x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الشيب

المؤلف:  د. رضا باك نجاد

المصدر:  الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام

الجزء والصفحة:  ص37 ــ 39

2023-03-26

845

{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم: 4]، وهو قول النبي زكريا (عليه السلام)، ومن المناسب الوقوف عند هذا البحث.

قبل فترة، وبينما يقوم عالم بالتجول بين أقفاص الحيوانات الموجودة في مختبره يلفت نظره القفص الخاص بالأرانب فيقف عنده.

لقد شاهد أن أطراف الأرانب - مثل مقدمة الأنف والرجل و... البيضاء الشعر عليها شعرات بلون أحمر فاحتمل أن السبب في ذلك هو عدم وصول الدم إلى الأطراف ولكي يدعم احتماله بالدليل أجرى اختبارات دقيقة توصل من خلالها إلى النتيجة النهائية وكانت واحدة..

لجأ هذا العالم في اختباره إلى إزالة الشعر الأبيض من الأرنب كلياً ثم وضع الثلج وبصورة منتظمة على مكان الشعر المزال، أي أنه وفر لأماكن الشعر المزال نفس ظروف الأطراف وبعبارة أخرى جعلها تعيش حالة الأجزاء التي يقل وصول الدم إليها، وبعد مدة لاحظ أن كافة شعر هذه الأجزاء بدأ يميل نحو الحمرة متخلياً عن اللون الأبيض. على هذا يتبين لنا بأن الشعر الأبيض في الرأس أو اللحية غير دال على عدم وصول الدم إلى ذلك الجزء، فمن ناحية أن جذر الشعرة - كما يقال - لا يستطيع أخذ اللون من الدم ونقله إلى الشعرة ذاتها لتحافظ على سوادها أو لونها الرئيس كما أن هذا الاختبار يبرهن من ناحية ثانية على وصول دم أكثر للجمجمة التي تنمو عليها الشعرات البيضاء. إن الدم الذي يحمل قيمته الإنسانية طالما ظل يسري في العروق، وهو النجس إذا تدفق على الجلد ونجس إذا لامس الأرض، سوى ما كان منه في سبيل الله تعالى وعلى طريق الشهادة وحينها يكون أطهر وأسمى الدماء.. نفس كثرته في الدماغ البشري إنما لإعداد وتقديم ذهنية وقادة وفكر أفضل وهذا بحد ذاته نوع من (الاشتعال) الذي به عرفت الجمجمة بالجمجمة النبوية.

ولكن ما أجمله من ربط بين {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم: 4]، وبين الرأس الذي وصل إليه مزيد من دم النبي فجعله أبيض ودفع زكريا النبي (عليه السلام) للتفكير بما يحيطه والابتهال إلى الخالق (جل وعلا) بالقول: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89].

نفس هذا الذكر يأتي على لسان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يوم الخندق ساعة سمح للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالخروج لعمرو بن عبد ود العامري إذ رفع (صلى الله عليه وآله) يديه وهو يقول: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89]، ما أسماه من موقف وما أجله من معنى!.

هناك كان النبي زكريا (عليه السلام) يخاف من أصحابه وما يفعلون من بعده {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} [مريم: 5]، كان يخاف من أن يحدثوا في دينه بما ينسجم مع مصالحهم ومنافعهم الدنيوية وأن لا يكون من بعده أحد من بيت النبوة ليرثه الولاية ويكون عند الله مرضياً: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 5، 6].

سأله ربه أن لا يترك دينه دون مرشد أو هاد، وأن لا يكون وليه وكذلك المحامي عن الإسلام الحنيف سوى من انطبق عليه (رضيت لكم) حيث جاء القول الفصل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3].

ولعل من المناسب الوقوف عند مفردة (الوارثين) التي جاءت بصيغة الجمع... فمثلما شهد آل يعقوب انتقال النبوة من الأب إلى الابن تتابعاً من بعد إبراهيم إسماعيل وإسحاق ومن ثم يعقوب ومن بعده يوسف (عليهم السلام) وكذلك أحفاد النبي إبراهيم (عليه السلام) من الطرف الآخر كداود وسليمان وزكريا ويحيى و... فإن الاصطفاء في آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) كانت الوصاية من الأب إلى الابن.

على كل حال فإن الدم، وهو منشأ حرارة الجسم وله تدفق أكبر في الدماغ الذي ينمو عليه الشعر الأبيض، حرارته هي المؤدية لاشتعال الرأس بالشيب. وإذا جرى هذا الدم في دماغ نبي كالنبي زكريا (عليه السلام) فإنه لن يكون له طلب سوى تعيين نبي يخلفه بمستوى النبي يحيى (عليه السلام) ولن يطلب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) خليفة له سوى الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ولهذا السبب بين القرآن الكريم الصلة بين {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم: 4]، وبين ورب {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89]، بالصورة التي ذكرناها. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+