x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

آداب الرفقة

المؤلف:  الأستاذ مظاهري

المصدر:  تربية الطفل في الاسلام

الجزء والصفحة:  ص232 ــ 240

2023-03-28

920

يتحدث بحثنا عن الرفقة علينا ان ننتبه من يرافق ابناءنا وبناتنا. ومن ضمنها علينا ان نطبق هذه المسألة على أنفسنا ونلتفت إلى من نرافق ونعاشر فللرفيق دور مؤثر جداً في حياة الانسان وفي سعادة الأولاد وتعاستهم. ويؤثر على الجميع كذلك.

الانسان مدني والمعاشرة امر ضروري بالنسبة إليه ولا يمكنه العيش منفرداً بالإضافة إلى ان اي رجل وامرأة خاصة الشباب منهم يحبون ان يكون لهم رفيق يتحدثون معه ويجلسون اليه وهذا أمر ضروري.

نعلم ان الاطفال حتى الذين في المرحلة الابتدائية ينتخبون اصدقاء لهم منذ اليوم الأول ليجلسوا معهم ويتحدثوا معهم. وهذه الصداقات موجودة لدى الجميع الطفل والمراهق والشاب والعجوز والرجل والمرأة الا انها أكثر عند الشباب. ولا اشكال في ذلك. الاشكال يقع عند انتخاب الصديق. فاذا انتخب ابنكم صديقاً غير لائق فان ذلك سيتعسه. وعكس ذلك اي إذا رافق صديقاً متديناً من عائلة جيدة فانه سيوجه ابنكم نحو السعادة.

وسيحثه على الدرس ان كان كسولاً. وإذا صادق تلميذاً كسولاً فانه سيؤثر عليه وسيتأخر عن درسه لذلك تؤكد روايات اهل البيت (عليه السلام) كثيراً على انتخاب الرفيق.

يقول النبي (صلى الله عليه وآله): (المرء على دين خليله)(1)، ثم يضيف انظر من تصادق. يشبه الصادق (عليه السلام) الرفيق الجيد بالريح التي تحمل رائحة الورد من البساتين ومع ان الريح لا يملك رائحة الا انه يأخذها من العبور فوق الورود. فيقول (عليه السلام): (مثل الجليس الصالح مثل العطار، ان لم يعطك من عطره اصابك من ريحه)(2)، ويقول عن رفيق السفر انه كالنار يحرقك إذا اقتربت منه. يقول علي (عليه السلام): (اياك ومصاحبة الفساق فان الشر بالشر ملحق)(3).

وفي رواية أخرى يقول (عليه السلام): (مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار)(4)، فانه إذا تكلم عليهم لو كنت انت من مريديهم فستسيء الظن بهم ولو بعد فترة.

يقول أحد الاشخاص: رافق ابني أحد مخالفي الثورة مدة يومين او ثلاث فوجدته قد أخذ يتكلم ضد الثورة وحتى على الامام. فاذا جالس ابنكم صديقاً فاسداً فانه سيفسده في مدة شهر ويجره إلى مراكز الفحشاء. هذا ناقوس الخطر والقرآن ينذر كثيراً بذلك الخطر: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: 27 - 29]، والظاهر ان الشيطان هنا هو رفيق السوء اي الشيطان الانسي الذي قد يخذلك ويشقيك، احذر. قد يعاشر الانسان اشخاصاً ملتزمين بالصلاة والصيام وصلاة الليل مدة شهر واحد فيصبح مثلهم. لكن إذا ذهب لمدة شهر الى المجالس الغير دينية وجالس اهل السوء فان صلاته والالتزام بأول الوقت سيزول كم اعرف من فتيات مؤمنات كن يلتزمن بصلاة الليل وصلاة الجماعة ويصمن المستحب ويعملن اعمال ام داوود وغيرها. الا انها تزوجت من شخص سيء. فلم تترك صلاة الليل فحسب بل صلاة الصبح والعصر والظهر. او كن يغطين وجوههن فأصبحن لا مبالين في الحجاب. وقد رأينا نماذج عديدة بعكس هذه القضية.

اوصي الشباب في هذا البحث ان ينتبهوا إذا كان لديكم رفيق سوء فانه سيجركم من المسجد الى مراكز الفحشاء.

