x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

ما قبل الولادة

المؤلف:  مركز نون للتأليف والترجمة

المصدر:  الولد الصالح

الجزء والصفحة:  ص 13 ــ 19

2023-07-28

713

إن تربية الولد لا تقتصر على معرفة الأسلوب المناسب للتعاطي معه، وعلى إدراك الميول الخاصة به لمراعاتها، بل إن مسألة التربية في الإسلام تبدأ من مرحلة ما قبل الزواج، لتمر بمرحلة اختيار الزوجة إلى الظروف الخاصة التي ينبغي فيها أن تنعقد النطفة، ثم بمرحلة الحمل وما بعد الولادة، ثم تبدأ بعد هذا التربية الفعلية.

وسيكون الحديث عن الأمور التي لا بد من أن تلاحظ قبل الولادة من مرحلة اختيار الزوجة، مروراً بفترة الحمل إلى الولادة.

1ـ اختيار الزوجة

إن للأم دوراً كبيراً في تكوين شخصية الولد، إذ أن الوراثة لها دور كبير في نقل الصفات والخصال على حسنها أو قبحها، ومن هنا تنبع أهمية أن يكون الزوج حريصا على حسن الاختيار بين النساء ليختار الوعاء النظيف الذي يضع فيه نطفته التي ستصبح فيما بعد فرداً له دور ومكانة مهمة في مجتمعه. ولأن مسألة العثور على الزوجة المناسبة أمر فيه شيء من التعب، نبّه الإسلام إلى ضرورة اللجوء إلى الله تعالى لطلب العون والمساعدة منه للتوفيق لحسن الاختيار، ففي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): إذا همّ بذلك فليصل ركعتين ويحمد الله تعالى ويقول: (اللهم إني أريد أن أتزوج فقدِّر لي من النساء أعفهن فرجاً، وأحفظهن لي في نفسها وفي مالي، وأوسعهن رزقاً، وأعظمهن بركةً، وقدّر لي منها ولداً طيباً تجعله خلفاً صالحاً في حياتي وبعد موتي) (1).

كما أن الإسلام العظيم ساعد الإنسان في تحديد الصفات الأساسية التي ينبغي أن تكون في الزوجة، وأهمها صفة التدين، ففي الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا وكله الله إليه، فعليكم بذات الدين) (2).

 لا تتزوج من:

وحذر من أنواع معينة من النساء حرصا منه على سلامة الوعاء من الأمور التي قد تؤثر سلباً على المولود وممن التي حذرت منهن الروايات:

أ- الحسناء السيئة المنبت:

فعن الإمام الصادق (عليه السلام): قام النبي (صلى الله عليه وآله) خطيباً فقال: (أيها الناس إياكم وخضراء الدمن، قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء) (3) (4).

ب- الحمقاء:

فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (إياكم وتزوج الحمقاء فإنّ‏ صحبتها ضياع وولدها ضياع) (5)، لأن الحمقاء بالإضافة إلى عدم حفظها لزوجها، لن تكون قادرة على حفظ أولادها وتربيتهم بالشكل الصحيح.

ولحرص الإسلام على تنقية الأجواء التي سينشأ فيها الولد من كل شائبة، دعانا لتتبّع حال أخوة الزوجة، أي أخوال الولد، لأن صفات الخال يمكن أن تنتقل أيضاً إلى الولد، وهذا ما أكدت عليه بعض الروايات، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اختاروا لنطفكم فإن الخال أحد الضجيعين) (6).

2- الآداب الخاصة قبل حصول الحمل‏

1- الأكل المناسب للأب:

إن لنوعية الطعام الذي تنعقد منه نطفة الطفل أثراً عليه، وقد أشارت بعض الروايات إلى هذا المعنى، منها ما في الرواية أن حمل خديجة (عليها السلام) بالزهراء (عليها السلام) كان بعد أن أتى جبرائيل بطعام من الجنة للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فقال له جبرائيل: يا محمد يأمرك ربك أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام (7).

ومن هنا أشارت بعض الروايات إلى طعام خاص بالأب، ففي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) من أكل سفرجلة على الريق طاب ماؤه وحسن ولده (8).

وفي رواية أخرى نظر الإمام الصادق (عليه السلام) إلى غلام جميل فقال: (ينبغي أن يكون أبو هذا الغلام أكل السفرجل. وقال (عليه السلام): السفرجل يحسن الوجه، ويجم (9) الفؤاد (10).

2- الوقت المناسب لحصول الحمل

أشارت بعض الروايات إلى أوقات يكره فيها الجماع، ففي الرواية المروية عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، أنه سئل: هل يكره الجماع في وقت من الأوقات؟ فقال (عليه السلام): نعم، من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن غياب الشمس إلى غياب الشفق، وفي الليلة التي ينكسف فيها القمر، وفي اليوم الذي تنكسف فيه الشمس، وفي اليوم والليلة اللذين تزلزل فيهما الارض، وعند الريح الصفراء، أو السوداء، أو الحمراء، ولقد بات رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عند بعض نسائه في الليلة التي انكسف فيها القمر فلم يكن منه إليها شيء، فلما أصبح خرج إلى مصلاه فقالت: يا رسول الله، ما هذا الجفاء الذي كان منك في هذه الليلة؟ قال (صلى الله عليه وآله): ما كان جفاء، ولكن كانت هذه الآية، فكرهت أن ألذ فيها، فأكون ممن عنى الله في كتابه بقوله: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} [الطور: 44]، ثم قال محمد بن علي (عليه السلام): والذي بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة، واختصه بالرسالة، واصطفاه بالكرامة، لا يجامع أحد منكم في وقت من هذه الأوقات، فيرزق ذرية فيرى فيها قرة عين (11).

3- الأكل الخاص في فترة الحمل

‏الأكل المناسب للأم:

هناك عدة أصناف من الأكل الخاص بالأم أشارت إليها الروايات الشريفة وهي:

أ- البطيخ: فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (ما من امرأة حاملة أكلت البطيخ، لا يكون مولودها إلا حسن الوجه والخلق) (12).

ب- الألبان: فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (اسقوا نساءكم الحوامل الألبان، فإنها تزيد في عقل الصبي) (13).

ج- اللبان: واللبان مادة تؤخذ من بعض الأشجار وتمضغ كالعلك في الفم وطعمها كريح الصنوبر، ولها العديد من الفوائد، وقد ورد في الرواية عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (أطعموا نساءكم الحوامل اللبان، فإنه يزيد في عقل الصبي) (14).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مستند الشيعة، المحقق النراقي، ج 16، ص 15.

2ـ بحار الانوار، العلامة المجلسي، ج 100، ص 235.

3ـ قال الصدوق: قال أبو عبيدة: نراه أراد فساد النسب إذا خيف ان تكون لغير رشده وانما جعلها خضراء الدمن تشبيها بالشجرة الناضرة في دمنة البقرة وأصل الدمن ما تدمنه الإبل والغنم من أبعارها وأبوالها، فربما ينبت فيها النبات الحسن، وأصله في دمنة يقول: فمنظرها حسن أنيق ومنبتها فاسد، قال الشاعر:

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى

وتبقى حزازات النفوس كما هيا

ضربه مثلا للرجل الذي يظهر المودة وفي قلبه العداوة (بحار الانوار، العلامة المجلسي، ج 100، ص 232).

4ـ بحار الانوار، العلامة المجلسي، ج 100، ص 236.

5ـ المصدر السابق، ص 237.

6ـ المصدر السابق، ص 236.

7ـ المصدر السابق، ج 16، ص 79.

8ـ مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي، ج 5، ص 62.

9ـ أي يجمعه ويكمل صلاحه ونشاطه.

10ـ مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي، ج 5، ص 62.

11ـ مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 14، ص223.

12ـ المصدر السابق، ج 15، ص 214.

13ـ بحار الانوار، العلامة المجلسي، ج 95، ص 294.

14ـ مكارم الاخلاق، الشيخ الطبرسي، ص 194.