x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

رجع إلى بناء الزهراء

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج1، ص:526-527

5/9/2022

1313

رجع إلى بناء (1) الزهراء

قال بعض من أرخ الأندلس: كان يتصرف في عمارة الزهراء كل يوم من الخدام والفعلة عشرة آلاف رجل، ومن الدواب ألف وخمسمائة دابة، وكان من الرجال من له درهم ونصف ومن له الدرهمان والثلاثة، وكانيصرف فيها كل يوم من الصخر المنحوت المعدل ستة آلاف صخرة سوى الآجر والصخر غير المعدل، انتهى، وسيأتي في الزهراء (2) مزيد كلام.

وقال ابن حيان (3) : ابتدأ الناصر بناء الزهراء ألو يوم من محرم سنة 325، وجعل طولها من شرق إلى غرب ألفين وسبعمائة ذراع، وتكسيرها تسعمائة ألف ذراع وتسعون ألف ذراع، كذا نقله بعضهم، وللنظر فيه مجال، قال (4) : وكان يثيب على كل رخامة كبيرة أو صغيرة عشرة دنانير سوى ما كان يلزمه [من النفقة] (5) على قطعها ونقلها ومؤونة حملها (6) ، وجلب إليها الرخام الأبيض من المرية، والمجزع من رية، والوردي والأخضر من إفريقية من إسفاقس وقرطاجنة، والحوض المنقوش المذهب من الشام، وقيل: من القسطنطينية، وفيه نقوش وتماثيل (7) على صور الإنسان، وليس له قيمة، ولما جلبه أحمد (8)

(526)

الفيلسوف - وقيل غيره - أمر الناصر بنصبه في وسط المجلس الشرقي المعروف بالمؤنس، ونصب عليه اثني عشر تمثالا، بنى في قصرها المجلس المسمى بقصر الخلافة، وكان سمكه من الذهب والرخام الغليظ في جرمه (9) الصافي لونه المتلونة أجناسه، وكانت حيطان هذا المجلس مثل ذلك وجعلت في وسطه اليتيمة التي أتحف الناصر بها أليون ملك القسطنطينية، وكانت قرامد هذه القصر من الذهب والفضة، وهذا المجلس في وسطه صهريج عظيم مملوء بالزئبق، وكان في كل جانب من هذا المجلس ثمانية أبواب قد انعقدت على حنايا من العاج والآبنوس المرصع بالذهب وأصناف الجواهر، قامت على سواري من الرخام الملون والبلور الصافي، وكانت الشمس تدخل على تلك الأبواب فيضرب شعاعها في صدر (10) المجلس وحيطانه فيصير من ذلك نور يأخذ بالأبصار، وكان الناصر إذا أراد أن يفزع أحدا من أهل مجلسه أومأ إلى أحد صقالبته فيحرك ذلك الزئبق فيظهر في المجلس كلمعان البرق من النور، ويأخذ بمجامع القلوب، حتى يخيل لكل من في المجلس أن المحل قد طار بهم، ما دام الزئبق يتحرك، وقيل: إن هذا المجلس كان يدور ويستقبل الشمس، وقيل: كان ثابتا على صفة (11) هذا الصهريج، وهذا المجلس لم يتقدم لأحد بناؤه في الجاهلية ولا في الإسلام وإنما تهيأ له لكثرة الزئبق عندهم، وكان بناء الزهراء في غاية الإتقان والحسن، وبها من المرمر والعمد كثير، وأجرى فيها المياه، وأحدق بها البساتين، وفيها يقول الشاعر السميسر (12) :

وقفت بالزهراء مستعبرا ... معتبرا أندب أشتاتا

فقلت: يا زهرا ألا فارجعي ... قالت: وهل يرجع من ماتا؟

 (527)

فلم أزل أبكي وأبكي بها ... هيهات يغني الدمع هيهاتا

كأنما آثار من قد مضى ... نوادب يندبن أمواتا انتهى كلام هذا المؤرخ ملخصا، وسيأتي ما يوافق جله، ويخالف قله، والله سبحانه يعلم الأمر كله، فإنه ربما ينظر المتأمل هذا الكتاب فيجد في بعض الأخبار تخالفا، فيحمل ذلك على الغلط، وليس كذلك، وإنما السبب الحامل لذلك جلب كلام الناس بعباراتهم، والناقد البصير لا يخفاه مثل هذا، وربما يقع التكرار، وذلك من أجل ما ذكر، والله أعلم.

 

__________

(1) ك: أنباء.

(2) ق: الزاهرة.

(3) انظر مخطوط الرباط: 135.

(4) قارن بما جاء في أزهار الرياض 2: 270.

(5) زيادة من مخطوط الرباط.

(6) مخطوط الرباط: سوقها.

(7) ك: وتماثيل وصور.

(8) سماه في مخطوط الرباط: أحمد بن حزم الفيلسوف.

(9) في جرمه: سقطت من ك.

(10) ق ط ج: في سمك.

(11) ج ط: ضفة.

(12) مخطوط الرباط: 137.