1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

التعريف بالسلطان أبي الحجاج

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج5، ص:80-84

2024-01-06

1238

التعريف بالسلطان أبي الحجاج

وقد عرف - رحمه الله تعالى - بالسلطان أبي الحجاج في " الإحاطة " فقال ما حاصله (1): يوسف بن إسماعيل بن فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر، الأنصاري الخزرجي، أمير المسلمين بالأندلس، أبو الحجاج، تولى الملك بعد أخيه بوادي السقائين من ظاهر الخضراء ضحوة يوم الأربعاء ثالث عشر ذي الحجة عام ثلاثة وثلاثين وسبعمائة، وسنه خمسة عشر يوماً وثمانية أشهر، أمه أم ولد، وكان له ثلاثة أولاد كبيرهم محمد أمير المسلمين من بعده، وتلوه أخوه إسماعيل محجوره، وثالثهم قيس شقيق إسماعيل، وذكر لسان الدين أنه وزر له بعد شيخه ابن الجياب، وتولى كتابة سره مضافة إلى الوزارة في أخريات شوال عام تسعة وأربعين وسبعمائة، انتهى. وقد علم أنه وزر بعده لابنه محمد كما تقدم ويأتي، وأما إسماعيل بن أبي الحجاج فهو الذي تغلب على الأمر، وانتهز الفرصة في ملك أخيه محمد كما تقدم، وفيه وفي أخيه قيس حين قتلا يقول لسان الدين:

بإسماعيل ثم أخيه قيس

البيتين.

وقد ذكر أيضاً - رحمه الله تعالى - حكاية وفاة السلطان أبي الحجاج ما محصله أنه هجم عليه رجل من عداد الممرورين، وهو في الركعة الأخيرة من صلاة عيد الفطر عام خمسة وخمسين وسبعمائة، فطعنه بخنجر، وقبض عليه، واستفهم فتكلم بكلام مخلط، واحتمل إلى منزله على فوت لم يستقر به إلا وقد قضى، وأخرج قاتله إلى الناس فقتل لحينه، وأحرق بالنار، ودفن عشية اليوم المذكور في مقبرة قصره، ضجيع والده، وولي أمره ولده محمد، ورثيته في غرض ناء عن الجزالة مختار ولده:

العمر نوم، والمنى أحلام ... ماذا عسى أن يستمر مقام

وإذا تحققنا لشيء بدأة ... فله بما تقضي العقول تمام

والنفس تجمح في مدى آمالها ... ركضاً، وتأبى ذلك الأيام

من لم يصب في نفسه فمصابه ... بحبيبه، نفذت بذا الأحكام

بعد الشبيبة كبرة، ووراءها ... هرم، ومن بعد الحياة حمام

ولحكمة ما أشرقت شهب الدجى ... وتعاقب الإصباح والإظلام

دنياك يا هذا محلة نقلة ... ومناخ ركب ما لديه مقام

هذا أمير المسلمين ومن به ... وجد السماح وأعدم الإعدام

سر الأمانة والخلافة يوسف ... غيث الملوك وليثها الضرغام

قصدته عادية الزمان فأقصدت ... والعز سام، والخميس لهام

فجعت به الدنيا وكدر شربها ... وشكا العراق مصابه والشام

أسفاً على الخلق الجميل كأنما ... بدر الدجنة قد جلاه تمام

أسفاً على العمر الجديد كأنه ... زهو الحديقة زهره بسام

أسفاً على الخلق الرضي كأنه ... زهر الرياض هما عليه غمام

أسفاً على الوجه الذي مهما بدا ... طاشت لنور جماله الأفهام

يا ناصر الثغر الغريب وأهله ... والأرض ترجف والسماء قتام

يا صاحب الصدقات في جنح الدجى ... والناس في فرش النعيم نيام

يا حافظ الحرم الذي بظلاله ... ستر الأرامل واكتسى الأيتام

مولاي هل لك للقصور زيارة ... بعد انتزاح الدار أو إلمام

مولاي هل لك للعبيد تذكر ... حاشاك أن ينسى لديك ذمام

يا واحد الآحاد والعلم الذي ... خفقت بعزة نصره الأعلام

وافاك أمر الله حين تكاملت ... فيك النهى والجود والإقدام

ورحلت عنا الركب خير خليفة ... أثنى عليك الله والإسلام

نعم الطريق سلكت كان رفيقه ... والزاد فيه تهجد وصيام

وكسفت يا شمس المحاسن ضحوة ... فاليوم ليل، والضياء ظلام

وسقاك عيد الفطر كأس شهادة ... فيها من الأجل الوحي مدام

وختمت عمرك بالصلاة فحبذا ... عمل كريم سعيه وختام

مولاي كم هذا الرقاد إلى متى ... بين الصفائح والتراب تنام

أعد التحية واحتسبها قربة ... إن كان يمكنك الغداة كلام

تبكي عليك مصانع شيدتها ... بيض كما تبكي الهديل حمام

تبكي عليك مساجد عمرتها ... فالناس فيها سجد وقيام

تبكي عليك خلائق أمنتها ... بالسلم وهي كأنها أنعام

عاملت وجه الله فيما رمته ... منها فلم يبعد عليك مرام

لو كنت تفدى أو تجار من الردى ... بذلت نفوس من لدنك كرام

لو كنت تمنع بالصوارم والقنا ... ما كان ركنك بالغلاب يرام

لكنه أمر الإله، وما لنا ... إلا رضى بالحكم واستسلام

والله قد كتب الفناء على الورى ... وقضاؤه جفت به الأقلام

نم في جوار الله مسروراً بما ... قدمت يوم تزلزل الأقدام

واعلم بأن سليل ملكك قد غدا ... في مستقر علاك وهو إمام

سر تكنف منه من خلفته ... ظل ظليل فهو ليس يضام

كنت الحسام وصرت في غمد الثرى ... ولنصر ملكك سل منه حسام

خلفت أمة أحمد لمحمد ... فقضت بسعد الأمة الأحكام

فهو الخليفة للورى في عهده ... ترعى العهود وتوصل الأرحام

أبقى رسومك كلها محفوظة ... لم ينتثر منها عليك نظام

العدل والشيم الكريمة والتقى ... والدار والألقاب والخدام

حسبي بأن أغشى ضريحك لائماً ... وأقول والدمع السفوح سجام

يا مدفن التقوى ويا مثوى الهدى ... مني عليك تحية وسلام

أخفيت من حزني عليك، وفي الحشا ... نار لها بين الضلوع ضرام

ولو أنني أديت حقك لم يكن ... لي بعد فقدك في الجود مقام

وإذا الفتى أدى الذي في وسعه ... وأتى بجهد، ما عليه ملام

قال لسان الدين: وكتبت في بعض معاهده:

غبت فلا عين ولا مخبر ... ولا انتظار منك مرقوب

يا يوسف أنت لنا يوسف ... وكلنا في الحزن يعقوب

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الإحاطة، الورقة: 367 وانظر اللمحة البدرية: 89.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي