الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
موسى بن سعيد يأبى فراق الأندلس
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج1، ص:182-183
8/10/2022
1932
موسى بن سعيد يأبى فراق الأندلس
وقال أبو عمران موسى بن سعيد في جوابه لأبي يحيى صاحب سبتة لما استوزره مستنصر بني عبد المؤمن، وكتب إلى المذكور يرغبه في النقلة عن الأندلس إلى مراكش، ما نص محل الحاجة منه: وأما ما ذكر سيدي من التخيير بين ترك الأندلس وبين الوصول إلى حضرة مراكش، فكفى الفهم العالي من الإشارة قول القائل:
والعز محمود وملتمس ... وألذه ما نيل (1) في الوطن فإذا نلت بك السماء في تلك الحضرة، فعلى من أسود فيها؟ ومن ذا أضاهي بها؟
لا رقت بي همة إن لم أكن ... فيك قد أملت فوق (2) الأمل وبعد هذا، فكيف أفارق الأندلس وقد علم سيدي أنها جنة الدنيا بما
(182)
حباها الله به من اعتدال الهواء، وعذوبة الماء، وكثافة الأفياء، وأن الإنسان لا يبرح فيها بين قرة عين وقرار نفس:
هي الأرض لا ورد لديها مكدر ... ولا ظل مقصور ولا روض مجدب أفق صقيل، وبساط مدبج، وماء سائح، وطائر مترنم بليل، وكيف يعدل الأديب عن أرض على هذه الصفة؟ فيا سموأل الوفاء، ويا حاتم السماح، ويا جذيمة الصفاء، كمل لمن أملك النعمة بتركه في موطنه، غير مكدر لخاطره بالتحرك من معدنه، ملتفتا إلى قول القائل (3) :
وسولت لي نفسي أن أفارقها ... والماء في المزن أصفى منه في الغدر فإن أغناه اهتمام مؤمله عن ارتياد المراد، وبلغه دون أن يشد قتبا ولا أن ينضي عيسا غاية المراد، أنشد ناجح المرغوب، بالغ المطلوب:
وليس الذي يتبع الوبل رائدا ... كمن جاءه في داره رائد الوبل ورب قائل إذا سمع هذا التبسط على الأماني: ماله تشطط، وعدل عن سبيل التأدب وتبسط؟ ولا جواب عندي إلا قول القائل:
فهذه خطة مازلت أرقبها ... فاليوم أبسط آمالي وأحتكم وما لي لا أنشد ما قاله المتنبي في سيف الدولة (4) :
ومن كنت بحرا له يا علي ... لم يقبل الدر إلا كبارا انتهى المقصود منه.
(183)
__________
(1) ك: ما كان.
(2) ك: كل.
(3) هذا البيت من شعر الأعمى التطيلي يقوله في إزعامه مفارقة إشبيلية. (انظر ديوانه: 49).
(4) شرح الواحدي: 513.