1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

رجع إلى أهل الأندلس

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج3، ص:330-333

29-12-2022

1639

رجع إلى أهل الأندلس ، فنقول:

كان ابن سعد الخير البلنسي الشاعر كثير الذهول ، مفرط النسيان . ظاهر التغفل على جودة نظمه ورطوبة طبعه ، وكان كثيراً ما يسلك سكة الإسكافيين الذين يعملون الخفاف على بغلة له ، فاتخذت البغلة النفور من أطراف الأدم وفضلات الجلود الملقاة في السكة عادة" لها ، واتفق أن عبر في السكة راجلا ومعه جماعة من أصحابه ، فلما رأى الجلود الملقاة قفز ووثب راجعاً على عقبيه، فقال له أصحابه : ما هذا أيها الأستاذ ؟ فقال : البغلة نفرت ، فعجبوا من تخلفه وتغفله كيف ظن مع ما يقاسيه من ألم المشي ونصب التعب أنه راكب ؟ وأن حركته الاختيارية منه حركة الدابة الضرورية له ، فكان تغفله ربما أوقعه في تهمة عند من لم يعرفه ، فاقترح عليه بعض الأمراء أن يصنع بيتين أول أحدهما كتاب وآخره ذئب . وأول الآخر جوارح وآخره أنابيب ، فصنع بديها:

كتاب نجيع(1) لاح في حومة الوغى            وقارنه نسر هنالك أو ذيب

جوارح أهليه حروف وربمـا                                  تولته من نقط الطعان أنابيب

وقال الحميدي(2): ذكر لي أبو بكر المرواني أنه شاهد محبوبا الشاعر النحوي قال بديهة في صفة ناعورة:

 

۳۳۰

وذات حنين ما تغيض جفونها             من اللجج الخضر الصوافي على شط

وتبكي فتحيي من دموع جفونها                   رياضاً تبدت بالأزاهر(3) في بسط

فمن أحمر قان وأصفر فاقع                           وأزهر مبيض وأدكن مشمط

كأن ظروف الماء من فوق متنهـا                    لآلي جثمان قد نظمن على قرط

وقال أبو الخطاب ابن دحية": دخلت على الوزير الفقيه الأجل أبي بكر عبد الرحمن بن محمد بن مغاور السلمي . فوقع الكلام في علوم لم تكن من جنس فنونه ، فقال بديها:

أيها العالم أدركني سماحاً                      فلمثلي يحق منك السماح

إن تخلي إذا نطقت عييا                        فبناني إذا كتبت وقاح

أحرز الشأو في نظام ونثر                    ثم أثني وفي العنان جماح

فبهزل كما تأود غصن                          ويجد كما تهز الصفاح

وقال(4): دخلت عليه منزله بشاطبة في اليوم الذي توفي فيه وهو يجود بنفسه . فأنشد بديها:

أيها الواقف اعتباراً بقبري                             استمع فيه قول عظمي الرميم

أودعوني بطن الضريح وخافوا            من ذنوب كلومها بأديمي

ودعوني بما اكتسبت رهينا                             غلق الرهن عند مولى كريم

وقال طوفان(5): دعا أبي أبا الوليد التحلي ، فلما قضوا وطرهم من الطعام سقيتهم ، وجعلت أترع الكاسات ، فلما مشت في التحلي

۳۳۱

سورة الحميا ارتجل:

لابن طوفان أياد              قل فيها مشبهوه

ملأ الكاسات حتى                   قيل في البيت أبوه

ونظيره قول المنفتل(6) من شعراء الذخيرة في الشاعر ابن الفراء:

فإذا ما قال شعراً             نفقت سوق أبيه

وذكر في " بدائع البدائه "(7) أن جماعة من الشعراء في أيتام الأفضل خرجوا منتزهين إلى الأهرام ليروا عجائب مبانيها ، ويتأملوا ما سطره الدهر من العبر فيها ، فاقترح بعض من كان معهم العمل فيها ، فصنع أبو الصلت أمية بن عبد العزيز الأندلسي:

بعيشك هل أبصرت أعجب منظراً               على ما رأت عيناك من هرمي مصر

أنافـا بأعنان(8) السماء فأشرفا            على الجو إشراف السماك أو النسر

وقد وافيا نشرا من الأرض عاليـا                  كأنهما نهدان قاما على صادر

وصنع أبو منصور ظافر الحداد:

تأمل هيئة الهرمتين وانظر                              وبينهما أبو الهول العجيب

كعماريتين(9) على رحيـل                   بمحبوبين بينهمـا رقيب

وفيض البحر عندهما دموع                           وصوت الريح بينهما نحيب

وظاهر سجن يوسف مثل صب                   تخلف فهو محزون كئيب

۳۳۲

وقال ابن بسام(10): كان للمتوكل ابن الأفطس فرس أدهم أغر محجل على كفله ست نقط بيض ، فندب المتوكل الشعراء لصفته ، فصنع التحلي أبو الوليد فيه بديها :

ركب البدر جوادا سابحـا                             تقف الريح لأدنى مهله

لبس الليل قميصاً سابغـا                    والثريا نقط في كفله

وغدير الصبح قد خيض به                           فـدا تحجيله من بلله

كل مطلوب وان طالت به                            رجله من أجله في أجله

ثم انتدب الشعراء بعد ذلك للعمل فيه فصنع ابن اللبانة:

لله طرف جال يا ابن محمد                             فحبت(11) به حوباؤه التأميلا

لما رأى أن الظلام أديمه                       أهدى لأربعه الهدى تحجيلا

وكأنما في الردف منه مباسم                           تبغي هناك لرجله تقبيلا

وقال فيه أبو عبد الله ابن عبد البر الشنتريني من قطعة:

وكأنما عمر على صهواته                      قمر تسير به الرياح الأربع

ويعني بعمر المتوكل المذكور لأن اسمه عمر.

وقال أحمد بن عبد الرحمن بن الصقر الخزرجي قاضي إشبيلية:

الله إخوان تناءت دارهم                     حفظوا الوداد على النوى أو خانوا

يهدي لنا طيب الثناء ودادهم                        کالند يهدي الطيب وهو دخان

۳۳۳

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- م : نجيح.

2- الجذوة : ۳۲۸ .

2- الجذوة : من أزاهير .

3- بدائع البدائه ۲ : ۱۷۱ ، ولم ترد في المطرب.

4- المصدر نفسه ۱۷۲ .

5- بدائع البدائه ۲ : ۱۹۱ ، وفي ب : طفوان

6- المصدر السابق : ۱۹2.

7- المصدر نفسه ۱ : ٢٤٣ وانظر نوادر المخطوطات ١ : ٢٦.

8- م: بأسباب؛ البدائع : بأكناف.

9- العمارية : الهودج .

10- البدائع 1: ٢٦٠.

11- البدائع: فجئت؛ ب : فجبت

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي