الحل
المؤلف:
إبن أبي الإصبع
المصدر:
تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر
الجزء والصفحة:
ص92
25-09-2015
1655
وهو
أن يعمد الكاتب إلى شعر ليحل منه عقد الوزن فيصيره منثوراً، كما روى عن إبراهيم بن
العباس الصولي أنه قال: ما اتكلت قط في مكاتباتي إلا على ما يجلبه خاطري، ويجيش به
صدري، إلا قولي: فأبدلوه آجالاً من آمال فإني حللت قول مسلم بن
الوليد: [بسيط]
موف
على مهج في يوم ذي رهج ... كأنه أجل يسعى إلى أمل
وقولي:
وقد صار ما يحرزهم يبرزهم، وما يعقلهم يعتقلهم، فإني حللت فيه قول أبي تمام [طويل]:
فإن
باشر الإصحار فالبيض والقنا ... قراه، وأحواض المنايا
مناهله
وإن
يبن حيطاناً عليه فإنما ... أولئك عقّالاته لا معاقله
والبيت
الثاني أردت.
ومن
ذلك في الكتاب العزيز قوله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ
مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} [سبأ: 13] فإن ذلك حل
قول امرئ القيس [رمل]:
وقدور
راسيات ... وجفان كالجواب
على
أن بعض الرواة ذكر أنه وضعه بعض الزنادقة، وتكلم على الآية الكريمة، وأن امرأ
القيس لم يصح أنه تلفظ به، والله أعلم.