الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
نهاية موسى وابنه عبد العزيز
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج1، ص:280-282
10/11/2022
1641
نهاية موسى وابنه عبد العزيز
وذهب جماعة من أهل التاريخ إلى أن موسى إنما قدم على الوليد، وأن سليمان ولي العهد لما سمع بقرب موسى بن نصيرمن دمشق - وكان الوليد مريضا - كتب - أي سليمان - إلى موسى يأمره بالتربص، رجاء أن يموت الوليد قبل قدوم موسى فقدم موسى على سليمان في أول خلافته بتلك الغنائم
(280)
الكثيرة التي ما رئي ولا سمع مثلها، فيعظم بذلك مقام سليمان عند الناس، فأبى موسى من ذلك، ومنعه دينه منه، وجد في السير (1) حتى قدم والوليد حي، فسلم له الأخماس والمغانم والتحف والذخائر، فلم يمكث الوليد إلا يسيرا بعد قدوم موسى، وتوفي، واستخلف سليمان، فحقد عليه وأهانه، وأمر بإقامته في الشمس حتى كاد يهلك، وأغرمه أموالا عظيمة، ودس إلى أهل الأندلس بقتل ابنه الذي استخلفه على الأندلس، وهو عبد العزيز بن موسى، وكان تولى الأندلس بعد قفول أبيه عنها باستخلافه إياه كما سبق، فضبط سلطانها، وضم نشرها، وسد ثغورها، وافتتح في ولايته مدائن كثيرة مما كان قد بقي على أبيه موسى منها، وكان من خير الولاة، إلا أن مدته لم تطل لوثوب الجند به وقتلهم إياه عقب سنة خمس وتسعين في خلافة سليمان الموقع بأبيه موسى لأشياء نقموها عليه (2) : منها (3) زعموا تزوجه لزوجة لذريق المكناة أم عاصم وكانت قد صالحت على نفسها وأموالها وقت الفتح، وباءت بالجزية، وأقامت على دينها في ظل نعمتها إلى أن نكحها الأمير عبد العزيز، فحظيت عنده. ويقال: إنه سكن بها في كنيسة بإشبيلية، وإنها قالت له: لم لا يسجد لك أهل مملكتك كما كان يسجد للذريق - زوجها الأول - أهل مملكته؟ فقال لها: إن هذا حرام في ديننا، فلم تقنع منه بذلك، وفهم لكثرة شغفه بها أن عدم ذلك مما يزري بقدره عندها، فاتخذ بابا صغيرا قبالة مجلسه يدخل عليه الناس منه، فينحنون، وأفهمها أن ذلك الفعل منهم تحية له، فرضيت بذلك، فنمي الخبر إلى الجند، مع ما انضم إلى ذلك من دسيسة سليمان لهم في قتله، فقتلوه، سامحه الله تعالى.
وذكر بعض المؤرخين أنهم وجدوا في الحجر بعد ما تقدم من الكتابة التي
(281)
هي ارجعوا يا بني إسماعيل إلخ ما معناه: وإن سألتم لم ترجعون فاعلموا أنكم ترجعون ليضرب بعضكم رقاب بعض، انتهى.
قال ابن حيان: وليحيى بن حكم الشاعر المعروف بالغزال في فتح الأندلس، أرجوزة حسنة مطولة ذكر فيها السبب في غزوها نظما (4) ، وتفصيل الوقائع بين المسلمين وأهلها، وعداد الأمراء عليها وأسماءهم، فأجاد وتقصى، وهي بأيدي الناس موجودة، انتهى.
وقد عرفت بما سبق تفصيل ما أجمله ابن خلدون (5) ، والروايات في فتح الأندلس مختلفة، وقد ذكرنا نحن بحسب ما اقتضاه الوقت ما فيه كفاية، وأشرنا إلى بعض الاختلاف في ذلك، ولو بسطنا العبارة لكان وحده في مجلد أو أكثر.
__________
(1) ط: وأجد السير؛ ج: وجد السير؛ دوزي: وأغذ السير.
(2) انظر أخبار مجموعة: 20 وابن القوطية: 37 وتاريخ ابن عبد الحكم: 285.
(3) منها: سقطت من ك.
(4) ق: فنظم فيها ذكر السبب في غزوها.
(5) انظر ص: 232 - 238 من هذا الكتاب.