x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

وصف قرطبة ومسجدها

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج1، ص:558-562

14-8-2022

1903

 

رجع إلى وصف قرطبة ومسجدها

وقال بعض المؤرخين - حين ذكر قرطبة - ما ملخصه: هي قاعدة بلاد الأندلس، ودار الخلافة الإسلامية، وهي مدينة عظيمة، وأهلها أعيان البلاد وسراة الناس، في حسن المآكل والمشارب (1) واللابس والمراكب، وعلو الهمم وبها أعلام العلماء، وسادات الفضلاء، وأجلاد الغزاة، وأنجاد الحروب، وهي في تقسيمها خمس مدن يتلو بعضها بعضا، وبين المدينة والمدينة سور عظيم حصين حاجز، وكل مدينة مستقلة بنفسها، وفيها ما يكفي أهلها من الحمامات والأسواق والصناعات، وطول قرطبة ثلاثة أميال في عرض ميل واحد، وهي في سفح جبل مطل عليها، وفي مدينتها الثالثة وهي الوسطى القنطرة والجامع الذي ليس في معمور الأرض مثله وطوله مائة ذراع في عرض ثمانين، وفيه من السواري الكبار ألف سارية، وفيه مائة وثلاث عشرة ثريا للوقود أكبرها تحمل ألف مصباح، وفيه من النقوش والرقوم ما لا يقدر أحد على وصفه، وبقبلته صناعات تدهش العقول، وعلى فرجة (2) المحراب سبع قسي قائمة على عمد طول كل قوس فوق القامة قد تحير الروم والمسلمون في حسن وضعها، وفي عضادتي المحراب أربعة أعمدة: اثنان أخضران واثنان لازورديان، ليس لها قيمة لنفاستها، وبه منبر ليس على معمور الأرض أنفس منه ولا (3) مثله في حسن صنعته، وخشبه

(558)

ساج وآبنوس وبقم (4) وعود قاقلى، ويذكر في تاريخ بني أمية أنه أحكم عمله ونقشه في سبع سنين، وكان يعمل فيه ثمانية صناع لكل صانع في كل يوم نصف مثقال محمدي (5) ، فكان جملة ما صرف على المنبر لا غير عشرة آلاف مثقال وخمسون مثقالا، وفي الجامع حاصل (6) كبير ملآن من آنية الذهب والفضة لجل وقوده، وبهذا الجامع مصحف يقال: إنه عثماني، وللجامع عشرون بابا مصفحات بالنحاس الأندلسي مخرمة تخريما عجيبا بديعا يعجز البشر ويبهرهم، وفي كل باب حلقة في نهاية الصنعة والحكمة، وبه الصومعة العجيبة التي ارتفاعها مائة ذراع بالمكي المعروف بالرشاشي (7) ، وفيها من أنواع الصنائع الدقيقة ما يعجز الواصف عن وصفه ونعته،وبهذا الجامع ثلاثة أعمد حمر مكتوب على الواحد اسم محمد، وعلى الآخر صورة عصا موسى وأهل الكهف، وعلى الثالث صورة غراب نوح، والجميع خلقة ربانية، وأما القنطرة التي بقرطبة فهي بديعة الصنعة، عجيبة المرأى، فاقت قناطر الدنيا حسنا (8) ، وعدد قسيها سبع عشرة قوسا، سعة كل قوس منها خمسون شبرا وبين كل قوسين خمسون شبرا، وبالجملة فمحاسن قرطبة أعظم من أن يحيط بها وصف، انتهى ملخصا.

وهو وإن تكرر بعضه مع ما قدمته (9) فلا يخلو من فائدة زائدة، والله الموفق.

وما ذكره في طول المسجد وعرضه مخالف لما مر، ويمكن الجواب بأن هذا الذراع أكبر من ذلك، كما أشار إليه هو في أمر الصومعة، وكذا ما ذكره في

 (559)

عدد السواري، وإلا أن يقال: ما تقدم باعتبار الصغار والكبار، وهذا العدد الذي ذكره هنا إنما هو للكبار فقط، كما صرح به، والله تعالى أعلم.

وأما الثريات فقد خالف في عددها ما تقدم، مع أن المتقدم هو قول ثقات مؤرخي الأندلس، ونحن جلبنا النقل من مواضعه، وإن اختلفت طرقه ومضموناته.