قصة غنية ومعبرة

كان النجاشي أحد شعراء أهل البيت (عليهم السلام) وكان في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان شخصاً مؤمناً ملتزماً ومن مريدي الامام علي (عليه السلام) وأحد شعراؤه مضى ذات يوم الى المسجد قبل الظهر في شهر رمضان المبارك ليصلي الظهر بإمامة علي (عليه السلام). فتلقاه رفيق سوء امام المسجد قال له: إلى اين؟ فقال الى المسجد. فقال: ما زال الوقت باكراً فأجاب النجاشي، اريد ان اتلو القرآن حتى يحين موعد الصلاة فأصلي مع أمير المؤمنين علي (عليه السلام). فأخذ يوسوس له. وشرع النجاشي بقراءة سورة المعوذتين ثلاث مرات ليستعيذ منه بالله عز وجل. وبسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس: 1 - 6]، اي استعاذ بالله من الخناس الذي يوسوس بشكل غير مباشر. فأخذ ذلك الرفيق يوسوس له إلى ان قال له: تعال لنذهب إلى البيت سأذبح لك شاة واسقيك افخر انواع الخمر فاضطرب النجاشي: ما هذا الكلام في شهر رمضان، قال: لقد أخطأت فهمي تعال معي إلى البيت وأخذ يوسوس له قال: ان الله أرحم الراحمين لنمرح ساعة وسنتوب من بعدها. كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يصلي والنجاشي يسكر فأخبروه ان شاعرك الذي كان يصلي في الصف الأول قد سكر. فأمر بإحضارهما ليجري عليهما الحد. فجلد صاحب البيت ثمانين جلدة وما ان اراد جلد النجاشي حتى فر هارباً وجاء جمع من كبائر عشيرته وكان النجاشي محترماً لديهم وذو عشيرة كبيرة، جاء اشراف عشيرته الى أمير المؤمنين (عليه السلام) وطلبوا منه ان لا يجلد النجاشي لان ذلك يهين عشيرتهم. فتعجب (عليه السلام) من قولهم: وقال اتطالبونني ان لا اقيم حدود الله فهددوه انهم سيعادونه ان فعل فأجابهم (عليه السلام): سأقيم الحد الشرعي ولو تعاون العالم ضدي وأخيراً امسكوا بالنجاشي وأقاموا عليه الحد. وذهب الى الشام في اليوم الذي اقاموا فيه الحد.

علم معاوية بالقضية، فدعاه وتهيأ لاستقباله وكان النجاشي محترماً جداً حتى ان معاوية كان يعمل له حساب. فحضر النجاشي وكان معاوية قد أعد له خير استقبال وقد حضر كبار القوم. التفت اليه معاوية وقال: لقد اعددت هذا من أجلك فأجاب اعلم. فقال معاوية: ان أمير المؤمنين هو الذي جلدك وجعلك تهرب فأجاب: اعلم ذلك ايضاً فقال معاوية: اذن انهض واثني علي قليلاً وتحدث عن مساوئ علي (عليه السلام) فنهض النجاشي وقال: ايها الناس: لقد هيء لي معاوية ما تشاهدون ولقد هربت من علي لأنه قد اقام علي الحد. اي أنى لم أستطع البقاء تحت لواء عدل علي (عليه السلام) فأتيت الى لواء ظلم معاوية وأخذ يمدح أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ويذم معاوية. ان النجاشي انسان متدين موالٍ وهو شاعر علي (عليه السلام) الخاص الذي يحضر الى الصف الاول في الجماعة ليصلي وراء مولاه. والذي يأتي الى مسجد الكوفة قبل الظهر للعبادة. لكنه رفيق السوء استطاع ان يجر النجاشي هذا من المسجد إلى حيث يوجد السكر والشراب!

يقول القرآن إذا اتخذت رفيق سوءٍ ستعض على يديك من اجل نفسك او ولدك.

وماذا ستقول: ستقول ليتني لم أعاشره ولقد أراق ماء وجهي وأذل ولدي وكما يقول القرآن فان هذه الندامة لن تنفع لا في الدنيا ولا في الآخرة. فالماء المراق لا يمكن جمعه.

ايتها الفتاة انتبهي الا تخالطي الشاب باسم الدرس. هذا نار وستحترقين به.

كان المقدس الاردبيلي (قدس سره) المرجع التقليدي يلتقي مرارا بصاحب الزمان (عليه السلام) وكان يسأله (عجل الله تعالى فرجه الشريف) إذا كنت في بيت وهناك امرأة شابة ولا يوجد اي مانع فهل تزني؟ لم يقل المقدس الاردبيلي لا افعل بل قال: العياذ بالله من ان اتصور هذا الأمر (مع انه عجوز في السبعين من عمره لا تتحرك غريزته الجنسية) (5).

لقد كان المقدس الاردبيلي (قدس سره) مدة سبعين عاماً في خدمة صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وكان مرجع تقليد الشيعة وكان تقياً جداً بحيث ان اسمه كان الملا أحمد الا ان العلماء لقبوه بالمقدس.

هذا الرجل العظيم يقول العياذ بالله من ان اكون مع امرأة في مكان لا يوجد فيه غيري.

ايها الآباء والأمهات قد تجلس ابنتكم مع الشاب في غرفة لا يوجد فيها أحد وأنتم غير مبالين فبحق من ترتكبون هذه الجريمة؟ بحق اولادكم. وهذا خيانة. مهما كانت ابنتكم عفيفة ونجيبة. فالمقدس الاردبيلي يقول: ان الانسان النجيب في خطر هنا ولا يجوز اللامبالاة. وسأقول أكثر من ذلك. يقول القرآن المجيد عن يوسف (عليه السلام): {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24]، فلأنه كان معصوماً لم يمل اليها والا لهلك.

ماذا تقول هذه العبارة للآباء والأمهات والفتيات وشباب المسجد. ان يوسف (عليه السلام) استطاع ان ينجح في هذا الامتحان، الامتحان الذي يقول عنه استاذنا العظيم العلامة الطباطبائي: انه كان هناك اربعة وعشرون أمراً (أرضية) يمهد ليوسف (عليه السلام) ارتكاب الذنب. ولو ان واحدة منها فقط تهيأت لأحدنا لارتكب المعصية. الا ان يوسف (عليه السلام) استطاع ان يجوز عنها وينجح في الامتحان.

يقول يوسف (عليه السلام): {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [يوسف: 33](6).

فماذا الذي تقوله هذه الآية للآباء والأمهات؟! انتبهوا فان لرفيق السوء تأثيراً عجيباً فانه يجر النجاشي إلى بيت الشراب. ويجر الشاب العفيف الشريف الى مراكز الفحشاء فيذهب بماء وجه الجميع. وكذلك الفتاة العفيفة اي ان رفيق السوء اسوأ من اي نار محرقة.

وأسوأ من أي شر ورفيق الخير بعكس ذلك. وطوبى لمن كان عنده رفيق خير.

كان (عبد الله بن جندب) أحد صدقاء الامام الصادق (عليه السلام): كان شيخاً أعمى. رأوه يصلي احدى وخمسين ركعة في اليوم اتعلمون ان لدينا احدى وخمسون ركعة يومياً سبعة عشر ركعة واجبة واربعة وثلاثين مستحبة رأوه يصلي 3 مرات الاحدى وخمسون ركعة. وانه يخمس ويزكي ثلاث مرات في السنة. فسألوه عن السبب فأجاب ان كان لديه رفيقين قد ارتحلا والوفاء بالصداقة يقتضي ان اعمل لهما ما اعمل لنفسي(7). فالذي يعمل لإسعاد الآخرين ويفكر بهم في حياتهم وبعد موتهم فهذا الشخص يدعى صديقاً حقاً. قال علي (عليه السلام): (لا يكون الصديق صديقاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته وغيبته ووفاته).

فمن الذي ندعوه صديقاً جيداً؟ أنتم المسنين عليكم أن تعاشروا من؟ هناك رواية عن الزواج ان القينا منها الخصوصية هنا اي ان على المرأة والزوج ان يكونا رفقاء واصدقاء ففي هذا الحديث يخبرنا مع من نرافق. يقول الرسول (صلى الله عليه وآله): (اذا جاء من ترضون دينه وامانته يخطب اليكم فزوجوه والا تكن فتنة وفساد كبير)(8)، اي ايها السيد الصديق الذي يجب ان تنتخبه يجب ان يملك شرطين. الدين والأخلاق. اي الاخلاق الانسانية وان يكون عفيفاً وفياً وقوراً. ان لم يكن هذين الشرطين المذكورين في هذه الرواية التي كررها النبي (صلى الله عليه وآله) مراراً ان لم يكونا موجودين في الرفيق (والا تكن فتنة وفساد كبير)، اي ايتها الفتاة عليكِ ان تختاري صديقة متدينة خلوقة وان تتجنبي الفتاة السافرة الحقيرة، التي لا تهتم بالصلاة وبالدين.

ايها الشاب اختار الصديق الذي يجذبك إلى المنبر والمحراب وإلى الكتب الدينية وان لم يكن صاحب دين فسيبيعك وكما يقول الصادق (عليه السلام) سيبيعك لطعام، او لحرف وقد يهينك بكلمة ويخونك. فاذا لم يكن يملك اخلاقاً انسانية فسيكون عدواً وليس رفيقاً.

لذلك فان هذه الرواية تقول لنا: هناك شرطين للصداقة. وإذا اردتم ان تربوا اولادكم عليكم ان تنتبهوا من يرافق اولادكم وهل يملكون هذه الشروط وهذين الشرطين ضرورين. هناك شرطين آخرين ممتازين لكنهما ليسا ضرورين.

1ـ ان يكون عاقلاً. يقول السجاد (عليه السلام): احذر الرفيق الأحمق لأنه قد يريد ان يفيدك فيضرك.. وكما يقول العوام عن الصديق الأحمق انه كصداقة الدب يجب ان يكون صديقكم عاقلاً.

كان فضل بن مروان وزير المعتصم وكان هذا الخليفة العباسي انساناً حسوداً. دعاه يوماً فضل بن مروان الى وليمة فخمة. وما ان دخل حتى اشتعل الحسد في وجوده. وقال له: من اين لك هذا الأثاث والصحون و... نعلم فضل بن مروان انه في خطر. وكان قد دعا الخليفة ليتقرب منه فاذا به يقرب الشر الى نفسه، غضب المعتصم وترك الوليمة وذهب كان لفضل بن مروان صديقاً عاقلا يدعى ابراهيم الموصلي. فقال لفضل: إنك في خطر وسأسوي الأمر بجملة. اذهب الى المعتصم الآن وسأبعث من يقول جملة تنقذك وعندئذ عد سريعاً. ذهب فضل بن مروان إلى المعتصم وجاء الشخص الذي بعثه ابراهيم وقال (قولوا لفضل ان الناس جاؤوا يريدون أمتعتهم. ماذا نفعل أنعطيهم اياها ام تأتي بنفسك؟. فالتفت فضل إلى الخليفة واستأذنه في ذلك. فتغير حال المعتصم وانطفأ نار الحسد من قلبه وقال: لم تكن تلك الأمتعة والصحون لك. فأجابه: انه قد استقرضها من الناس. ففرح المعتصم. واذن له: وهكذا أنقذه إبراهيم الموصلي من الموت. وهناك الكثير من هذه الابتكارات التي ينقذ بها الإنسان العاقل صديقه.

الشرط الثاني: اختيار الرفيق العالم وان لم تتناقش معه في الأمور العلمية الا ان علمه سيسري اليكم حتى لو لم يكن ملتزما جيدا لكنك تستطيع الاستفادة منه علميا. يقول صاحب معراج السعادة كلام جميل: جاء صياد إلى المدرسة ليستريح وكان هناك طالبان يتباحثان في مسألة الخنثى اي الذي لا يكون رجلاً او امرأة او يكون لديه العلامتان معاً. وحكمه صعب جداً في الفقه خاصة إذا لم يتمكنوا من معرفة إذا كان رجلاً او امرأة.

وكان هذا الصياد لا يفهم شيئاً من هذه الأمور الا ان كلمة الخنثى علقت في ذهنه. وذهب إلى الصيد وصادف أنه اصطاد سمكة كبيرة فقرر أن يأخذها إلى الحاكم عسى ان يقدم له جائزة، فأعطاه ألف درهم ثمناً لها وذهب الصياد فرحاً مما اثار غيظ وحسد الحاشية. وقالوا للحاكم: لقد اعطيته ألف درهم على سمكة، بينما كان يكفيه عشرة دراهم. فقال الحاكم ماذا افعل؟ فأجابه أحدهم: اطلب الصياد وقل له ما جنس السمكة. ذكر ام انثى فاذا قال انثى قل نريدها ذكراً واذ قال ذكراً قل نريد سمكة انثى. فأعجب ذلك الحاكم وطلبوا الصياد وسألوه عن سمكته فأجاب: انها خنثى. فأعطاه الحاكم ألف درهم آخر..

يقول صاحب معراج السعادة: ان النصف الساعة التي قدم بها الى المدرسة أفادت دنياه.

ومن الحسن ان ترافقوا شخصاً عالماً.

خلاصة الحديث، بحث اليوم كان بحثاً مفيداً ويعد نذيراً للفتيات والشباب خاصة. وجرس خطر للآباء والامهات وللجميع. لأن للرفيق تأثير كبير في سعادة وتعاسة الانسان وانتبهوا ان يكون رفيقكم رفيق خير. واوصى التجار والكسبة ان يكون الشخص الذي يتعاملون معه انسان جيد. والا فسيقضي عليكم إذا لم يكن متديناً وخلوقاً واوصي الجميع ان يرافقوا اشخاصا متدينين وخلوقين وإذا استطاعوا فلينتخبوا العقلاء والعالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ البحار، مجلد74، ص192.

2ـ كنز العمال، خبر24676.

3ـ البحار، ج74، ص199.

4ـ المصدر السابق.

5ـ شرح ابن ابي الحديد، ج4، ص71.

6ـ البحار، ج74، ص163.

7ـ المصدر السابق.

8ـ المصدر السابق، ص372. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+