لا عمل لمن كفر بالله
المؤلف:
السيد محمد الحائري – تحقيق: د. عادل الشاطي
المصدر:
النبأ العظيم في تفسير القرآن الكريم
الجزء والصفحة:
ج1، ص531- 532
2024-07-27
1228
قال تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ } [إبراهيم: 18]
{مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ} مُبتَدَأ مَحذُوفٌ، وَالتَّقدِيرُ: فِيمَا يَقُصُّ عَلَيکُم:
{مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ}، {أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ} جُملَةٌ مُستَأَنَفَةٌ، عَلَى تَقدِيرِ جَوَابِ سَائلٍ يَقُولُ: کَيفَ مَثَلَهُم؟ فَقِيلَ: {أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ} أَو: يَکُونُ: {أَعْمالُهُمْ} بَدَلَاً مِن: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا} إِذ التَّقدِيرُ: مِثلُ أَعمَالِ الَّذِينَ کَفَرُوا: {كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} فَذَرَّتهُ وَسَفَّتهُ: {فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} جَعلَ العَصف لِليَومِ، وَهوَ لِـمَا فِيهِ، کَمَا تَقُولُ: يَومٌ مَاطِرٌ [1].
وَالعَاصِفُ: أَي؛ شَدِيدُ الرِّيحِ، فَکَمَا لَا يَقدِرُ أَحَدُ عَلَى جَمعِ ذَلِكَ الرَّمَاد المُتَفَرِّقِ، وَالإِنتِفَاعُ بِهِ، فَکَذَلِكَ هَؤلَاءِ الکُفَّارِ [2].
{لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ} أَي: لَا يَقدِرُونَ عَلَى الإِنتِفَاعِ بِأَعمَالهِم [3].
وَ: {أَعْمالُهُمْ} هِي: المَکَارِمُ الَّتي کَانَت لَهُم؛ مِن صِلَةِ الأَرحَامِ، وَعِتقِ الرِّقَابِ، وَإِعَانَة المَلهُوفِينَ، وَإِکرَامُ الأَضيَافِ، وَغَيرِ ذَلِكَ مِن صَنَائعَهُم، شُبِّهَت خُيُوطُهَا ذِهَابُهَا هَبَاءً مَنثُورَاً لِبنَائهَا عَلَى غَيرِ أَسَاسٍ مِن مَعرِفَةِ اللَّـهِ وَاللإِيمَانُ بِهِ بِرَمَادٍ طَيَّرَتهُ الرِّيحُ العَاصِفُ: {لَا يَقْدِرُونَ} يَومَ القِيَامَةِ مِنهَا: {عَلَى شَيْءٍ} کَمَا لَا يَقدِرُونَ مِنَ الرَّمَادِ المُطَيَّرَةِ: {عَلَى شَيْءٍ} يَعنِي: لَا يَرَونَ لِشَيءٍ مِنهَا ثَوَابَاً: {ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} أَي: ذَلِكَ الأَعمَال الحَسنَةُ مِنهُم هُو الذِّهَابُ البَعِيدُ عَن النَّفعِ، وَقِيلَ: مَعنَاهُ؛ إِنَّ عَمَلَهُم ذَلِكَ هُوَ الخَطَأ البَعِيدُ عَن الثَّوابِ [4].
[1] جوامع الجامع، الطبرسي: 2/279.
[2] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 6/68.
[3] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 6/68.
[4] التفسير الأصفى، الكاشاني: 1/616.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة