x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

أخبار المنصور من كتاب الأزهار المنثورة

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج1، ص: 417-419

3-5-2022

1910

أخبار المنصور من كتاب الأزهار المنثورة

وقد رأيت أن أذكر هنا أخبارا، نقلتها من كتاب " الأزهار المنثورة، في الأخبار المأثورة " (1) .

قال في الزهرة التاسعة والعشرين: تقدم إلى المنصور وانزمار بن أبي بكر الرزالي أحد جند المغاربة، وقد جلس للعرض والتمييز، والميدان غاص بالناس، فقال له بكلام بضحك الثكلى: يا مولاي، ما لي ولك، أسكني فإني في الفحص، فقال: وما ذاك يا وانزمار؟ وأين دارك الواسعة الأقطار؟ فقال: أخرجتني عنها والله نعمتك، أعطيتني من الضياع ما انصب علي منها من الأطعمة ما ملأ بيوتي وأخرجني عنها، وأنا بربري مجوع حديث عهد بالبؤس، أتراني أبعد القمح عني؟ ليس ذلك من رأيي. فتطلق المنصور وقال: لله درك من فذ عيي، لعيك في شكر النعمة أبغ عندنا، وآخذ بقلوبنا من كلام كل أشدق متزيد وبليغ متفنن؛ وأقبل المنصور على من حوله من أهل الأندلس فقال: يا أصحابنا، هكذا فلتشكر الأيادي وتستدام النعم (2) ، لا ما أنتم عليه من الجحد اللازم، والتشكي المبرح؛ وأمر له بأفضل المنازل الخالية.

وفي الموفية ثلاثين ما نصه: أصبح المنصور صبيحة أحد، وكان يوم راحة الخدمة الذي أعفوا فيه من قصد الخدمة، وفي مطر وابل غب أيام مثله، فقال: هذا يوم لا عهد بمثله، ولا حيلة للمواظبين لقصدنا في مكابدته، فليت شعري هل شذ أحد منهم عن التقدير فأغرب في البكور؟ اخرج وتأمل، يقوله لحاجبه، فخرج وعاد إليه ضاحكا، وقال: يا مولاي، على الباب ثلاثة من البرابرة: أبو الناس ابن صالح واثنان معه، وهم بحل من البلل إنما توصف بالمشاهدة، فقال: أوصلهم إلي وعجل، فدخلوا عليه في حال الملاح بللا

(417)

ونداوة، فضحك إليهم وأدنى مجلسهم، وقال: خبروني كيف جئتم؟ وعلى أي حال وصلتم؟ وقد استكان كل ذي روح في كنه، ولاذ كل طائر بوكره، فقال له أبو الناس بكلامه: يا مولانا، ليس كل التجار قعد عن سوقه، وإذا عذر التجار على طلب الربح بالفلوس فنحن أعذر بإدراكها بالدر ومن غير رؤوس الأموال،وهم يتناوبون الأسواق على أقدامهم ويذيلون في قصدها ثيابهم، ونحن نأتيك على خيلك، ونذيل على صهواتها ملابسك، ونجعل الفضل في قصدك مضمونا إذا جعله أولئك طمعا ورجاء، فترى لنا أن نجلس عن سوقنا هذا؟ فضحك المنصور ودعا بالكسا والصلات، فدفعت لهم، وانصرفوا مسرورين بغدوتهم.

وفي الزهرة الرابعة والأربعين ما نصه: كان بقرطبة على عهد الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر فتى من أهل الأدب قد رقت حاله في الطلب،فتعلق بكتاب العمل،واختلف إلى الخزانة مدة، حتى قلد بعض الأعمال، فاستهلك كثيرا من المال، فلما ضم إلى الحساب أبرز عليه ثلاثة آلاف دينار، فرفع خبره إلى المنصور، فأمر بإحضاره، فلما مثل بين يديه ولزمالإقرار بما برز عليه قال له: يا فاسق، ما الذي جرأك على مال السلطان تنتهبه؟ فقال: قضاء غلب الرأي، وفقر أفسد الأمانة، فقال المنصور: والله لأجعلنك نكالا لغيرك، وليحضر كبل وحداد، فأحضرا، فكبل الفتى وقال: احملوه إلى السجن، وأمر الضابط بامتحانه والشدة عليه، فلما قام أنشأ يقول:

أواه أواه وكم ذا أرى ... أكثر من تذكار (3) أواه

ما لامرئ حول ولا قوة ... الحول والقوة لله فقال المنصور: ردوه، فلما رد قال: أتمثلت أم قلت؟ قال: بل قلت، فقال: حلوا عنه كبله، فلما حل عنه أنشأ يقول:

 (418)

أما ترى عفو أبي عامر ... لا بد أن تتبعه منه

كذلك الله إذا ما عفا ... عن عبده أدخله الجنة فأمر بإطلاقه، وسوغه ذلك المال، وأبرأه من التبعة فيه.

وفي الخامسة والأربعين: عرض على المنصور بن أبي عامر اسم أحد خدمه في جملة من طال سجنه، وكان شديد الحقد عليه، فوقع على اسمه بأن لا سبيل إلى إطلاقه حتى يلحق بأمه الهاوية، وعرف الرجل بتوقيعه، فاغتم (4) وأجهد نفسه في الدعاء والمناجاة، فأرق المنصور إثر ذلك،واستدعى النوم فلم يقدر عليه، وكان يأتيه عند تنويمه آت كريه الشخص عنيف الأخذ يأمره بإطلاق الرجل، ويتوعده على حبسه، فاستدفع شأنه مرارا إلى أن علم أنه نذير من ربه، فانقاد لأمره، ودعا بالدواة في مرقده فكتب بإطلاقه، وقال في كتابه: هذا طليق الله على رغم أنف ابن أبي عامر، وتحدث الناس زمانا بما كان منه.

وفي الثامنة والأربعين (5) ما نصه: انتهت هيبة المنصور بن أبي عامر وضبطه للجند واستخدام ذكور الرجال وقوام الملك إلى غاية لم يصلها ملك قبله، فكانت مواقفهم في الميدان على احتفاله مثلا في الإطراق، حتى إن الخيل لتتمثل إطراق فرسانها فلا تكثر الصهيل والحمحمة، ولقد وقعت عينه على بارقة سيف قد سله بعض الجند بأقصى الميدان لهزل أو جد بحيث ظن أن لحظ المنصور لا يناله، فقال: علي بشاهر السيف، فمثل بين يديه لوقته، فقال: ما حملك على أن شهرت سيفك في مكان لا يشهر فيه إلا عن إذن؟ فقال: إني أشرت به إلى صاحبي مغمدا فزلق من غمده، فقال: إن مثل هذا لا يسوغ بالدعوى، وأمر به فضربت عنقه بسيفه، وطيف برأسه، ونودي عليه بذنبه؛ انتهى.

 (419)

وحكى غير واحد (6) أن المنصور كان به داء في رجله، واحتاج إلى الكي فأمر الذي يكويه بذلك وهو قاعد في موضع مشرف على أهل مملكته، فجعل يأمر وينهى ويفرى الفري في أموره، ورجله تكوى والناس لا يشعرون، حتى شموا رائحة الجلد واللحم، فتجبوا من ذلك وهو غير مكترث.

وأخباره - رحمه الله تعالى - تحتمل مجلدات، فلنمسك العنان، على أنا ذكرنا في الباب الرابع والسادس من هذا الكتاب جملة من أخباره، رحمه الله تعالى، فلتراجع إلى آخره.

 

__________

(1) لم أهتد إلى مؤلفه، وأرجح أنه ابن سعيد، وأنه " كتاب الزهات " الذي ينقل عنه ابن هذيل في كتابه " عين الأدب والسياسة " وينسبه لابن سعيد.

(2) ق ج ط ودوزي: واستديموا النعم.

(3) ك: تكرار.

(4) ك: فاهتم واغتم.

(5) ك: وفي السادسة والأربعين.

(6) ك: وفي السابعة والأربعين؛ ق: وفيه؛ وفي ط بياض.

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+