وقال في المغرب - عند تعرضه لذكر جامع قرطبة - ما نصه: اعتمدت فيما أنقله (10) في هذا الفصل على كتاب ابن بشكوال، فقد اعتنى بهذا الشأن أتم اعتناء، وأغنى عن الاستطلاع إلى كلام غيره: عن الرازي أنه لما افتتح المسلمون الأندلس امتثلوا ما فعله أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد عن رأي عمر رضي الله تعالى عنه بالشام من مشاطرة الروم في كنائسهم مثل كنيسة دمشق وغيرها مما أخذوه صلحا، فشاطر المسلمون أعاجم قرطبة كنيستهم العظمى التي كانت داخل مدينتها تحت السور، وكانوا يسمونها بشنت بنجنت، وابتنوا في ذلك الشطر مسجدا جامعا، وبقي الشطر الثاني بأيدي النصارى، وهدمت عليهم سائر الكنائس بحضرة قرطبة، واقتنع المسلمون بما في أيديهم،إلى أن كثروا، وتزيدت عمارة قرطبة، ونزلها أمراء العرب، فضاق عنهم ذلك المسجد وجعلوا يعلقون منه سقيفة بعد سقيفة يستكنون بها، حتى كان الناس ينالون في الوصول إلى داخل المسجد الأعظم مشقة لتلاصق السقائف، وقصر أبوابها، وتطامن سقفها، حتى ما يمكن أكثرهم القيام على اعتدال لتقارب سقفها من الأرض، ولم يزل المسجد على هذه الصفة إلى أن دخل الأمير عبد الرحمن بن معاوية المرواني إلى الأندلس، واستولى على إمارتها، وسكن دار سلطانها قرطبة، وتمدنت به، فنظر في أمر الجامع، وذهب إلى توسعته وإتقان بنيانه، فأحضر أعاظم النصارى،

 (560)

وسامهم بيع ما بقي بأيديهم من كنيستهم لصق الجامع ليدخله فيه، وأوسع لهم البذل وفاء بالعهد الذي صولحوا عليه، فأبوا من بيع ما بأيديهم، وسألوا بعد الجد بهم أن يباحوا بناء كنيستهم (11) التي هدمت عليهم بخارج المدينة على أن يتخلوا للمسلمين عن هذا الشطر الذي طولبوا به، فتم الأمر على ذلك، وكان ذلك سنة ثمان وستين ومائة، فابتنى عند ذلك عبد الرحمن المسجد الجامع على صفة ذكرها لا حاجة إلى تفسير (12) الزيادة فيه، وإنما الحاجة في وصفه بكماله. وفي بنائه لهذه الزيادة يقول دحية بن محمد البلوي (13) من قصيدة:

وأنفق في دين الإله ووجهه ... ثمانين ألفا من لجين وعسجد

توزعها في مسجد أسه التقى ... ومنهجه دين النبي محمد

ترى الذهب الناري فوق سموكه ... يلوح كبرق العارض المتوقد قال: وكمل سنة سبعين ومائة؛ ثم ذكر زيادة ابنه هشام الرضى وما جدده فيه، وأنه بناه من خمس فيء أربونة، ثم زيادة ابنه عبد الرحمن الأوسط لما تزايد الناس، قال: وهلك قبل أن يتم الزخرف، فأمها ولده محمد بن عبد الرحمن (14) ، ثم رم المنذر بن محمد ما وهى منه، وذكر ما جدده خليفتهم الناصر ونقضه للصومعة الأولى وبنيانه للصومعة العظيمة، قال: ولما ولي الحكم المستنصر بن الناصر ؟ وقد اتسع نطاق قرطبة، وكثر أهلها، وتبين الضيق في جامعها ؟ لم يقدم شيئا على النظر في الزيادة، فبلغ الجهد، وزاد الزيادة العظمى، قال: وبها كملت محاسن هذا الجامع، وصار في حد يحسر (15) الوصف عنه، وذكر حضوره لمشاورة العلماء في تحريف القبلة إلى نحو المشرق، حسبما فعله

 (561)

والده الناصر في قبلة جامع الزهراء، لأن أهل التعديل يقولون بانحراف قبلة الجامع القديمة إلى نحو الغرب، فقال له الفقيه أبو إبراهيم: يا أمير المؤمنين، إنه قد صلى إلى هذه القبلة خيار هذه الأمة من أجدادك الأئمة وصلحاء المسلمين وعلمائهم، منذ افتتحت الأندلس إلى هذا الوقت، متأسين بأول من نصبها من التابعين كموسى بن نصير وحنش الصنعاني وأمثالهما، رحمهم الله تعالى؛ وإنما فضل من فضل بالاتباع، وهلك من هلك بالابتداع، فأخذ الخليفة برأيه، وقال: نعم ما قلت، وإنما مذهبنا الاتباع.

قال ابن بشكوال: ونقلت من خط أمير المؤمنين المستنصر أن النفقة في هذه الزيادة وما اتصل بها انتهت إلى مائتي ألف دينار وأحد وستين ألف دينار وخمسمائة دينار وسبعة وثلاثين دينارا ودرهمين ونصف.

ثم ذكر الصومعة نقلا عن ابن بشكوال فقال: أمر الناصر عبد الرحمن بهدم الصومعة الأولى سنة 340 (16) وأقام هذه الصومعة البديعة، فحفر في أساسها حتى بلغ الماء مدة من ثلاثة وأربعين يوما، ولما كملت ركب الناصر إليها من مدينة الزهراء وصعد في الصومعة من أحد درجيها، ونزل من الثاني، ثم خرج الناصر وصلى ركعتين في المقصورة، وانصرف، قال: وكانت الأولى ذات مطلع واحد، فصير لهذه مطلعين، فصل بينهما البناء،فلا يلتقي الراقون فيها إلا بأعلاها، تزيد مراقي كل مطلع منها على مائة سبعا.

قال: وخبر هذه الصومعة مشهور في الأندلس (17) ، وليس في مساجد المسلمين صومعة تعدلها.

قال ابن سعيد: قال ابن بشكوال هذا لأنه لم ير صومعة مراكش ولا صومعة إشبيلية التين بناهما المنصور من بني عبد المؤمن، فهما أعظم وأطول، لأنه ذكر أن طول صومعة قرطبة إلى مكان موقف المؤذن أربعة وخمسون ذراعا

 (562)

وإلى أعلى الرمانة الأخيرة بأعلى الزج ثلاثة وسبعون ذراع، وعرضها في كل تربيع منها ثمانية عشر ذراعا، وذلك اثنان وسبعون ذراعا، قال ابن سعيد: وطول صومعة مراكش مائة وعشرة أذرع. وذكر أن صومعة قرطبة بضخام الحجارة المقطعة (18) منجدة غاية التنجيد، وفي أعلى ذروتها ثلاث شمسات يسمونها رمانات ملصقة في السفود البارز في أعلاها من النحاس: الثنتان منها ذهب إبريز، والثالثة منها وسطى بينهما من فضة إكسير، وفوقها سوسنة من ذهب مسدسة فوقها رمانة ذهب صغيرة في طرف الزج البارز بأعلى الجو، وكان تمام هذه الصومعة في ثلاثة عشر شهرا.

وذكر ابن بشكوال (19) في رواية أن موضع الجامع الأعظم بقرطبة كان حفرة عظيمة يطرح فيها أهل قرطبة قمامتهم وغيرها، فلما قدم سليمان بن داود صلى الله عليهما ودخل قرطبة قال للجن: اردموا هذا الموضع وعدلوا مكانه فسيكون فيه بيت يعبد الله فيه، ففعلوا ما أمرهم به، وبني فيه بعد ذلك الجامع المذكور، قال: ومن فضائله أن الدارات الماثلة في تزاويق سمائه مكتوبة كلها بالذكر والدعاء إلى غيره بأحكم صنعة، انتهى.

وذكر مصحف عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه الذي كان في جامع قرطبة وصار إلى بني عبد المؤمن فقال: هو مصحف أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، مما خطه بيمينه، وله عند أهل الأندلس شأن عظيم، انتهى. وسنذكر فيه زيادة على هذا.

 

__________

 (1) والمشارب: زيادة من ك.

(2) ق ودوزي: فرخة؛ ط: فرضة.

(3) أنفس منه ولا: زيادة من ك.

(4) وبقم: زيادة من ك.

(5) يقال إن الدنانير منسوبة إلى محمد بن الناصر الموحدي وفي الأوقية الواحدة 23 درهما وهناك دنانير محمدية تنسب إلى محمدية العراق وأخرى إلى مدينة المحمدية بالمغرب (انظر الدوحة المشتبكة: 89 والحاشية رقم: 5).

(6) الحاصل: المخزن أو المستودع.

(7) الرشاشي: ذراع ينسب إلى الرشاش الذي جرى التكسير بذراعه أي اتخذ طوله وحدة لقياس الأطوال والمساحات. (انظر طبقات الزبيدي: 284 وان الفرضي 1: 196).

(8) ق: عددا.

(9) ج: مع ما تقدم.

(10) ك: نقلته.

(11) ق ط: كنائسهم.

(12) ق: في تفسير.

(13) ق ودوزي: البلوني. والأبيات في مخطوطة الرباط: 95 مصدرة بقوله: قال بعضهم.

(14) لما تزايد... عبد الرحمن: سقطت من ق - وهو سهو واضح - .

(15) ك: يقصر.

(16) ق: 330.

(17) ك ط ج: في الأرض.

(18) في ق: القطعية، وفي ك: الفظيعة، وفي ج: المنقطعة.

(19) انظر مخطوط الرباط: 28 والسند فيه " قال صاحب التاريخ - عفا الله عنه - ذكر ابن عتاب عن عبيد الله الزهراوي عن شيوخه... إلخ " .

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+