الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
رسالة حبيب إلى أبيه
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج3، ص: 427-428
24/12/2022
1847
وكتب الوزير أبو الوليد إسماعيل بن حبيب الملقب بحبيب إلى أبيه(1) : لما خلق الربيع من أخلاقك الغر ، وسرق زهره من شيمك الزهر حسن في كل عين منظره ، وطاب في كل سمع خبره(2) ، وثاقت النفوس إلى الراحة فيه ومالت إلى الإشراف على بعض ما يحتويه ، من النور الذي بسيط على الأرض(3) حللا(4)، لا ترى في أثنائها خللا ، سلوك نثرت على الثرى ، وقد ملئت مسكاً وعنبرا ، إن تنسمتها فأرجة ، أو توسمتها فبهجة :
فالأرض في برة من يانع الزهر تزري إذا قستها بالوشي والحبر
قد أحكمتها أكف المزن واكفة وطرزتها بما تهمي من الدرر
تبرجت نسبت منا العيون هوى وفتنة بعد طول الستر والحفر
فأوجد لي سبيلا إلى إعمال بصري(5) فيها ، لأجلو بصيرتي بمحاسن نواحيها ، والفصل على أن يكمل أوانه ، ويتصرم وقته وزمانه ، فلا تخليني من بعض التشفي منه ، لأصدر نفسي متيقظة : عنه ، فالنفوس تصدأ كما يصدأ الجديد ، ومن سعى في جلائها(6) فهو الرشيد السديد.
٤٢٧
ومن شعره يصف وردا بعث به إلى أبيه(7):
يا من تأزر بالمكارم وارتدى بالمجد والفضل الرفيع الفائق
انظر إلى خد الربيع مركباً في وجه هذا المهرجان الرائق
ورد تقدم إذ تأخر واغتدى في الحسن والإحسان أول سابق
وافاك مشتملا بثوب حيائه خجلاً لأن حياك آخر لاحق
وله(8):
أتى الباقلاء الباقل اللون لابسا برود سماء من سحائبها غذي
ترى نوره يلتاح في ورقاته كبلق جياد في جلال زمرذ
وقال(9):
إذا ما أدرت كؤوس الهوى ففي شربها لست بالمؤتلي
مدام تعتق بالناظرين وتلك تعتق بالأرجل
وكان وهو ابن سبع عشرة سنة ينظم النظم الفائق وينثر النثر الرائق ، وأبو جعفر ابن الأبار هو الذي صقل مراته ، وأقام قناته ، وأطلعه شهاباً ثانياً ، وسلك به إلى فنون الآداب طريقا لاحبا ، وله كتاب سماه : " البديع في فصل الربيع " جمع فيه أشعار أهل الأندلس خاصة ، أعرب فيه عن أدب غزير ، وحظ من الحفظ موفور ، وتوفي وهو ابن اثنتين وعشرين سنة ، واستوزره داهية الفتنة ، ورحى المحنة ، قاضي إشبيلية عباد جدة المعتمد، ولم يزل يصغي إلى مقاله ، ويرضى بفعاله ، وهو ما جاوز العشرين إذ ذاك ، وأكثر نظمه ونثره في الأزاهر ، وذلك يدل على رقة نفسه ، رحمه الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الذخيرة ( ٢ : ٤٨ ) وكتاب البديع : ۲۸.
2- ب : مخيره.
3- البديع : كما الأرض.
4- ومالت ... حللا : سقطت العبارة من م.
5- ب : نظري
6- البديع ؛ ومن أجمها .
7- الذخيرة: 50 والبديع : ۱۲۸
8- م: وله في نور الباقلاء ؛ والشعر في كتاب البديع:155.
9- الذخيرة: 52.