طلوع الشمس من مغربها
المؤلف:
الشيخ خليل رزق
المصدر:
الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة:
ص 397-399
2023-08-14
2892
وردت هذه العلامة في كثير من الروايات على أنها من علامات الساعة ( القيامة ) ، وكذلك وردت على أنها من علامات الظهور ومن الذين أوردوها في سياق علامات الظهور الشيخ المفيد في الإرشاد عند تعداده لعلامات الظهور حيث قال :
قد جاءت الأخبار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وحوادث تكون أمام قيامه ، وآيات ودلالات : فمنها : . . . وطلوعها من المغرب[1].
وكذلك الشيخ الطوسي في الغيبة حيث أورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :
« عشر علامات لا بد منها . . . وعدّ منها : طلوع الشمس من مغربها »[2].
وأيضا الصدوق في الإكمال ، والمجلسي في البحار وغيرهم . . .
وأخرج البخاري عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :
« لا تقوم الساعة . . . حتى تطلع الشمس من مغربها . فإذا طلعت ورآها الناس أجمعون ، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا »[3].
وعن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
« بادروا بالأعمال ستّا : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال . . . »[4].
وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إنه قال :
« إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، أو خروج الدابة على الناس ضحى ، فأيتها كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبا »[5].
والكلام في كيفية حصول هذه العلامة وقت الظهور ، وهل أنه من الممكن أن يحصل أي اختلال في نظام الكون والمجموعة الشمسية من خلال طلوع الشمس من مغربها ؟
من هنا فسّر البعض على أن المقصود من طلوع الشمس من مغربها ليس هو المعنى الحقيقي بل المراد معنى مجازي ، وهو كناية عن ظهوره عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف حيث يظهر من مكة التي هي سمت المغرب ، وهذا المعنى يستفاد من كلام لأمير المؤمنين عليه السّلام .
ورد عن النزال بن سبرة قال : خطبنا علي بن أبي طالب عليه السّلام فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني - ثلاثا - فقام إليه صعصعة بن صوحان ، فقال : يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجّال . فتحدّث عندئذ أمير المؤمنين عليه السّلام وقال فيما قال :
« يقتله اللّه عزّ وجل بالشام . . . على يد من يصلي عيسى المسيح بن مريم خلفه » .
وبعد أن انته من كلامه قال النزال بن سبرة لصعصعة : ما عنى أمير المؤمنين بهذا القول ؟ فقال صعصعة : يا بن سبرة إن الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم هو الثاني عشر من العترة ، التاسع من ولد الحسين بن علي ، وهو الشمس الطالعة من مغربها ، يظهر عند الركن والمقام يطهّر الأرض ، ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا . فأخبر أمير المؤمنين عليه السّلام أن حبيبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عهد إليه ألّا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمّة[6].
فهذا الحديث من أمير المؤمنين عليه السّلام ينص بوضوح على أن المراد من طلوع الشمس من مغربها إنما هو المعنى المجازي .
والبعض الآخر لم يقبل هذا التفسير لأن أحاديث طلوع الشمس من مغربها تدل صراحة على أن المقصود هو المعنى الحقيقي للشمس والطلوع .
[1] الإرشاد ، المفيد ، ص 368 .
[2] الغيبة ، الطوسي ، ص 267 والبحار ، ج 52 ، ص 209 ، ح 48 .
[3] صحيح البخاري ، ج 9 ، ص 74 ، نقلا عن تاريخ الغيبة الصغرى ، ص 495 .
[4] معجم أحاديث الإمام المهدي ، ج 2 ، ص 205 - 206 ، ح 532 وح 533 .
[6] البحار ، ج 52 ، ص 193 - 194 - 195 ، ح 26 .
الاكثر قراءة في علامات الظهور
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة