x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

العمل والحياة الشريفة

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب

الجزء والصفحة:  ص 231 ــ 233

2024-04-14

187

إن الحياة الكريمة توجب على الإنسان أن يكون له عمل في المجتمع، يعتاش منه، ومن لا يملك مالاً ويريد أن يعيش دون عمل ويؤمن عيشه وعيش عائلته، فإما أن يحصل على المال عن طريق السرقة أو عن طريق الأعمال غير المشروعة، كاغتصاب أموال الآخرين، أو الاستجداء، وتحمل ذل السؤال أو الاتكال على أرزاق الآخرين، وهذه الأعمال تتنافى مع التعاليم الإسلامية.

قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (ملعون من ألقى كله على الناس) (1).

كان للإكتساب والعمل من أجل العيش مكانة مهمة لدى الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) بحيث إنهم ما كانوا ليسمحوا للمؤمنين بترك العمل من أجل عبادةٍ أكثر.

روى علي بن عبد العزيز عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) قال: قال لي: (ما فعل عمر بن مسلم؟ قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة. فقال: ويحهُ، اما علم أن تارك الطلب لا يستجاب له دعوات؟) (2).

الأسلام والسعي الى الرزق

إن من يعمل بجد ونشاط وهدفه أن يكون عضواً نافعاً في المجتمع، ويحصل على المال عن طريق مشروع، ويؤمن حياته وحياة عائلته بشرف ولا يحتاج للناس، ويكون عزيز النفس فإنه يحظى في الدين الإسلامي بالاحترام والتكريم.

عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (من طلب الدنيا حلالاً، استعفافا عن المسئلة وسعياً على عياله وتعطفاً على جاره لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر) (3).

الإسلام دين الشرف والفضيلة وعزة النفس والحرية، ومن اراد أن يكون مسلماً حقيقياً، ويتبع بشكل تام تعاليم الإسلام، عليه أن يبتعد عن الذلة والحقارة وأن لا يتنازل عن حريته مقابل أي شيء.

روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) مر بقصاب وعنده لحم سمين، فقال: يا أمير المؤمنين هذا اللحم سمين إشترِ منه. فقال (عليه السلام): ليس الثمن حاضراً، فقال: أنا أصبُر يا أمير المؤمنين. فقال له: أنا أصبر عن اللحم (4).

الأحرار والاستقلال

رغم أن التعامل التجاري بـ (الدين) مسموح في الإسلام، ولكن الإنسان العزيز النفس لا يقوم بهذا العمل إلّا عند الضرورة، لأن (المدين) طالما لم يدفع دينه فإنه يشعر دائماً بأنه مقيد، والأحرار الأباة يشعرون بثقل الدين حتى ولو كان قليلاً لأنه ينال من عزتهم واستقلالهم.

ولسوء الحظ فإن أشخاصاً، في عصرنا هذا، بسبب طمعهم في التجارة، أو لحبهم للتجمل والمفاخرة في العائلة، يقومون بشراء أشياء بالدفع المؤجل، أي الأقساط، فيحملون على عاتقهم التزاماً ثقيلاً، ويشغلون افكارهم، ويتنازلون عن حريتهم، وقد يعجزون أحياناً عن دفع الأقساط، فيذهب حياؤهم، ويتوسلون للدائن ويطلبون منه مهلة للدفعِ، ويعرضون بذلك أنفسهم للذلة والمهانة.

ومن الواضح أن الإمام علي (عليه السلام) عندما يأبى لتأمين غذاء يومه شراء اللحم بالدين، مهما كان قليلاً، فإنه يستاء عندما يرى إنساناً يتخلى عن العمل رغم استطاعته ويلتجئ إلى طريق الذل للحصول على قوته اليومي. إن أولياء الإسلام الكرام، ولكي يصونوا أتباعهم من ذل السؤال ويحتفظوا بالشرفِ وعزة النفس، يوصونهم بالعمل في أصعب الظروف والشروط لتأمين لقمة العيش والاستغناء عن الآخرين.

جاء رجل إلى الإمام الصادق (عليه السلام) فقال إنه لا يملك يداً سالمة ولا مالاً ليتاجر به، قال ذلك وكأنه كان يريد الحصول على موافقةِ الإمام (عليه السلام) بطلب مساعدة الناس، ولكن الإمام رأى أن الرجل يملك جسماً سالماً فأبى عليه أن يحطم عزّته وشرفه بذلِ السؤال فقال له: (إعمل واحمل على رأسك واستغنِ عن الناس) (5).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لئن يحتطب الرجل على ظهره يبيعه ويستغني به ويتصدق بفضله خير من أن يسأل رجلاً آتاه الله من فضله فيُعطيهِ أو يمنعه) (6).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تحف العقول، ص 37.

2ـ لئالىء الأخبار، ص 133.

3ـ مستدرك الوسائل، ج 2، ص 424.

4 لئالئ الاخبار، ص 127.

5ـ المحجة البيضاء، ج 3، ص 143.

6ـ مجموعة ورام، ج 2، ص 229.