الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الأمير عبد الرحمن والزجالي
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج3، ص: 539-540
30-12-2022
1566
وحكى ابن حيان(1) أن الأمير عبد الرحمن عثرت به دابته وهو سائر في بعض أسفاره ، وتطأطأت ، فكاد يكبو لفيه ، ولحقه جزع ، وتمثل إثره بقول الشاعر:
وما لا ترى مما يقي الله أكثر
وطلب صدر البيت فعزب عنه، وأمر بالسؤال عنه فلم يوجد من يحفظه إلا الكاتب محمد بن سعيد الزجالي ، وكان يلقب بالأصمعي لذكائه وحفظه ، فأنشد الأمير:
ترى الشيء مما ينقى فتهابه
فأعجب الأمير ، واستحسن شكله ، فقال له : الزم السرادق .
وأعقب ابنا يسمى حامدا.
وحضر مع الوزير عبد الواحد بن يزيد الإسكندراني في مجلس فيه رؤساء ، فعرض عليهم فرس مطهم ، فتمثل فيه عبد الواحد بقول امرئ القيس:
بريد السرى بالليل من خيل بربرا
ففهم الزجالي أنه عرض بأنه من البربر فلم يحتمل ذلك وأراد الجواب ، فقال مدبجا لما أراده ومعرضاً : أحسن عندي من ليل يسرى بي فيه على مثل هذا يوم على الحال التي قال فيها القائل:
ويوم كظل الرمح قصر طوله دم الزق عنا واصطفاق المزاهر
وإنما عرض للإسكندراني بأنه كان يشهد مجالس الراحات في أول أمره ومعرفة الغناء ، فقلق الوزير ، وشكاه إلى الحاجب عيسى بن شهيد ، فاجتمع مع الزجالي وأخذ معه في ذلك ، فحكى له الزجالي ما جرى من الأول إلى الآخر ، وأنشد:
وما الحر إلا من يدين يمثل ما يدان ومن يخفي القبيح وينصف
هم شرعوا التعريض قذفا فعندما تبعناهم لاموا عليه وعنفوا
ــــــــــــــــــــــــ
1- انظر المغرب 1 : ۳۳۰ و المقتبس ( تحقيق مكي ) : ٣٤ .