمث و دمثر و ثرة و ثرثار ولؤلؤ ولأل و يلزمه نحو أهراق إهراقة
أبو الحسن يقول هجرع للطويل من الجرع للمكان السهل و هبلع للأكول من البلع و خولف و قال الخليل الهركولة للضخمة هفعولة لأنها تركل في مشيها و خولف
فإن تعدد الغالب مع ثلاثة أصول حكم بالزيادة فيها
ص78
أو فيهما كحبنطى فإن تعين أحدهما رجح بخروجها كميم مريم و مدين و همزة أيدع و ياء تيحان و تاء عزويت و طاء قطوطى و لام ادلولى دون الفهما لعدم فعولى و افعولى ووجود فعوعل وافعوعل وواو حولايا دون يائها وأول يهير و التضعيف دون الثانية و همزة أرونان دون واوها و إن لم يأت إلا
ص79
أنبجان فإن خرجتا رجح بأكثرهما كالتضعيف في تئفان و الواو في كوألل و نون حنطأو وواوها فإن لم تخرج فيهما رجح بالإظهار الشاذ و قيل بشبهة الاشتقاق و من ثم اختلف في يأجج و مأجج و نحو محبب علما يقوي الضعيف و أجيب بوضوح اشتقاقه فإن ثبتت فيهما بالإظهار اتفاقا كدال مهدد فإن لم يكن فيه إظهار فبشبهة الاشتقاق كميم موظب و معلى و في تقديم أغلبهما عليها نظر و لذلك قيل رمان
ص80
فعال لغلبتها في نحوه فإن ثبتت فيهما رجح بأغلب الوزنين و قيل بأقيسهما و من ثم اختلف في مورق دون حومان فإن ندرا احتملهما كأرجوان فإن فقدت شبهة الاشتقاق فيهما فبالأغلب
ص81
كهمزة أفعى و أوتكان و ميم إمعة فإن ندرا احتملهما كأسطوانة إن ثبتت أفعوالة و إلا ففعلوانة لا أفعلانة لمجيء أساطين
ص82
الاكثر قراءة في أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة