x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

تاريخ الفيزياء

علماء الفيزياء

الفيزياء الكلاسيكية

الميكانيك

الديناميكا الحرارية

الكهربائية والمغناطيسية

الكهربائية

المغناطيسية

الكهرومغناطيسية

علم البصريات

تاريخ علم البصريات

الضوء

مواضيع عامة في علم البصريات

الصوت

الفيزياء الحديثة

النظرية النسبية

النظرية النسبية الخاصة

النظرية النسبية العامة

مواضيع عامة في النظرية النسبية

ميكانيكا الكم

الفيزياء الذرية

الفيزياء الجزيئية

الفيزياء النووية

مواضيع عامة في الفيزياء النووية

النشاط الاشعاعي

فيزياء الحالة الصلبة

الموصلات

أشباه الموصلات

العوازل

مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة

فيزياء الجوامد

الليزر

أنواع الليزر

بعض تطبيقات الليزر

مواضيع عامة في الليزر

علم الفلك

تاريخ وعلماء علم الفلك

الثقوب السوداء

المجموعة الشمسية

الشمس

كوكب عطارد

كوكب الزهرة

كوكب الأرض

كوكب المريخ

كوكب المشتري

كوكب زحل

كوكب أورانوس

كوكب نبتون

كوكب بلوتو

القمر

كواكب ومواضيع اخرى

مواضيع عامة في علم الفلك

النجوم

البلازما

الألكترونيات

خواص المادة

الطاقة البديلة

الطاقة الشمسية

مواضيع عامة في الطاقة البديلة

المد والجزر

فيزياء الجسيمات

الفيزياء والعلوم الأخرى

الفيزياء الكيميائية

الفيزياء الرياضية

الفيزياء الحيوية

طرائق تدريس الفيزياء

الفيزياء العامة

مواضيع عامة في الفيزياء

تجارب فيزيائية

مصطلحات وتعاريف فيزيائية

وحدات القياس الفيزيائية

طرائف الفيزياء

مواضيع اخرى

مخفي الفيزياء

وسائل الحماية من النار عند العرب

المؤلف:  سائر بصمه جي

المصدر:  تاريخ علم الحرارة

الجزء والصفحة:  ص527–530

2023-05-28

603

في أول حادثة حريق لمنزل في المدينة المنورة أصدر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيانه المرشد والمحذر لأصحابه قائلًا: «إنَّ هذه النَّار عدوٌّ لكم، فإذا نمتم فأطفئوها.»23 فالإسلام حريص كل

 الحرص على أرواح وحياة الناس وممتلكاتهم؛ لذلك يبدأ بمعالجة المشكلات من جذورها، بناءً على مبدأ درهم وقاية خير من قنطار علاج.

وقد تم معالجة موضوع الوقاية من الحرائق في كتب الحسبة، وحتى لا يتأذى الناس منها أو يتكرر حدوثها، فقد وضعت مجموعة من الضوابط التي يجب الالتزام بها منها:

(1) منع أصحاب الحرف التي تستخدم مواقد صهر المعادن أو غيرها أن يفتحوا محالهم في الأسواق التي تكون فيها محال بيع القماش.24

(2) منع أصحاب الأفران وورش صناعة الزُّجاج من جعل الحطب على مقربة من النار، خشية أن يصله شيء منها فتتسبب بحريق.25

(3) يجب على الحدادين أن يتخذوا حجبًا حاجزة بين مَحَالهم وبين الطريق الذي تُشرف عليه محالهم، خشية أن يتطاير شيء من الشرر إلى الطريق، فيؤذي الناس أو الدواب، أو قد يصيب مادة قابلة للاحتراق.26

(4) يُمنع أصحاب المطاعم ممارسة عملهم في منتصف الليل أو وقت السحر، خشية أن يحدث حريق والناس نيام، كما يُمنع الخبَّازون من العمل قبل الفجر؛ نظرًا لأن هذا الوقت يقل فيه التركيز بسبب النعاس.27

وقد تأسست أوَّل منظمة لمكافحة الحريق في رُوما القديمة؛ حيثُ كون الإمبراطور أوغسطس Augustus (توفي 14م)، الذي تسلم الحكم عام (27 ق.م.) مجموعةً من الناس سماها الحراس، كانت مهمتها مراقبة الشوارع والإبلاغ عن أي حريق ينشب، كما كانت تقوم أيضًا بمهمة قوات الشرطة. في حين أنَّ أولى فرق الإنقاذ الخَصَّصة لإطفاء الحرائق التي أُنشئت في أوروبا كانت في عام 1666م، عقب اندلاع حريق لندن الكبير.28

أما من الناحية العسكرية فقد استُخدمت عدة مواد ووصفات جديدة للوقاية من النار، 29 وهي تصلح سواء في الحرب أو السلم، لم يأتِ اليونان أو الرومان على ذكرها؛ فقد اخترع نجم الدين حسن الرماح (تُوفّي 695هـ / 1295م) في كتابه (الفروسية والمناصب الحربية) وصفةً واقية من النار مُكوَّنة من أفيون وماء كزبرة خضراء رطبة؛ حيث يُدهن بها الجسم المراد وقايته ويُترك حتى يجف. وصفة أخرى ذكرها الرماح أخذ جوزة يتم نقعها في النفط ثم تُخرج ويُلف عليها مشاق – وهو المادة الطرية الموجودة داخل ساق الكتان – فإذا تم إشعالها فإنها لا تنطفئ لا بالماء ولا بالمطر. وصفة ثالثة تأخذ صمغ الصندروس أو السندروس الأصفر الرخو وتدفنه في زبل رطب عشرة أيام أو أكثر فيُصبح كالدهن وكل جسم يُدهن به لا يحترق. 30

أو تلك التي اخترعها ابن أرنبغا الزردكاش (كان حيًّا عام 775هـ/1373م) في كتابه (الأنيق في المنجنيق) والمكوَّنة من ماء الفجل المستخرج من الفجل، أو الطلق (وهو مسحوق كلسي) المذاب بالخل المُعَتَّق وتشرب بلبادة Felt ثم تُوضع اللبادة حول أي جسم، عندها لن يحترق. 31 واللباد نوع من القماش تُصنع معظم أنواعه من ألياف الصوف الطبيعي بشكل كامل أو بنسب منه. ونعلم أنَّ خيوط الصوف كانت تستخرج بكميات كبيرة عند العرب نظرًا لتوفر الأغنام والماعز والجمال. وتتلبد هذه الألياف بتطبيق الحرارة والرطوبة والعمل الميكانيكي، ويتميّز اللباد بمرونته، وقابليته للقولبة. 32

وصفات الرماح والزردكاش جديدة تمامًا لا تعتمد على الحرير الصخري أو الأسبستوس الضار بالصحة المستخدم من قبل الرُّومان، وإنما على مواد طبيعية كانت متاحة ومتوفرة في عصرهما. ولو كانت هذه المواد مخترعة ومنتشرة قبل أكثر من 100 سنة رُبَّما استطاع أهل القاهرة حماية أنفسهم وبيوتهم ومدينتهم من الحريق الهائل الذي أشعله الوزير الأكبر الحاكم لمصر شاور بن مجير السعدي (تُوفّي 564هـ / 1169م)، الذي أرسل 20 ألف قارورة نفط، و10 آلاف مشعل نار لحرق القاهرة حسب قول المؤرخ تقي الدين المقريزي (تُوفّي 845هـ / 1442م).33

_______________________________________________
هوامش

23- متفق عليه

24- الشيرازي، عبد الرحمن بن نصر، نهاية الرتبة في طلب الحسبة تحقيق السيد الباز العريني، نشر لجنة التأليف والترجمة القاهرة، 1946م، ص11.

25- ابن عبد الرؤوف، أحمد، بن أحمد، رسالة في الحسبة، ضمن كتاب ثلاث رسائل أندلسية في آداب الحسبة والمحتسب، تحقيق: ليفي بروفنسال المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، القاهرة، 1955م، ص112.

26- السنامي، عمر بن محمد بن عوض نصاب الاحتساب، تحقيق: موئل يوسف عز الدين السامرائي، نشر دار العلوم بالرياض، 1983م، ص155.

27- السقطي، محمد بن أحمد المالقي، آداب الحِسبة، تحقيق: ليفي بروفنسال وكولن، نشر المطبعة الدولية بباريس، 1931م، ص35،30.

28- الموسوعة العربية العالمية، مدخل «فرق الإطفاء»، مؤسسة أعمال الموسوعة، الرياض، 2004م.

29- لم تسمح لنا الظروف القاهرة في أثناء تأليف هذا الكتاب في حلب أن نختبر مدى صحة هذه الوصفات من الناحية التجريبية؛ حيث إنَّ اختبارها يحتاج القيام بدراسة علمية مستقلة ينتج عنها أبحاث عديدة ونتائج مفيدة حديثًا.

30- الرماح نجم الدين حسن الفروسية والمناصب الحربية، تحقيق: أحمد يوسف الحسن، منشورات جامعة حلب، معهد التراث العلمي العربي، حلب، 1998م، ص147-148.

 

31- الزردكاش، ابن أرنبغا الأنيق في المنجنيق تحقيق إحسان هندي منشورات معهد المخطوطات العربية ومعهد التراث العلمي العربي، حلب، 1985م. ص45.

32- بصمه جي، دليل المواد، ص361.

33- يقول المقريزي في وصف هذه الحادثة: «وبعث شاور إلى مصر بعشرين ألف قارورة نفط، وعشرة آلاف مشعل نار، فَرَّق ذلك فيها، فارتفع لهب النار ودخان الحريق إلى السماء، فصار منظرًا مهولا، فاستمرت النار تأتي على مساكن مصر من اليوم التاسع والعشرين من صفر لتمام أربعة وخمسين يوما، والنهابة من العبيد، ورجال الأسطول وغيرهم بهذه المنازل في طلب الخبايا. «عن كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار، ج 2، ص 164، دار الكتب العلمية، بيروت، 1418هـ.