1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : البلاغة : البديع :

التشكيك

المؤلف:  إبن أبي الإصبع

المصدر:  تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر

الجزء والصفحة:  ص125

24-09-2015

1610

وهو أن يأتي المتكلم في كلامه بلفظة تشكك المخاطب هل هي حشو أو أصلية لا غنى بالكلام عنها، مثل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ) فإن لفظة (بِدَيْنٍ) تشكك السامع هل هي فضلة، إذ لفظة (تَدَايَنْتُمْ) تغني عنها، والناظر في علم البيان يعلم أنها أصلية، لأن لفظة الدين لها محامل، وتقول: داينت فلاناً المودة يعني جازيته ومنه كما تدين تدان . ومن ذلك قول رؤبة [رجز]:
داينت أروى والديون تقضى ... فمطلت بعضاً وأدت بعضا
وأمثال هذا.
وكل هذا هو الدين المجازي الذي لا يكتب ولا يشهد عليه، ولما كان المراد في الآية الكريمة تبيين الدين المالي الذي يكتب ويشهد عليه وفيه، وتبيين الأحكام المعلقة به، وما ينبغي أن يعمل فيه، أوجبت البلاغة أن تقول (بِدَيْنٍ) معناه يكتب ويشهد فيه، ليقول: (فَاكْتُبُوهُ)، والله أعلم.
ومن التشكيك ضرب آخر، وهو أن يأتي المتكلم بجمل من المعاني في كلامه، كل جملة معطوفة على الأخرى بأو التي هي موضوعة للتشكيك لا التي للتخيير والإباحة، كقول البحتري سريع:
كأنما يبسم عن لؤلؤ ... منضد أو بر أو أقاح
ومن التشكيك نوع التبس على بعض المؤلفين حتى أدخله في باب تجاهل العارف، وهو أن يرى المتكلم شيئاً شبيهاً بشيء فيشكك نفسه فيه، لقصد تقريب المشبه من المشبه به، ثم يعود عن المجاز إلى الحقيقة، فيزيل ذلك التشكيك، فإن لم يعد إلى الحقيقة فهو تجاهل العارف وإن عاد فهو التشكيك المحض، وهو كقول سلم [طويل]:
تبدت فقلت الشمس عند طلوعها ... بجلدٍ غني اللون عن أثر الورس
فلما كررت الطرف قلت لصاحبي ... على مرية ما هاهنا مطلع الشمس
فانظر كيف رجع إلى التحقيق بعد التشكيك، وقد خفي هذا الفرق عن ابن رشيق وغيره حتى أدخلوه في باب تجاهل العارف، وهذا خلاف قول أبي تمام [طويل]:
فوالله ما أدري أأحلام نائم ... ألمت بنا أم كان في الركب يوشع
فإن سلماً رجع عن التشكيك وأبو تمام لم يرجع، فكان بيت سلم من التشكيك المحض، وبيت حبيب من تجاهل العارف، وقد ظهر الفرق بين البابين، والله أعلم.
EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي