x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

سنين ظهور حالة نشر العيوب عند الاطفال

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال

الجزء والصفحة:  ص249 ــ 253

2023-03-09

800

ان صفة (نشر العيوب) تبدأ بالكلام الغير موزون في زمان الطفولة وتتدرج هذه الصفة وتنمو وتنتشر وفي حدود السنة الثالثة فان الطفل يستطيع أن يدرك شخصيته وفي ظل هذا الوجود فانه ينشغل بحب الظهور والعجب ويسعى لطرد منافسيه من الساحة.

ومن هنا فان الطفل يبدأ بالاستفادة من الكلمات القبيحة والغير مناسبة والألفاظ البذيئة لكي يجعل الآخرين تحت الضغط وبعدها يمارس سلطته عليهم.

وفي موارد اخرى ومن أجل اخراج الآخرين من الميدان يسعى إلى الاستفادة من كشف العيوب وبصورة مبتدأ.

هؤلاء وبمرور الزمان عندما يكبروا فانهم يخطون خطوة أكبر في هذا الجانب ومن سني التمييز يسعون إلى القيام بنشاط أكبر في هذا الجانب، فيحاولون الحصول على معلومات فيما يخص افكار الآخرين ومعاشراتهم الغير طبيعية والاطلاع على علاقاتهم وممارساتهم ومن هذا الطريق يستطيعون تأمين الراحة والطمأنينة لأنفسهم.

ومما لا شك فيه فإن الدعم الضمني الذي يلاقونه من الآخرين يكون له تأثير على أوضاعهم، حيث أنهم لجأوا إلى هذا التصرف بصورة غير إرادية فترسّخ الأمر في ذهنهم.

المضاعفات والأضرار

ان اقتفاء وكشف عيوب الآخرين من العيوب الاخلاقية عند الأطفال حيث يكون سبباً لمضاعفات واضرار للفرد وللآخرين.

ولعل الضرر لا يبدو جسيماً للوهلة الأولى من بدء الطفل أو حتى بعد مرور مدة من ممارسته لهذه الصفة ولكن الخطر يهدد مستقبل الطفل إذا ما استمر على هذا المنوال وهذه المضاعفات والاخطار يمكن بحثها من وجهة نظر فردية واجتماعية.

1ـ الجانب الفردي: ان كشف عيوب الآخرين يحمل في طياته أخطاراً حيث تندرس العواطف. والمنطق والعقل يصبحان طي النسيان ويزول الصدق والصفاء ويسود قلب وروح الانسان وتفسد النفوس. فهؤلاء يحملون أفكاراً مشغولة ومغشوشة على الدوام لأنهم دائماً في حالة بحث عن العيوب فيضخمونها ويعرضونها على الآخرين. فلا يوجد مجال لتطور ونمو هؤلاء ولا يهتمون لإعمالهم وأحوالهم وبالنتيجة لا يستطيعون اعطاءه تقييماً لأنفسهم ولا يستطيعون اصلاحها.

في بعض الأحيان يخاطرون باعتقاداتهم وايمانهم. ولا يعتمدون على أي أحد. فيسيئون الظن إلى حد يسلب من نفوسهم الأمن والاطمئنان، لا يستطيعون الحكم بإنصاف حيث تتلاشى عندهم القدرة على ذلك، ويصل الامر إلى قتل الحق والعدالة.

ان هؤلاء يقضون أوقاتهم في تصرفات لا يقبلها العقل ولا يقرها الشرع والاخلاق. فتترسخ العقد والأحقاد في باطنهم ويكونون في غفلة عن أوضاعهم وظروفهم واحوالهم ولا يستطيعون أن يؤمنوا ما يضمن تقدمهم في الحياة.

2ـ الجانب الاجتماعي: ان لكشف العيوب مضاعفات واخطار اجتماعية كثيرة وأحيانا شديدة نتعرض لأهمها:

- تُعرض العلاقات الاجتماعية للخطر، فلا يأمن أحد أن يعاشر ذوي هذه الخصلة فينزوي هؤلاء في مجتمع الاطفال.

- يفقدون قابلية الانسجام مع الآخرين فلا يستطيعون كسب الاصدقاء ودوام الرفقة لان كشف العيوب من عوامل الفرقة بين الاصدقاء.

- ومن نتائج كشف العيوب هو نمو روح التحقير والاهانة في المجتمع وكذلك انتشار التهم الباطلة.

- وكذلك فإن الذين يكشفون عيوب الآخرين تحدث لهم عرقلة في انتخاب الصديق لأنهم لا يستطيعون ابراز عواطفهم تجاه الاصدقاء.

- في كثير من الأوقات تبرز العداواة والمناوشات والاصطدامات كنتيجة لعملية كشف العيوب.

- هؤلاء محل شك بالنسبة لمن يحيط بهم ويفقدون ثقة واعتماد الناس عليهم.

- عمل هؤلاء يوجب بروز البرود في العلاقات وتتبدل المحبة إلى عداوة وبالنتيجة يخلق لنفسه أعداءاً.

- وأخيراً فإن كشف العيوب عمل ينتج عنه المصادمات ويكون سببا في سلب الأمن وكشف الأسرار الخافية للآخرين وعامل لظهور قضايا عاطفية سيئة فيتلاشى الفرح والسرور واللطافة وتندثر شخصيات الآخرين.

خطر استمرار صفة العيوب عند الاطفال

ان استمرار هذه الحالة يكون سبباً في تأصلها. وتبعث على اعتياد الشخص على التجسس والبحث عن عيوب وهفوات الآخرين فتصبح التهمة ونشر عيوب الآخرين أمراً عادياً وطبيعياً، وهذا يمثل نقصا أخلاقياً.

هؤلاء يصلون إلى درجة لا يستطيعون معها تصور ان هناك شخصا صادقا ومحسناً، فهم دائماً يجعلون كشف العيوب في المقدمة ولا ينظرون إلى عيوبهم. فيسدلون الستار ويغمضون أعينهم عن تربية وتهذيب أنفسهم ولا يحصلون على فرصة لاصلاح أعمالهم وسلوكهم.

وإذا أزمنت حالة كشف عيوب الآخرين فينجر الأمر إلى ظهور حالة الغرور والكبر عند الانسان وكذلك الحقد والحسد فإنه ينمو في النفوس على أثر ذلك، وأيضاً تنتشر النميمة ويصل الحال إلى الغفلة عن أوضاعه وأحواله فلا يلتفت ولا يهتم إلى ما يحيط به من ظروف.

وأخيراً فان هؤلاء وبسبب هذه الحالة يفقدون شجاعتهم ولا يحسون بمسؤوليتهم عن شؤونهم وشؤون الآخرين ولا يستطيعون البقاء على وضع خاص، وهذا بحد ذاته عيب واتلاف وخسارة للعمر.