الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن مرج الكحل
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
مج5، ص: 57
2023-09-26
1914
ابن مرج الكحل
ومن نظم ابن مرج الكحل قوله (1) :
الشمس يغرب نورها، ولربما ... كسفت ونورك كل حين يسطع
أفلت فناب سناك عن إشراقها ... وجلا من الظلماء ما يتوقع
فأمنت يا موسى الغروب ولم أقل ... فوددت يا موسى لو أنك يوشع
ولمح بهذه الأبيات إلى قول الرصافي الأندلسي البلنسي يخاطب من اسمه موسى بقصيدة أولها (2):
ما مثل موضعك ابن رزق موضع ... زهر يرف وجدول يتدفع
ومنها:
وعشية لبست ثياب شحوبها ... والجو بالغيم الرقيق مقنع
بلغت بنا أمد السرور تألفاً ... والليل نحو فراقنا يتطلع
فابلل بها ريق الغبوق فقد أتى ... من دون قرص الشمس ما يتوقع
سقطت ولم يملك نديمك ردها ... فوددت يا موسى لو أنك يوشع
قلت: ومن نثر ابن مرج الكحل المذكور ما كتبه إلى أديب الأندلس أبي بحر صفوان بن إدريس مراجعاً له بعد نظم، ونص الجميع:
يا من تبوأ في العلياء منزلة ... جداه قد أسساها أي تأسيس
لم يتركا في العلا حظاً لملتمس ... سيان هذا وهذاك ابن إدريس
وافى كتابكم فارتد لي جذلي ... واعتضت من فرط أشواقي بتأنيس
وللنوى لوعة تطفو فيطفئها ... مسك المداد وكافور القراطيس
حرس الله سناءك وسناك، وأظفر يمناك بمناك، ودي الأسلم كما تعلم، وعهدي الأقدم، لم تزل له قدم، وأنا دام عزكم إن أتفق معكم انتساباً فلم أتفق في شأو الأدب باعاً، ولا قاربتكم طباعاً وانطباعاً، بل بذلك الاتفاق تشرفت وسموت إلى ذروة العلا واستشرفت، وأقررت بذلك الفضل واعترفت، وكرعت في مناهله واغترفت، ولقد وافى كتابكم فقلت لقد نثر الدر من فيه، وبلغ نفسي مما كانت تنويه من التنويه:
حديث لو أن الميت نودي ببعضه ... لأصبح حياً بعدما ضمه القبر
ولولا ما طالعني وجه من رضاكم وسيم، وسقاني مزن اهتبالكم ما أروى به وأسيم، وحياني منكم روض ونسيم، لما ساعدني الفكر بقسيم، لا زلتم في ظل من العيش وارف، مرتدين رداء المعارف، والسلام؛ انتهى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مرت الأبيات ص: 54.
(2) ديوان الرصافي: 104.