x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

التسليم بأخطاء الذات

المؤلف:  رضا علوي سيد احمد

المصدر:  فن التعامل مع الناس

الجزء والصفحة:  ص 336 ـ 337

12-1-2022

1812

تقول الحكمة الشهيرة: (الاعتراف بالخطأ فضيلة).

ما الذي يدفع المرء الى تحاشي الاعتراف بخطئه، وهو يرى الحقيقة ماثلة أمام عينيه؟.

لا شيء سوى الروح الأنانية، والتعصب الأعمى للذات والخوف من انكشاف الخطأ، وتبرئة النفس منه. إن هناك من الناس من يعدون الاعتراف (*) بأخطائهم فضيلة ومنقبة فيهم، وفي الطرف المقابل هناك منهم من يتصورون أن في اعترافهم بأخطائهم، وتسليمهم بها، هزيمة لهم، وكأنهم يخوضون معارك مواجهة، ولا بد أن ينتصروا فيها!.

ولكن ما الفائدة والجدوى التي يجنيها المرء حينما ينصر نفسه على الطرف الآخر، وهو يعلم - في داخله ـ أنه مخطئ ومخالف للحقيقة والصواب؟! أليس هو يخادع عقله، ويتعصب لما لا يؤمن به حقيقة؟! وأليس هو يصاب بالتأنيب النفسي واللوم الداخلي، بينما يبدو ظاهره وكأنه على ما يرام؟! وأليس هو يكون ظالماً لمن يتحدث أو يتعامل، وهو على خطأ ؟! .

إن التسليم بالأخطاء - حين الخطأ - هو الطريقة الصحيحة للتعامل مع الآخرين، وحين المناقشة والمناظرة، وهي تجنب المرء الكثير من الاثار والنتائج غير المحمودة التي تترتب على التعصب للأخطاء، ومنها: الغضب، والكذب، والصراع النفسي الداخلي، وتوتر العلاقات الاجتماعية مع الناس.

ومن القصص في مجال التسليم بالأخطاء: قيل أن واحدا من الكتاب استطاع ان يثير شعباً بأسره، فطالما أثارت عباراته التمرد، والعناد في نفوس قُرائها. غير ان الكاتب مع قلّة حظّه من المقدرة على معاملة الناس، استطاع - في أحوال كثيرة ـ أن يحول أعداءه الى أصدقاء!.

ومثال ذلك: أن قارئاً ساخطاً كتب اليه مرة يقول: (إنني لا أقرك على ما جاء في أحد مقالاتك)، وأنهى خطابه بأن نعت الكاتب بما لا يحب من الصفات! فما كان من الكاتب إلا ان أرسل الى القارئ يقول له: هل لك ان تتفضل بزيارتي لنبحث معاً هذا الموضوع؟ فأنا ـ نفسي - لا أقر ما كتبتُ، فما كل ما كتبتُ بالأمس يروق لي اليوم، وكم يسعدني أن أطلع على آرائك في هذا الموضوع!.

فإذا أراد المرء أن يحسن معاملة الناس، ويكسبهم، ليكن حكيماً في أن لا يتعصب لأخطائه، وأن يسلم بها، فإن في تسليمه بأخطائه، راحة له، ولمحدثه، ولا يتصور أنه سيشعر بالحرج، فمن يمتلك الروح الايجابية في التحدث والحوار وعموم التعامل، لا يرى حرجاً حينما يسلم بأخطائه، وحتى مع افتراض أنه يشعر بقليل من الحرج، فإنه يفضل ذلك على ما يترتب على التعصب للأخطاء، والإصرار على صحتها من نتائج وآثار غير محمودة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) مهمة الإشارة الى أنه ليس المقصود من الاعتراف والتسليم بالأخطاء أن يكشف المرء ذنوبه ومعاصيه للناس، بل عليه أن يسترها ويندم عليها، ويتوب منها. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+