التكرار
المؤلف:
إبن أبي الإصبع
المصدر:
تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر
الجزء والصفحة:
ص74
25-09-2015
2080
وهو
أن يكرر المتكلم اللفظة الواحدة لتأكيد الوصف أو المدح أو الذم أو التهويل أو
الوعيد، فأما ما جاء منه للذم فكقول عبيد بن الأبرص [كامل]:
هلا
سألت جموع كنـ ... ـدة يوم ولوا أين أينا
وكقول
مهلهل بن ربيعة أخي كليب في التهديد والوعيد [مديد]:
يا
لبكر أنشروا لي كليباً ... يا لبكر أين أين الفرار
وأما
ما جاء منه للمدح فكقول كثير عزة في عمر بن عبد العزيز [طويل]:
فأربح
بها من صفقة لمبايع ... وأعظم بها أعظم بها ثم أعظم
وكقول
أبي تمام خفيف:
بالصريح
الصريح والأروع الأر ... وع منهم وباللباب اللباب
وأما
ما جاء منه في النسيب وهو لطيف جداً لبعض المحدثين [متقارب]:
يقلن
وقد قيل إني هجعت ... عسى أن يلم بروحي الخيال
حقيق
حقيق وجدت السلو ... فقلت لهن محال محال
وقد
يجيء التكرار بالأسماء المضمرات أو المبهمات، كما يجيء بالمظهرات كقول الهذلي [طويل]:
رفوني
وقالوا يا خويلد لا ترع ... فقلت وأنكرت الوجوه همُ
همُ
وأما
ما جاء منه للمدح منه للمدح في الكتاب العزيز فكقوله سبحانه: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) وأما ما جاء منه للتهويل
والوعيد فكقوله تعالى: (الْحَاقَّةُ * مَا
الْحَاقَّةُ) وقوله عز وجل: (الْقَارِعَةُ * مَا
الْقَارِعَةُ) وأما ما جاء منه للاستبعاد فكقوله تعالى: (هَيْهَاتَ
هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ) ومما جاء في السنة من
التكرار قول رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم حكاية عن أم زرع: (أبو زرع وما
أبو زرع) في معرض المدح.