عبد الله بن حسن بن أبي نمي
المؤلف:
احمد السباعي
المصدر:
تاريخ مكة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع
الجزء والصفحة:
ج2، ص 418-420
18-11-2020
2439
عبد الله بن حسن بن أبي نمي
وبوفاة مسعود اجتمع الأشراف واتفقوا على تولية ابن عمه «عبد الله بن حسن بن أبي نمي» وكان عبد الله رجلا عظيما صالحا وكان من أكبر آل أبي نمي (١) وبه سمى (العبادلة) من الأشراف في مكة ومن ذرية العبادلة (آل عون) (٢).
ذكروا أنه امتنع عن قبول الولاية وتخلف عن جنازة ابن اخيه مسعود بسبب ذلك إلا أنهم ما لبثوا أن ألزموه بذلك حقنا للدماء ثم كتبوا إلى دار الخلافة في القسطنطينية فوافاهم التأييد (٣).
وشاع الأمن والسلام في البلاد على أثر توليته ، وكان يرى في أكثر لياليه طائفا بالبيت وفي ايامه تمت عمارة الكعبة التي كان السلطان مراد قد أمر بها وهي العمارة الماثلة اليوم (٤) وسيأتي بيانها في الفصل الخاص بعمارة المسجد لهذا العهد.
محمد بن عبد الله :
ولم يلبث عبد الله في امارته إلا سنة واحدة ثم رأى أن يتنازل عنها لابنه محمد ليتفرغ لما هو في سبيله من العبادة والصلاة كما رأى ان يعينه بابن أخيه زيد بن محسن وكان محسن قد فر الى اليمن ومات بها كما تقدم بنا وخلف ولده زيدا الذي بعث عبد الله يستدعيه الى مكة ولما حضر أعلن تنازله عن الامارة لابنه محمد على أن يشاركه الأمر زيد بن محسن وذلك في يوم الجمعة غرة صفر ١٠٤١ وقد كتب بذلك الى دار الخلافة (٥).
ذوو بركات وعبد الله وزيد:
وفي هذا العهد اعتبر أمراء مكة أن بيوتهم الى ثلاثة اقسام هي: ذوو عبد الله أو العبادلة من أبناء عبد الله بن حسن ابن أبي نمي، وذوو زيد وهم أبناء زيد بن محسن من أحفاد الحسن ابن أبي نمي، وذوو بركات أخو الحسن بن أبي نمي.
وقد ظلت الفروع الثلاثة تتداول الامارة نحو ثلاثة قرون ونصف قرن حتى انتهى حكم الأشراف في مكة بأمارة الحسين بن علي وهو من العبادلة كما سيأتينا ذلك.
ونعود إلى الأمير محمد بن عبد الله فقد استقام الأمر له ولشريكه زيد بن محسن على أثر تنازل عبد الله بن الحسن لهما عن الحكم ولم ينسيا للمتنازل فضله فقد أشركا اسمه في الدعاء على المنبر وظلا يستضيئان ببعض آرائه الى أن توفي بعد أشهر من تنازله في بستان كان يقيم فيه بالمنحنى بعد المعابدة إلى طريق منى في جمادي الآخرة من السنة نفسها ١٠٤١ وفي هذه السنة ثار أهل الطائف على الأشراف وقتلوا راشدا بن بركات بن أبي نمي فخرج الأمير زيد في جماعة من بني عمه وبعض المقاتلين فهاجموا الطائف وقاتلوا الثائرين وعادوا ظافرين (6).
واستمر محمد وزيد على وفاق تام وكان قد وافاهما التأييد من السلطان العثماني «مراد خان» إلا أن ذلك لم يعجب البارزين من البيت القديم في الاشراف ورأوا ان في تقحم زيد بن محسن على الامارة ما يشبه التطفل فبدأ زيد وشريكه يعانيان قلاقل جديدة ولما يمضيا في امارتهما عاما واحدا.
وحاول بعض الاشراف من قرابة محمد بن عبد الله الأدنين وبعض اخوته اقناعه بابعاد زيد بن محسن عن شركته في الامارة والاستعانة ببعض اخوته فأبى ذلك عليهم احتراما لارادة أبيه المتوفي فلم يجدوا بدا من مناصبته وشريكه العداء.
_______________
(١ و٣) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط».
(٢) والعبادلة اليوم متفرقون في أنحاء البلاد العربية فمنهم في حضرموت واليمن والأردن ، غير ان عمودهم في مكة ، ومنهم الحسين بن على قائد الثورة العربية الكبرى (ع).
(٤) منائح الكرم للسنجاري «مخطوط».
(٥) خلاصة الكلام للدحلان ٧٢.
(6) خلاصة الكلام للدحلان ٧٢.
الاكثر قراءة في مكة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة