الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو بكر ابن حبيش
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
مج4، ص:310-312
2024-01-15
1481
وأنشد الشيخ أبو بكر ابن حبيش لابن وضاح البيت المشهور وهو:
أسرى وأسير في الآفاق من قمر ومن نسيم ومن طيف ومن مثل
وابن حبيش المذكور هو أبو بكر محمد بن الحسن بن يوسف بن حبيش بفتح الحاء وقد عرف به تلميذه ابن رشيد الفهري في رحلته فقال بعد كلام : أما النظم فبيده عنانه وأما النثر فإن مال إليه توكف له بنانه مع توضع زائد على صلة مخبره عائد لقيته بمنزله ليوم أو يومين من مقدمي على تونس فتلقى بكل فن يونس وصادفته بحاله مرض من وثء في رجله عرض وعنده جملة من العواد من الصدور الأمجاد فأدنى وقرب وسهل ورحب وتفاوض أولئك الصدور في فنون من الأدب كأنها الشذور إلى أن خاضوا في الأحاجي واستضاءوا بأنوار أفكارهم في تلك الدياجي فخضت معهم في الحديث وأنشدهم بيتين كنت صنعتهما وأنا حديث لقصة بلغتني عن أبي الحسن سهل بن مالك وهي أنه كان يسائل أصحابه وهو في المكتب ويقول لهم: أخرجوا اسمي فكل ينطق على تقديره فيقول لهم : إنكم لم تصيبوه مع أنه سهل فنظمت هذا المعنى فقلت : وما اسم فكه سهل يسير يكون مصغرا نجما يسير
مصحفه له في العين حسن وقلبي عند صاحبه أسير
وكان الشيخ أبو بكر على فراشه فزحف مع ما به من ألم إلى محبرة
وطرس وقلم وكتب البيتين بخطه وقال للحاضرين: ارووا هذين البيتين عن قائلهما ومن شيوخ ابن حبيش المذكور أبو عبد الله ابن عسكر اللمالقي كتب له ولأخيه أبي الحسين بخطه إجازة جميع ما يجوز له وعنه وضمن آخرها هذه الأبيات:
أجبتكما لكن مقرا بأني أقصر فيما رمتما عن مداكما
فإنكما بدران في العلم أشرقا فسلم إذ عانا وقسرا عداكما
فسيروا على حكم الوداد فإني أجود بنفسي أن تكون فداكما
قال ابن رشيد: وقد جمع صاحبنا أبو العباس الأشعري لابن حبيش فهرسة جامعة ولما وقف عليها ابن حبيش كتب في أولها ما نصه : الحمد لله حق حمده أحسن هذا الفاضل فيما صنع أحسن الله إليه وبالغ فيما جمع بلغ الله تعالى به أشرف المراتب لديه غير أني أقول واحدة ما سريرتي لها بجاحدة وأصرح بمقال لا يسعني كتمه بحال: والله ما أنا للإجازة بأهل ولا مرامها لدي بسهل إذ من شرط المجيز أن يعد فيمن كمل ويعد العلم والعمل اللهم غفرا كيف ينيل من عدم وفرا أو يجيز من أصبح صدره من المعارف قفرا وصحيفته من الصالحات صفرا وكيف يرتسم في ديوان الجلة من يتسم بالأفعال المخلة ومى يقرن الشبه بالإبريز أو يوصف السكيت بالتبريز ومن ضعف النهى مجانسة الأقمار بالسها ومن أعظم التوبيخ تشيخ من لا يصلح للتشييخ وإن هذا المجموع ليروق ويعجب ولكنه
جمع لمن لا يستوجب وإن القراءة قد تحصلت ولكن القواعد ما تأصلت وإن القارئ علم المقروء عليه عدم ولقد شكرت لهذا السري ما جلب وكتبت مسعفا بما طلب وقرنت إلى دره هذا المخلب قلت وحيلي عطل خطل مكره أخاك لا بطل والله سبحانه وتعالى ينفع بما أخلص له عند الاعتقاد ويسمح للبهرج عند الانتقاد كتبه العبد المذنب المستغفر محمد بن الحسن بن يوسف بن حبيش اللخمي حامدا لله تعالى ومصليا على نبيه الكريم المصطفى وعلى آله أعلام الطهارة والهدى ومسلما تسليما وكتب أيضا رحمه الله تعالى في جواب استجازة: المسؤول مبذول إن شاء الله تعالى على التنجيز ولكن شروط الإجازة موجودة في المجاز معدومة في المجيز والله تعالى يصفح بكرمه ومنه ويشكر كل فاضل على تحصيل ظنه وهو المسؤول سبحانه أن يحفظ بعناية مهجاهم ويرفع بالعلم والعمل درجاتهم ويمنعهم بالكمال الرائق المعجب ويقر بالنجيبين عين المنجب وكتبه ابن حبيش.