x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

احترام آراء الآخرين وتلافي تخطئتهم

المؤلف:  رضا علوي سيد احمد

المصدر:  فن التعامل مع الناس

الجزء والصفحة:  ص 344 ـ 346

12-1-2022

2181

قال الامام علي (عليه السلام): (من أبصر زلته صغرت عنده زلّة غيره) (1).

ذات يوم رأى الإمامان الحسن والحسين ـ عليهما السلام ـ رجلا كبيراً في السن يتوضأ بطريقة خاطئة، وكانا صغيرين في السن.

فجاءا إليه قائلين: يا عم! هل لك أن ترينا أياً منا وضوؤه الأصح؟ وبدءا يتوضّآن حتى أتما الوضوء، وبمجرد أن انتهيا، قال لهما العجوز: بارك الله فيكما، وضوؤكما هو الصحيح، ووضوئي هو الخطأ.

وبهذه الطريقة المهذبة نبها الرجل الى خطئه دون أن يقولا له أن وضوئك خاطئ، ولربما لو اتبعا الطريقة المباشرة في تبيان الأخطاء وتصحيحها، لأصر الرجل على صحة وضوئه وخطأ وضوئهما.

بناءً على ذلك من الأمور الحسنة في صناعة وتنمية العلاقات الاجتماعية مع الناس، والتعامل معهم: احترام آراءهم، ووجهات نظرهم، حتى لو كانت تختلف مع وجهات نظرنا، واحترام آراء الآخرين فضلا عن أنه أسلوب جيد في معاملة الناس، فهو مفتاح للدخول الى قلوبهم، ومن ثم إقناعهم وكسبهم، والتأثير فيهم.

أما إذا قوبل الطرف الآخر بعدم الاحترام لآرائه ووجهات نظره، والاستخفاف بها وتسفيهها، فإنه يشعر بالإهانة، وربما بانخداش المشاعر، وقد تأخذه العزة بأفكاره وآرائه ووجهات نظره، فيتعصب لها وإن كانت خاطئة، وربما يجادل دفاعاً عنها، وقد تتأثر العلاقة الإجتماعية به سلبياً.

فإذا أراد المرء ـ أو قُدّر له ـ أن يتحاور مع شخص آخر، او يتناقش معه، وكان الأخير مخطئاً، فمن الأفضل ان لا يقول له: أن أفكارك وآراءك خاطئة، بشكل سافر، أو أن يقول له: ان الحقيقة عكس ما تقول تماماً، وخصوصاً في تلك المعاملات أو المناقشات أو الحوارات التي لا يكون للخطأ فيها آثار خطيرة.

بل من المفضل أن يبدأ بالقول له: مع احترامي، وتقديري لأفكارك وآرائك ووجهات نظرك.. ومن الجيد أن تذكر نقاط الايجاب فيها، لأنها تفتح قلبه، ثم بعد ذلك يوضع أفكاره له بصورة هادئة، مفعمة بالإخلاص والاحترام، وسيجده أنه بدأ يقترب الى أفكاره، يأخذ بها، فعلى أقل التقادير سيضع في نفسه أنه احترمه، وقدر أفكاره وأراءه، وبالتالي فلن يعامله إلا بالتقدير والاحترام.

بيد أن هناك من الناس، من إذا طُرحت عليهم أفكار ووجهات نظر من آخرين، فإنهم يفندونها، ويستخدمون مثل هذه العبارات القاطعة: (الحقيقة عكس ما تقول)، أو (كلامك لا يمت الى الصواب بصلة)، أو (الحقيقة خلاف ذلك)، وما شابه ذلك من العبارات الحدية. ولو أنهم تروّوا، وقدروا أفكار الآخرين، وأشاروا الى أخطائهم من طرف خفي، أو بصورة فنية غير مباشرة، لكان أجدى لهم، وأفضل، وللآخرين أيضاً.

ورب قائل يقول: وما الداعي الى اللف والدوران مع الناس؟

وللإجابة على ذلك:

إن هذا ليس لفا ودوراناً، وذلك لأن الناس متفاوتون في تقبل نقد الآراء، وفي تقبل تبيان الأخطاء، وهم ذوو مشاعر وأحاسيس متفاوته بطبيعة الحال، فمنهم من يعترف ويسلم بالخطأ، ويتقبل النقد برحابة صدر، ومنهم من يتقبله بقدر معين، وبحدود معينة، ومنهم من لا يتقبله، فيكون مسرحاً للتأثر السلبي بسببه.

بناءً عليه، فاستخدام الأساليب الفنية غير المباشرة في تبيين أخطاء الآخرين أو انتقادهم، ليس لفا ودوراناً، بل هو أسلوب موضوعي حسن يراعي مشاعرهم، وأحاسيسهم، وعواطفهم.

وإذا كان لزاماً على المرء أن ينتقد طرفاً ما، فالأولى به أن يبين له أخطاءه من طرف خفي، وبشكل فني، لا بصورة مباشرة، خاصة إذا كان رقيق المشاعر، سريع التأثير، وأن لا يفرض المرء معدنه على الشخص الآخر فيما إذا كان (المرء) قوي التحمل للنقد، وبذلك يحقق أمرين:

1 ـ تبيان الحقيقة للطرف الآخر، وبيان خطأ ما يعتقد أو يقول.

۲ - تجنيب علاقته به التوتر والبغضاء المحتملة.

ومن القصص في مجال التصرف ازاء الأخطاء والاشارة اليها بشكل غير مباشر قيل: كان أحد أصحاب المتاجر يستخدم هذا الاسلوب نفسه في معاملة عمّاله.

فقد اعتاد أن يقوم بجولة في متجره يومياً، وفي ذات يوم رأى أحد الزبائن ينتظر صابراً دون أن يعيره أحد العمال التفاتاً، فأين كان الباعة؟ كانوا في طرفٍ ناء من المتجر يسمرون يتندّرون، ولم يفُه بكلمة، بل تسلل في هدوء الى ما وراء الحاجز حيث يقف الباعة، ولبى طلب الزبون بنفسه، ثم سلم البضاعة الى أحد عماله كي يلفّها، وانصرف لحاله.

وهكذا فلكي يحسن المرء معاملة الناس، ويكسبهم الى وجهة نظره، فليكن حكيماً في أن يحترم أفكارهم، ويبين أخطاءهم ـ إذا كان لازماً ـ من طرف خفي، وبطريقة فنية محببة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغرر والدرر. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+