محمود بن عمر بن أحمد
المؤلف:
ياقوت الحموي
المصدر:
معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة:
ج5، ص489-495
13-08-2015
3496
أبو
القاسم الزمخشري جار الله، كان إماما في التفسير والنحو واللغة والأدب، واسع العلم
كبير الفضل متفننا في علوم شتى، معتزلي المذهب متجاهرا بذلك قال ابن أخته أبو عمرو
عامر بن الحسن السمسار ولد خالي بزمخشر من أعمال خوارزم يوم الأربعاء السابع
والعشرين من رجب سنة سبع وستين وأربعمائة وأخذ الأدب عن أبي مضر محمود بن جرير
الضبي الأصبهاني وأبي الحسن علي بن المظفر النيسابوري وسمع من شيخ الإسلام أبي
منصور نصر الحارثي ومن أبي سعد الشقاني وأصابه خراج في رجله فقطعها واتخذ رجلا من
خشب وقيل أصابه برد الثلج في بعض أسفاره بنواحي خوارزم فسقطت رجله وحكي أن
الدامغاني المتكلم الفقيه سأله عن سبب قطع رجله فقال دعاء الوالدة ذلك أني أمسكت
عصفورا وأنا صبي صغير وربطت برجله خيطا فأفلت من يدي ودخل خرقا فجذبته فانقطعت
رجله فتألمت له والدتي وقالت: قطع الله رجلك كما قطعت
فلما رحلت إلى بخارى في طلب العلم سقطت عن الدابة في أثناء الطريق فانكسرت رجلي
وأصابني من الألم ما أوجب قطعها ولما قدم الزمخشري إلى بغداد قاصدا الحج زاره
الشريف أبو السعادات هبة الله بن الشجري مهنئا له بقدومه فلما جلس إليه أنشده
متمثلا: [البسيط]
(كانت مساءلة الركبان تخبرني ... عن أحمد بن
دواد أطيب الخبر)
(حتى التقينا فلا والله ما سمعت ... أذني بأحسن
مما قد رأى بصري)
وأنشد أيضا: [الطويل]
(واستكبر الأخبار قبل لقائه ... فلما التقينا صغَّر
الخَبَرَ الخُبْرُ)
ثم أخذ يثني عليه فلم ينطق الزمخشري حتى فرغ ابن
الشجري من كلامه فلما أتم كلامه شكر الشريف وعظمه وتصاغر له ثم قال إن زيد الخيل
دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما بصر بالنبي صلى الله عليه وسلم
رفع صوته بالشهادتين فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا زيد الخيل (كل رجل
وصف لي وجدته دون الصفة إلا أنت فإنك فوق ما وصفت) وكذلك سيدنا الشريف ثم دعا له
وأثنى عليه توفي أبو القاسم الزمخشري بقصبة خوارزم ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
ومن شعره:
(العلم للرحمن جل جلاله ... وسواه في جهلاته يتغمغم)
(ما للتراب وللعلوم وإنما ... يسعى ليعلم أنه لا
يعلم)
وقال
أيضا: [الخفيف]
(كثر الشك والخلاف وكل ... يدعي الفوز بالصراط السوي)
(فاعتصامي بلا إله سواه ... ثم حبي لأحمد وعلي)
(فاز كلب بحب أصحاب كهف ... كيف أشقى بحب آل نبي)
وقال في مدح تفسير الكشاف: [البسيط]
(إن التفاسير في الدنيا بلا عدد ... وليس فيها
لعمري مثل كشافي)
(إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته ... فالجهل
كالداء والكشاف كالشافي)
ومن كلامه ما استخرجته من كتابه الأطواق قال:
استمسك بحبل مواخيك ما استمسك بأواخيك واصحبه ما صحب الحق وأذعن وحل مع أهله وظعن
فإن تنكرت أنحاؤه ورشح بالباطل إناؤه فتعوض عن صحبته وإن عوضت الشسع وتصرف بحبله
ولو أعطيت النسع فصاحب الصدق أنفع من الترياق النافع وقريب السوء أضر من السم
الناقع وقال الدعة من الضعة مرة لا تشره إليها نفس حرة وقال الكريم إذا ريم على
الضيم نبا والسري متى سيم الخسف أبى وقلما عرفت الأنفة والإباء في غير من شرفت منه الآباء وقال عزة
النفس وبعد الهمة الموت الأحمر والخطوب المدلهمة ولكن من عرف منهل الذل فعافه
استعذب نقيع العز وذعافه وقال أحمق من النعامة من افتخر بالزعامة لم أر أشقى من
الزعيم ولا أبعد منه من الفوز بالنعيم هالك في الهوالك خابط في الظلم الحوالك على
آثاره العفاء أدركته بمجانيقها الضعفاء وقال الدنيا أدوار والناس أطوار فالبس لكل
يوم بحسب ما فيه من الطوارق وجانس كل قوم بقدر ما لهم من الطرائق فلن تجري الأيام
على أمنيتك ولن تنزل الأقوام على قضيتك وقال ألا أحدثك عن بلد الشوم ذلك بلد
الوالي الغشوم فإياك وبلد الجور وإن كنت أعز من بيضة البلد وأحظى أهله بالمال
المثمر والولد وتوقع أن تسقط فيه الطيور النواعق وتأخذ أهله الرجفة والصواعق.
وقال: لا تقنع بالشرف التالد فذلك الشرف للوالد
واضمم إلى التالد طريفا حتى تكون بهما شريفا ولا تدل بشرف أبيك ما لم تدل عليه
بشرف فيك وقال كب الله على مناخره من زكى نفسه بمفاخره على أن رب مساخر يعدها
الناس مفاخر وقال ما لعلماء السوء جمعوا عزائم الشرع ودونوها ثم رخصوا فيها لأمراء
السوء وهونوها إنما حفظوا وعلقوا وصفقوا وحلقوا ليقمروا المال وييسروا ويفقروا
الأيتام ويوسروا أكمام واسعة فيها أصلال لاسعة وأقلام كأنها أزلام وفتوى يعمل بها
الجاهل فيتوى.
ومن إنشائه ما كتب به إلى حافظ الإسكندرية أبي
الطاهر السلفي جوابا عن كتاب كتبه إليه يستجيزه به وهو:
ما مثلي مع أعلام العلماء، إلا كمثل السها مع
مصابيح السماء، والجهام الصفر والرهام مع الغوادي الغامرة للقيعان والآكام والسكيت
المخلف عن خيل السباق والبغاث مع الطير العناق وما التلقيب بالعلامة إلا شبه الرقم
والعلامة والعلم مدينة أحد بابيها الدراية والثاني الرواية وأنا في كلا البابين ذو
بضاعة مزجاة ظلي فيها أقلص من ظل حصاة أما الرواية فحديثة الميلاد قريبة الإسناد
لم تستند إلى علماء نحارير ولا إلى أعلام مشاهير وأما الدراية فثمد لا يبلغ أفواها
وبرض ما يبل شفاها إلى أن قال ولا يغرنكم قول فلان وفلان.... فيَ. ذكر جماعة من
العلماء والشعراء أثنوا عليه ومدحوه ثم قال: فإن ذلك اغترار بالظاهر المموه وجهل
بالباطن المشوه ولعل الذي غرهم مني ما رأوا من حسن النصح للمسلمين وبلوغ الشفقة
على المستفيدين وقطع المطامع وإفادة المبار والصنائع وعزة النفس والربء بها على
السفاسف والإقبال على خويصتي والإعراض عما لا يعنيني فجللت في عيونهم وغلطوا في
ونسبوني إلى ما لست منه في قبيل ولا دبير الخ والكتاب طويل اقتصرت منه على ما
أوردت.
ولأبي القاسم من التصانيف: الكشاف في تفسير
القرآن الفائق في غريب الحديث نكت الإعراب في غريب الإعراب في غريب إعراب القرآن
كتاب متشابه أسماء الرواة مختصر الموافقة بين أهل البيت والصحابة الأصل لأبي سعيد
الرازي إسماعيل الكلم النوابغ في المواعظ أطواق الذهب في المواعظ نصائح الكبار
نصائح اصغار مقامات في المواعظ نزهة المستأنس الرسالة الناصحة رسالة المسأمة
الرائض في الفرائض معجم الحدود المنهاج في الأصول ضالة الناشد كتاب عقل الكل
النموذج في النحو المفصل في النحو أيضا المفرد والمؤلف فيه أيضا صميم العربية
الأمالي في النحو أساس البلاغة في اللغة جواهر اللغة كتاب الأجناس مقدمة الأدب في
اللغة كتاب الأسماء في اللغة القسطاس في العروض حاشية على المفصل شرح مقاماته روح
المسائل سوائر الأمثال المستقصى في الأمثال ربيع الأبرار في الأدب والمحاضرات
تسلية الضرير رسالة الأسراء أعجب العجب في شرح لامية العرب شرح المفصل ديوان
التمثيل ديوان خطب ديوان رسائل ديوان شعر
شرح كتاب سيبويه كتاب الجبال والأمكنة شافي العي من كلام الشافعي شقائق النعمان في
حقائق النعمان في مناقب الإمام أبي حنيفة المحاجاة ومتمم مهام أرباب الحاجات في
الأحاجي والألغاز المفرد والمركب في العربية وغير ذلك.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة