الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الآخرون يلعبون دوراً جوهرياً في نجاحك وسعادتك
المؤلف:
روبرت بولتون، ودوروثي جروفر بولتون
المصدر:
أساليب الناس في العمل
الجزء والصفحة:
ص 6 ــ 8
2025-02-27
351
في كل ناحية من نواحي الحياة تقريبا ستجد أن الآخرين لهم دور جوهري في نجاحك وسعادتك.. فالأشخاص الذين يتعاملون بشكل جيد مع غيرهم يعيشون حياة أفضل في كل نواحي معيشتهم.
ولا تكاد تكون هناك وظيفة اليوم لا يمكن فيها أن تتفوق في عملك مع الموظفين ويرى علماء الاجتماع أننا تحولنا من الاقتصاد الصناعي إلى الاقتصاد الخدمي ومعنى هذا عملياً أن العمل أصبح منصباً أكثر على الأفراد، وفي واقع الأمر فإن كل موقع وظيفي يتضمن الاتصال بالناس أكثر مما كان عليه الحال منذ عقود قليلة مضت.. لقد أصبحت المقدرة على التواصل الجيد مع الآخرين هي العامل الجوهري في النجاح، وذلك في جميع وظائف المؤسسة الحديثة تقريباً.
ودائماً ما كان ينظر إلى التعامل مع الناس على أنه المسؤولية الرئيسية للمدراء والمسؤولين، وحيث إن المدراء والمشرفين والمسؤولين لديهم الكثير من الأفراد تحت رئاستهم، فإن أهم ما يميزهم هو قدرتهم على تحقيق الإنتاجية من خلال الآخرين وفي السنوات الأخيرة أصبح عامل الموظفين والأفراد في وظيفة المدير أصعب بكثير من ذي قبل، فكثير مما كان يمكن تحقيقه بالسلطة فيما مضى، لابد من تحقيقه الآن من خلال التأثير، فقد أصبح مطلوبا من المدراء الآن أن يفوضوا إلى موظفيهم المهام، ويشجعوهم على المشاركة، وأن يكونوا بمثابة أعضاء فاعلين في فريق العمل. وكل هذا في مواجهة قوة عاملة أصبحت تمتاز بالتعدد أكثر من ذي قبل.
وقد قام أحد المعاهد الخيرية بدراسة حالات واحد وعشرين من المسؤولين الذين تم تحويل مسارهم، وهم أشخاص كان من المتوقع منهم - بناء على نجاحاتهم السابقة - أن يرتقوا أكثر وأكثر في مؤسساتهم، إلا أن نجاحاتهم توقفت أو انتهت حياتهم الوظيفية عندما تم فصلهم أو أجبروا على المعاش المبكر، وقد عقدت مقارنة بين هؤلاء المسؤولين وبين مجموعة من المسؤولين الجدد الذين وجدوا طريقهم نحو القمة، وقد ظهرت العديد من أوجه التشابه بين هاتين المجموعتين من المدراء الموهوبين، بينما ظهرت فروق طفيفة بينهما، ومع هذا فقد كان هناك فارق واضح - كما يقول الباحثون - لقد كانت القدرة أو عدمها على فهم أراء الآخرين هي أوضح الفروق بين المجموعتين، فقد ظهر أن هناك 25 % فقط من المدراء الذين تم تحويل مسارهم وصفوا بأن لديهم قدرة خاصة على التعامل مع الأفراد، بينما كان هناك 75 % من المسؤولين الجدد لديهم هذه القدرة.
وفي المؤسسات الحديثة أصبح على كل من يعمل في المؤسسة، وعلى موظفي العلاقات العامة أيضا أن يتفوقوا في التعامل مع الناس، وفي الحقيقة فإن كل الاتجاهات الأساسية للحياة المؤسسية تتطلب من الجميع أن يكون لديهم كفاءة في ترسيخ علاقات عمل فعالة، لقد دخلنا عهداً أصبحت فيه القدرة على التواصل الفعال مع الآخرين ذات أهمية كبرى في جميع الوظائف المؤسسية تقريباً.
وإذا كان من أكبر عوامل النجاح قدرة الفرد على التعامل الجيد مع الناس، فإن السبب الأساسي في الفشل في جميع أنواع العمل هو العلاقات المضطربة، وقد أجريت أبحاث لاكتشاف السبب الأساسي لفصل الموظفين، والغريب أن نتائج هذه البحوث كانت واحدة على مدى عدة عقود، فقد أظهرت معظم الدراسات أنه بعيداً عن قرارات تخفيض حجم العمالة، كان 80 % من حالات الفصل راجعاً إلى سوء العلاقات الشخصية مع الآخرين.