1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

السيد علي الدرويش

المؤلف:  عمر الدسوقي

المصدر:  في الأدب الحديث

الجزء والصفحة:  ص :50-51ج1

21-9-2019

2088


تُوفِيَ سنة 1270هـ-1853م.
وهو السيد علي الدرويش بن إبراهيم المصري، وُلِدَ بالقاهرة سنة 1211هـ، ونشأ بها, وأُغْرِمَ بالأدب، وحفظ كثيرًا من الشعر، وأصاب شهرةً كبيرةً في زمانه، وله عدد وفير من المقطوعات الغنائية، واتصل بأمراء أسرة محمد علي، وعُرِفَ بشاعر عباس الأول، ولم يكن يتكسب بالشعر؛ لأن الله رزقه حظًّا من الثروة، فاكتفى بما لديه.
وله من المؤلفات "الدرج والدرك", وضعه في مدح من اشتهر في أيامه بحميد المزايا وكريم الصفات، وكتاب "محاسن الميل لصور الخيل" وضعه بأمر عباس الأول, ذكر فيه محاسن الخيل ومساوئها، و"سفينة الأدب".
وشعره يمثل لنا عصره؛ من حيث الولوع بالمحسنات البديعية، يحشرها حشرًا، ويتكلفها تكلفًا, ومعانيه وأخيلته لا تدل على شاعرية ممتازة إذا قيست بشعر عصرنا، ولكنه بالنسبة لعصره كان طليعة الشعراء، وقد اشتهر بالتواريخ الشعرية، وله ديوان طبعه تلميذه مصطفى سلامة النجاري في 482 صفحة، وقد جمع كل ما قاله السيد على الدرويش من شعر ونثر.
ومن نثره قوله في مقامة الفضيلة والرذيلة:
"
وفقك الله لما يرضاه، وعصمك في موجب الذم, ومن لا يتحاشاه، إن الفضيلة والرذيلة صفتان متضادتان، ونوع الإنسان مجبول على الميل للأولى، والفرار من الأخرى على حسب آراء العباد، وعوائد البلاد، فربما كانت الفضيلة عند قوم رذيلة عند آخري، وكانت الرذيلة عند أممٍ فضيلة عند غيرهم من المتأخرين، وحسنات الأبرار سيئات المقربين، مع تفاوت في طباعهم، وأشكالهم, وصنائعهم، فمنهم ذو الطبع السليم، ومنهم الذميم، ولا سبيل إلى ترغيب الأول ليجتهد في الازدياد، وترهيب الثاني لينطبع على أن يتحاشى بالاعتياد، لا باللسان، الآتي بسحر البيان، فقد جاء في الحديث: "إن إيمان المرء ليربوا إذا مدح، وربما

(1/50)

يصح الجسم إذا جرح، فمن ذلك كان المدح على المحاسن تذكيرًا، والذم على القبائح تنفيرًا، وكلاهما مطلوب شرعًا، ومرغوب فرعًا، فيستيقظ الغافل، ويقبل الكمال الكامل".
ومن شعره قطعةٌ قالها في منفلوط "وهي من قرى الصعيد":
سعيد من نأى عنه الصعيد ... صعود ما لطالعه سعود
وردنا منفلوط فلا سقاها ... وردناها فأظمأنا الورود
فما لي قد بعثت لقوم عاد ... كأني صالح وهم ثمود
أراهم ينظرون إليّ شزرًا ... كعيسى حين تنظره اليهود
فما لي منهم خِلٌّ ودودٌ ... ولي من طبعهم خلٌّ ودود
ويقول في الهرمين:
انظر إلى الهرمين واعلم أنني ... فيما أراه منهما مبهوت
رسخا على صدر الزمان وقلبه ... لم ينهضا حتى الزمان يموت
ومن شعره يصف الجراد الذي اجتاح مصر سنة 1259هـ:
فترى الجراد على الجريد ... مكللًا مثلَ الثمر
ورقشٌ تراها إنها ... نارٌ تلظَّى بالشجر
لواحة للأرض لا ... تبقي النبات ولا تذر
وصغيرةٌ في حجمها ... لكنها إحدى الكبر
الأرضُ كانت جنة ... فالآن ترمي بالشرر
نزل الجراد بها كما ... نزل القضاء أو القدر

(1/51)

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي