التاريخ والحضارة
التاريخ
الحضارة
ابرز المؤرخين
اقوام وادي الرافدين
السومريون
الساميون
اقوام مجهولة
العصور الحجرية
عصر ماقبل التاريخ
العصور الحجرية في العراق
العصور القديمة في مصر
العصور القديمة في الشام
العصور القديمة في العالم
العصر الشبيه بالكتابي
العصر الحجري المعدني
العصر البابلي القديم
عصر فجر السلالات
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
الاراميون
الاشوريون
الاكديون
بابل
لكش
سلالة اور
العهود الاجنبية القديمة في العراق
الاخمينيون
المقدونيون
السلوقيون
الفرثيون
الساسانيون
احوال العرب قبل الاسلام
عرب قبل الاسلام
ايام العرب قبل الاسلام
مدن عربية قديمة
الحضر
الحميريون
الغساسنة
المعينيون
المناذرة
اليمن
بطرا والانباط
تدمر
حضرموت
سبأ
قتبان
كندة
مكة
التاريخ الاسلامي
السيرة النبوية
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام
الخلفاء الاربعة
ابو بكر بن ابي قحافة
عمربن الخطاب
عثمان بن عفان
علي ابن ابي طالب (عليه السلام)
الامام علي (عليه السلام)
اصحاب الامام علي (عليه السلام)
الدولة الاموية
الدولة الاموية *
الدولة الاموية في الشام
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
معاوية بن يزيد بن ابي سفيان
مروان بن الحكم
عبد الملك بن مروان
الوليد بن عبد الملك
سليمان بن عبد الملك
عمر بن عبد العزيز
يزيد بن عبد الملك بن مروان
هشام بن عبد الملك
الوليد بن يزيد بن عبد الملك
يزيد بن الوليد بن عبد الملك
ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك
مروان بن محمد
الدولة الاموية في الاندلس
احوال الاندلس في الدولة الاموية
امراء الاندلس في الدولة الاموية
الدولة العباسية
الدولة العباسية *
خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى
ابو العباس السفاح
ابو جعفر المنصور
المهدي
الهادي
هارون الرشيد
الامين
المأمون
المعتصم
الواثق
المتوكل
خلفاء بني العباس المرحلة الثانية
عصر سيطرة العسكريين الترك
المنتصر بالله
المستعين بالله
المعتزبالله
المهتدي بالله
المعتمد بالله
المعتضد بالله
المكتفي بالله
المقتدر بالله
القاهر بالله
الراضي بالله
المتقي بالله
المستكفي بالله
عصر السيطرة البويهية العسكرية
المطيع لله
الطائع لله
القادر بالله
القائم بامرالله
عصر سيطرة السلاجقة
المقتدي بالله
المستظهر بالله
المسترشد بالله
الراشد بالله
المقتفي لامر الله
المستنجد بالله
المستضيء بامر الله
الناصر لدين الله
الظاهر لدين الله
المستنصر بامر الله
المستعصم بالله
تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام
شخصيات تاريخية مهمة
تاريخ الأندلس
طرف ونوادر تاريخية
التاريخ الحديث والمعاصر
التاريخ الحديث والمعاصر للعراق
تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي
تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني
تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق
تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى
العهد الملكي للعراق
الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق
قيام الجهورية العراقية
الاحتلال المغولي للبلاد العربية
الاحتلال العثماني للوطن العربي
الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية
الثورة الصناعية في اوربا
تاريخ الحضارة الأوربية
التاريخ الأوربي القديم و الوسيط
التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر
الملك «أسبلتا» 593–568 ق.م
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج12 ص 445 ــ 459
2025-05-09
45
كان الملك «أسبلتا» بن الملك «سنكامان سكن» والملكة «ناسلسا»، والأخ الأصغر للملك «أنلاماني». وقد تولى الملك بعد موت الأخير، وقبره معروف وهو الهرم الثامن بين أهرام «نوري». وقد زين جدران حجرة دفنه بالنقوش الجنازية وتابوته محفوظ بمتحف «بوسطون»، وعثر له على تماثيل مجيبة، ثمانية عشر منها مكتوبة، كما عثر له على أواني للأحشاء ولوحات صغيرة وأقداح وأشياء أخرى كثيرة في حجرة دفنه.
ووجد له تمثال في معبد «برقل» رقم 500، وهو محفوظ بمتحف «بوسطون» وأهم النقوش التي وضعت في عهده هي:
أولًا: لوحة انتخاب للملك
وهذه اللوحة من الجرانيت وقد عثر عليها مع لوحة النصر الخاصة بالملك «بيعنخي» التي تحدثنا عنها في مكانها، وهي موجودة بالمُتْحَف المصري، وقد كان أول من نشر شيئًا علميًّا عنها هو الأثري «مريت»، ثم قام بنشرها «مسبرو» وعلق عليها، ثم ترجمها «بدج» عام 1907 وأخيرًا نقلها «شيفر».
والجزء الأعلى من هذه اللوحة مستدير، وقد مثل فيه منظر يظهر فيه الملك راكعًا عند قدمي «آمون رع» صاحب الجبل المطهر (في جبل «برقل»). ويلحظ في هذا المنظر أن نقوش الطغراءات قد كشطت، ويحتمل أن ذلك كان بيد عدو الملك «أسبلتا» الذي ظن أنه بعمله هذا يمحو اسم «أسبلتا» من الأرض. ولحسن الحظ على أية حال يظهر أن عدوه قد نسي أن السطر الأول من النقش نفسه كان يحتوي على الاسم الحوري لهذا الملك، وكذلك اسم السيدتين واسم حور الذهبي، وبذلك أمكن للباحث الحديث أن يتعرف على اسم صاحب اللوحة؛ لأنها أسماء كانت خاصة به وحسب.
وقد لاحظ «مسبرو» عندما كان يجهز ترجمة لهذه اللوحة أن أسماء هذا الملك الخمس، توجد على لوحة كانت وقتئذ في حيازة «دي روجيه». وهي: «حور الطيب الظهور»، «السيدتان الطيب الظهور»، «حور الذهبي»، «قوي القلب»، «ملك الوجه القبلي والوجه البحري»، «مري كارع»، «ابن رع»، «أسبلتا» ويشاهد في يد الإله الذي برأس كبش علامة الحياة، ويده الأخرى ممتدة على رأس الملك الراكع عند قدميه، ويقبض الملك في يده اليمنى على علامتي الحكم والدرة، وفي يده اليسرى علامة الحياة، ويشاهد على جبهته صلان وهما علامتا الحكم على الشمال والجنوب، ويقول الإله في المتن الذي أمامه:
قول آمون نباتا لابنه محبوبه: … إني أعطيك تاج «رع» وسيادته على عرشه، وإني أثبت السيدتين (التاجين) على رأسك كما ثبت السماء على عمده الأربعة، وستعيش وتكون قويًّا ومجددًا لنفسك ومجددًا لشبابك مثل «رع» أبديًّا، وكل الأراضي وكل الصحاري قد جمعت مما تحت قدميك.
ويقف خلف الإله الإلهة «موت» سيدة السماء التي تقول: «إني إعطيك الحياة وكل الفلاح وكل الصحة وكل فرح القلب أبديًّا.»
وتقف أمام الإله الملكة «ناسلسا» التي محي وجهها وكذلك اسمها، غير أنه يمكن معرفته من لوحة في متحف «اللوفر»، وتلبس الملكة ثوبًا فضفاضًا وفي كل من يديها صناجة ومحتذية نعلين. والنقش الذي أمامه جاء فيه: الأخت الملكية، والأم الملكية ملكة كوش «ناسلسا» تقول: «إني آتي إليك يا «آمون رع» يا رب عرش الأرضين يا أيها الإله العظيم القاطن في حريمه، والذي يعرف الاسم، والذي تعطي القوة تابعك. مكن أنت ابنك المحبب إليك «أسبلتا» العائش أبديًّا في مأوى (؟) «رع» الرئيسي، واجعله هناك أعظم من كل الآلهة. ضاعف سني حياته على حياته مثل (سني) «آتون» صاحب السماء. امنحه الحياة والفلاح أمامك، وكل الصحة أمامك، وكل انشراح القلب أمامك، واجعله يرتفع بمثابة ملك على عرش «حور» أبديًّا.»
مضمون اللوحة
يجدر بنا أولًا أن نذكر أن المؤرخ «ديدور» يحدثنا أنه عندما كان يتوج ملك في بلاد النوبة، كان الكهنة أولًا ينتخبون عددًا من المرشحين اللائقين لهذا المنصب الرفيع، وكان هؤلاء المرشحون يحضرون أمام تمثال الإله في أثناء تأدية شعائر دينية خاصة، وكان الفرد الذي يلمسه أو يعانقه الإله هو الذي يختار ملكًا للبلاد، وعلى أثر حدوث ذلك كان يسجد جميع الحاضرين على وجوههم، ويعبدون الملك المختار بوصفه إلهًا، معتقدين أن القوة الإلهية قد انتقلت إليه بلمس التمثال أو معانقته، ومن ذلك نفهم أن «ديدور» كما سنرى بعد على علم تام بهذا الموضوع، هذا وتقدم لنا لوحة التتويج التي نحن بصددها عدة تفاصيل تعد إضافة للبيان الذي قدمه لنا.
أرخت لوحة الانتخاب التي تحتوي على ثلاثين سطرًا باليوم الثالث عشر من الشهر الثاني من الفصل الثاني (أي: شهر الزرع) أي: في أوائل يناير من السنة الأولى من حكم «أسبلتا». ويذكر في ابتداء المتن أن الجيش النوبي قد اجتمع عند الجبل المقدس الذي يدعى إلهه «ددون»، وذلك بعد موت الملك بقليل، وقد عبر عن ذلك بالكلمات: «وصل الصقر إلى قصره»؛ أي إن خلف «حور العرش» قد وضع في قبره الذي تقف عليه روحه. وإنه لمن المهم أن نلحظ هنا ذكر الإله «ددون»، وهو إله البلاد القديم وأن الإله «آمون» لم يذكر مكانه، وكان الجيش قد جمع ليحفظ النظام في أثناء انتخاب الملك، ويرضي رغبات الناخبين في حالة حدوث أي معارضة.
وكان الناخبون يتألفون من ستة رجال يعينهم الجيش، وستة رجال يعينهم رئيس المالية، وستة رجال يعينهم البيت المالك. وكان هؤلاء يدعون الجيش ليذهب ويختار ملكًا يكون كالثور الفتي القوي. وكان الجيش يرد على هذه الدعوة بأن الملك موجود بينهم، إذا كان في مقدورهم أن يتعرفوا عليه.
وكان الإله «رع» وحده هو الذي يعرف من هو. ولما كان الإله «رع» في عالم الآخرة، فإنه لم يكن في مقدوره أن يقودهم في اختيارهم. وكان «رع» قد قرر من قديم الزمان أن ملك النوبة يجب أن يكون ابنه، ولكن العرش كان خاليًا ولم يكن هناك من يلبس تاجه، ولما لم يكن الجنود يعرفون من الذي سينتخب لهذا المنصب، فإنهم كانوا جميعًا في حزن. ومن المحتمل إذن أنه بإيعاز من كهنة «آمون» كان يقترح أن يستشيروا الإله «آمون رع»، الذي كان يعد وقتئذ ممثلًا للإله «رع»، وأن عليهم أن يذهبوا إلى الإله ويقدموا له الطاعة، ويرجونه أن يمنحهم ملكًا يشرف الآلهة، ويستمر في تقديم القربان لهم.
وقد أعلن الجيش أن هذا الاقتراح حسن وعملوا به مباشرة. وبعد ذلك ذهب القواد والسمار إلى المعبد حيث وجدوا كل الكهنة مجتمعين، ورجوهم أن يسألوا «آمون رع» لينتخب ملكًا لهم. وذهبوا كلهم في حضرة الإله، وبعد عمل شعائر التطهير يضع الجيش ملتمسه أمام الإله، وبعد ذلك يقدم كل الأخوة الملكيين وهم الأعضاء المرشحون للملك أمام الإله. ولكن «آمون رع» رفضهم جميعًا. وبعد ذلك أحضر الكهنة الأخ الملكي «أسبلتا» أمام الإله، وعندئذ أعلن «آمون رع» أنه يجب أن يكون ملكًا، وذكر سلسلة نسبه التي أظهرت أنه كان الفرد اللائق لحكم بلاد النوبة بمولده وأصله.
وبعد ذلك انبطح قواد الجيش وموظفو البيت الملكي على الأرض، وشكروا «آمون رع» من أجل الملك الذي منحه إياهم، وبعد ذلك ذهب «أسبلتا» أمام الإله ورد التحية على انتخابه للعرش ورجاه أن يعطيه ملكًا دائمًا بالتاج والصولجان، وقد ذكر الإله «آمون رع» في الجواب الذي ألقاه على مسمع الملك «أسبلتا»، أنه أعطاه تاج أخيه وصولجانه وبه سيهزم كل أعدائه. وبعد ذلك قدم «أسبلتا» صلاة ثانية طلب فيها إلى الإله أن يجعل حكمه فالحًا، وأن يجعله محبوبًا من شعبه، وقد وعده الإله بكل هذه الأشياء التي التمسها؛ وأخبره أنه لن يجعله يحتاج إلى شيء؛ لأن كل شيء يمكن أن يتمناه سيمنح إياه. وبعد ذلك خرج الملك إلى الأجناد الذين استقبلوه بنداءات الفرح، كما أن كبار الموظفين أظهروا فرحهم العظيم بملكهم الجديد. وبعد ذلك قرر «أسبلتا» إقامة أعياد على شرف «آمون رع» ووزع هدايا عظيمة على الكهنة.
ترجمة اللوحة
(1) التأريخ: السنة الأولى، الشهر الثاني، من فصل الزرع (الربيع) اليوم الثالث عشر (أو الخامس عشر) في عهد جلالة حور جميل الطلعة، نبتي (السيدتان) (المسمَّى) جميل الطلعة، حور الذهبي، (المسمى) قوي القلب، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (المسمى) رب الأرضين (مر-كا-رع)، ابن رع (المسمى) رب التيجان «أسبلتا» محبوب «آمون رع» رب عرش الأرضين القاطن الجبل المطهر (جو وعب).
(2) اجتماع الجيش بعد موت الملك في مدينة «جو وعب» (الجبل المطهر): (2) والآن تأمل فإن جيش جلالته كله كان في قاعة المدينة التي اسمها «جو وعب» والإله الذي فيها هو «ددون» خنتي نفرت (؟) وهو إله كوش (3) وذلك بعد أن ثبت الصقر على عرشه.
(3) القواد ينتخبون ملكًا جديدًا من بين ورثة العرش: تأمل كان يوجد هناك ضباط ملء القلب من جنود جلالته عددهم ستة رجال، تأمل وكان هناك ستة ضباط ملء القلب فيهم من المشرفين على الأختام، وكان هناك مشرفون على الوثائق ملء القلب، وكان هناك عظماء حاملو الأختام للبيت الملكي وعددهم ستة. وعندئذ قالوا لكل الجيش قاطبة: «تعالوا نُنَصِّب علينا سيدًا يكون كالثور الفتي لا تمكن محاربته.» وعندئذ فكر هذا الجيش كثيرًا جدًّا وقال: إن سيدنا موجود بيننا ولكن لا نعرفه. (6) وليتنا نعرفه حتى ندخل تحت سلطانه ونخدمه كما خدمت الأرضان «حور» بن «أزيس»، عندما جلس على عرش والده «أوزير»، ونقدم صلوات لصليه (اللذيْن على جبهته).
(4) الإله «رع» هو الذي يعرفه: وعلى ذلك قال واحد لصاحبه من بينهم: «لا أحد يعرفه من الناس إلا «رع» نفسه. ليت هذا الإله يبعد عن الملك الشرور التي تهدده في كل الأماكن التي يوجد فيها». ثم تحدث واحد من بينهم إلى جاره: إنه (الملك المتوفى) قد غرب في أرض الحياة (الجبانة) ولكن تاجه باقٍ بيننا، وعلى ذلك قال واحد من بينهم إلى جاره: «إنه «ماعت» وهو قانون «رع» منذ وجدت السماء ومنذ وحد تاج الملك، وقد أعطاه ابنه محبوبه؛ لأن الملك صورة «رع» بين الأحياء. ألم يجعله «رع» ملك هذه الأرض؛ لأجل أن تظل هذه الأرض في سلام.»
(5) رابع يتكلم: وبعد ذلك تكلم الواحد لجاره من بينهم: «ألم يذهب «رع» إلى السماء وعرشه خالٍ من حاكم (ليس) عليه ملك، ووظائفه الممتازة في يديه، وسيعطيها ابنه الذي يحبه؛ لأن «رع» يعرف أنه سيعمل القوانين الحسنة على عرشه.» وعلى ذلك فإن هذا الجيش قاطبة قال متوجعًا: «إن سيدنا معنا ولكنا لا نعرفه.» ومن ثم قال جنود جلالته جميعًا بفم واحد: ولكن هذا الإله «آمون رع» رب عرش الأرضين القاطن في الجبل المطهر هو إله «كوش»: «تعالوا نحن ونذهب إليه، ولا نصنع كلامًا يجهله، وإنه ليس بالحسن الكلام الذي يعمل بدون علمه، ولنضع الحالة أمام الإله، فهو إله مملكة «كوش» منذ زمن «رع» (أي: منذ حكم «رع»)، وإنه هو الذي يرشدنا؛ لأن مملكة «كوش» في يديه، وهو الذي يمنحها ابنه الذي يحبه، فلنصلِّ لوجهه ولنقبل الأرض منبطحين على وجهنا، ونقول أمامه: «لقد أتينا إليك يا «آمون» فامنحنا سيدنا لأجل أن ننعش، ولتقام المعابد لجميع الآلهة والإلهات للوجه القبلي والوجه البحري ولتأسيس قربانهم، ولم نصنع كلامًا بدونك فإنك الذي ترشدنا، ولن يقال كلام لا تعرفه. وعلى ذلك قال الجيش جميعه: «إنه كلام حسن ويعلن صدقه مئات آلاف المرات».
وذهب قواد جيش جلالته مع سمار بيت الملك إلى معبد «آمون»، ووجدوا الكهنة خدام الإله والكهنة العظام المطهرين واقفين عند باب المعبد، فقالو له: لقد أتينا لهذا الإله «آمون رع» القاطن في الجبل المطهر؛ لنجعله يهبنا سيدنا ليحيينا وليقيم المعابد لجميع الآلهة والإلهات للوجه القبلي والوجه البحري، وليؤسس قربانهم، ولن ننفذ كلامًا دون علم هذا الإله؛ لأنه مرشدنا.»
عندئذ دخل الكهنة خدام الإله والكهنة المطهرون العظام في المعبد، وعملت كل شعائر صب الماء وإطلاق البخور. ثم دخل قواد جيش جلالته مع عظماء بيت الملك في المعبد، وانبطحوا على بطونهم أمام هذا الإله وقالوا: «لقد أتينا إليك يا «آمون رع» يا رب تاج الأرضين القاطن في الجبل المطهر، أعطنا ملكًا ليحيينا وليقيم معابد آلهة الوجه القبلي والوجه البحري وليؤسس القرابين، والوظيفة الفاخرة التي في يديك امنحها لابنك الذي تحبه.»
وعلى ذلك تجمع إخوة الملك أمام هذا الإله، ولكنه لم يأخذ واحدًا من بينهم.
ثم وضع مرة ثانية الأخ الملكي ابن «آمون»، والذي وضعته «موت» ربه السماء ابن «رع» عاش مخلدًا، فقام هذا الإله «آمون رع» رب تاج الأرضين، وقال: «إنه هو مليككم وإنه هو الذي سيحييكم، وهو الذي سيقيم معابد الوجه القبلي والوجه البحري، وهو الذي سيؤسس قربانهم، وإن والده ابني ابن «رع» … المرحوم، وأمها أخت الملك، والأم الملكية سيدة كوش وابنة «رع» … عاشت مخلدة، وأمها هي الأخت الملكية والمتعبدة الإلهية «لآمون رع» ملك الآلهة في «طيبة» … المرحومة.
وأمها الأخت الملكية … المرحومة.
وأمها الأخت الملكية … المرحومة.
وأمها الأخت الملكية … المرحومة.
وأمها الأخت الملكية … المرحومة.
وأمها الأخت الملكية … المرحومة.
وأمها الأخت الملكية سيدة كوش … المرحومة. وهو سيدكم.
«وانبطح قواد جلالته وعظماء جلالته وعظماء البيت المالك على بطونهم أمام هذا الإله، وقبلوا الأرض كثيرًا جدًّا وقدموا الصلوات لهذا الإله (22) بسبب الشجاعة التي عملها لابنه الذي يحبه ملك الوجه القبلي والوجه البحري عاش مخلدًا.»
«ثم دخل جلالته وظهر أمام والده «آمون رع» رب عرش الأرضين، فوجد شارات ملك «كوش» كلها وصولجاناتها موضوعة أمام هذا الإله. (23) وعندئذ قال جلالته أمام هذا الإله: «تعال إليَّ يا «آمون رع» رب تاج الأرضين القاطن في الجبل المطهر، وامنحني المنصب الممتاز الذي لم يكن في بالي (قلبي) بسبب حبك العظيم، امنحني التاج على حسب رغبتك وكذلك الصولجان.»
وعلى ذلك أجاب هذا الإله: «إن تاج أخيك ملك الوجه القبلي والوجه البحري … المرحوم ملكك، وهو مثبت على جبينك مثل ما … على جبينك. وصولجانه في قبضتك وستهزم به كل أعدائك». وعلى ذلك ظهر (توج) جلالته أمام … المرحوم، وأعطى صولجانه في قبضته، وعندئذ انبطح جلالته على بطنه أمام هذا الإله ليقبل الأرض كثيرًا جدًّا. وقال: «تعال إليَّ يا «آمون رع» يا رب الأرضين القاطن في الجبل المطهر يا أيها الإله العظيم اللذيذ الحب، والذي يصغي إلى من يشكو إليه … امنحني الحياة والثبات والفلاح كلها والصحة وفرح القلب كله مثل «رع» أبديًّا والعمر الجميل الطويل. (26) وأعطني الفهم … في زمن «رع» ولن أجعلك تنام … في تهليل، وامنحني الحب في داخل «كوش». (27) وقد أجاب الإله على هذا الدعاء قائلًا: «سأمنحك كل البلاد الأجنبية جميعها ولن تحتاج أن تقول: يا ليت لي ذلك» أبد الآبدين. وعندما خرج جلالته من المعبد لجيشه مثل (…) فرح كل قومه كثيرًا جدًّا مهللين وقلوبهم فرحة من أجله. وعبدوه قائلين: «تعال في سلام … مثل سنين «رع» في وسط جيشك، وتشرف على العرش مثل «رع» أبديًّا.»
وقد خلد الملك هذا الحادث بقربان سنوي، وهو ما يحتويه السطران الأخيران. وبعد أن ذكر أنواع القربان المختلفة منح كهنة المعبد 140 جرة من الجعة.
تعليق وتحليل لهذا المتن
كانت الملكية الكوشية انتخابية ولو اسميًّا على الأقل، وقد أكد لنا «ديدور» هذا الرأي، ولوحة الملك «أسبلتا» التي ترجمناها فيما سبق تبرهن بصفة قاطعة على أن ما أورده «ديدور» كان على أساس صحيح. وعلى حسب قول هذا المؤرخ كان الانتخاب يعمل على درجتين. فكان الكهنة ينتخبون أولًا أبرز الأعضاء من طائفتهم ليقدموهم للإله، وكان الإله يختار من بين هؤلاء العضو الذي يميل إليه أكثر من الكل. وعلى حسب ما جاء في اللوحة كان انتخاب الملك في غاية البساطة، فكان يقدم أمام «آمون» دون أي انتخاب إخوة الفرعون، وهم أعضاء من أسرة الأمير المتوفى أو من نسل الفراعنة الذين غبروا، وفي هذا نجد أن ما أورده «ديدور» لا يتفق مع ما جاء على الآثار، ويمكن أن نتهمه بعدم الدقة. وذلك أن سلسلة النسب الملكية الكوشية التي تصلها بكهنة «آمون» العظام في «طيبة»، كانت كذلك من أسرة كهانه، وعلى ذلك فإن «ديدور» أو المؤرخ الذي نقل عنه «ديدور» هذه المعلومات عن «كوش»، كان قد ظن أن الكهنة قد انتخبوا المرشحين للملكية من بين أعضاء كل هذه الطائفة، عندما كانوا يعرضون على الإله فقط أولئك الأعضاء الذين ينسبون إلى الأسرة المالكة.
وكان الانتخاب يعمل في «نباتا» نفسها في معبد «آمون» الكبير في حضرة عدد معين من المندوبين، الذين عينوا خصيصًا لهذه المهمة من طبقات معينة من الدولة. وهاك الجملة التي جاءت في المتن الذي نحن بصدده لتقدم هؤلاء الممثلين للأمة الكوشية: «تأمل كان يوجد هناك ضباط ملء القلب من المشرفين على الأختام عددهم ستة، تأمل كان يوجد حكام مشرفون على المالية للقصر الملكي عددهم ستة.» ونرى الممثلين الأولين قد أشير إلى كل منهم، بصيغة تدل على الطائفة التي انتخب عنها هؤلاء الستة. فقد كان ستة قواد ملء القلب من بين جمعية جنود جلالته، وكان هناك ستة ضباط ملء القلب حفاظ الأختام. والطائفة الثالثة قد ذكر أنهم من المشرفين على الوثائق ممن يملأ قلب طائفة لم تذكر، ولكن يتساءل الإنسان ما هي هذه الطائفة؟ حقًّا وجدنا أن الجنود وحفاظ الأختام وضباط القصر الملكي كان لكل طائفة منهم من يمثله، وقد وجدنا فقط أن طبقة الكهنة التي كانت ذات أهمية عظمى لم تذكر.
وقد كان ينبغي أن يكون لدينا في نهاية الجملة الأخيرة من الجمل التي تحدثنا عن ممثلي الانتخاب: «ملء قلب الكهنة خدام الإله والكهنة المطهرين العظام.» غير أن هؤلاء الكهنة خدام الإله والكهنة المطهرين قد ذكروا فيما بعد، ومثلوا بوصفهم منتظرين وصول الوفود على باب المعبد. وعلى ذلك فإنم ليسوا المقصودين هنا، ولكن المقصود موظف عالٍ له مكانة تشبه وظيفة حامل الختم الذي ذكر قبل وهو المشرف على بيت الحياة للكتاب، أو جماعة من الكتبة الذين يملئون قلب جمعية الناس المتبحرين في فروع العلم من جمعية المقدسين.
ومهما يكن من أمر هذا الإصلاح المقترح، فإنه من المؤكد أن الوفد المكلف بالذهاب للاشتراك في انتخاب كان يتألف من أربع جماعات كل منها تتألف من ستة أشخاص أي: أربعة وعشرين شخصًا تابعين للإدارة والجيش وكلية الكتاب وموظفي القصر الملكي. والأخيرون قد سموا الحكام وحاملي أختام القصر الملكي، وأحيانًا كانوا يذكرون بعبارة «حكام القصر الملكي» وأحيانًا يذكرون بأنهم «أصدقاء البيت الملكي».
والواقع أن ذكر أصدقاء الملك على هذه اللوحة له أهمية عظيمة، إذ يسمح لنا أن نصحح على الأقل فيما يخص هذا العصر خطأ وقع فيه كل من «ديدور» و«استرابون»، إذ على حسب قول هذين المؤرخين، كانت العادة الكوشية أنه إذا حدث أن الملك لسبب ما فقد عضوًا من أعضاء جسمه، فإن جميع رفاقه يقطعون نفس هذا العضو من أجسامهم بمحض اختيارهم، وقد كان يظن أنه من العار إذا فقد الملك ساقه أن يظل أصدقاؤه بسيقانهم، ولم يتبعوا الملك في روحاته عرجًا مثل أيضًا … ويقال كذلك: إن أصدقاء الملك كانوا يقضون على حياتهم عن طيب خاطر في اليوم الذي يموت فيه الملك، وهذا الموت كان شرفًا لهم ويعتبر بمثابة علامة إخلاص حقيقي، وكذلك كانت المؤامرات على شخص الملك نادرة جدًّا في كوش؛ وذلك لأن كل أصدقاء الملك بسهرهم على حياة الملك كانوا يسهرون على ضمان بقاء حياتهم أنفسهم. والواقع أن عادة موت خدم الملك وأتباعه قد وجدت في بلدان السودان، ويرجع عهدها على حسب الكشوف الحديثة إلى الأسرة الثانية عشرة المصرية، وقد أسهبنا القول في ذلك في مكانه في الجزء العاشر من هذه الموسوعة (راجع مصر القديمة الجزء العاشر).
والاحتفال بانتخاب الملك كما هو موصوف في اللوحة التي نحن بصددها كان غاية في الغرابة. فقبل أن يخاطب الإله كان الوفود يخاطبون الجيش الكوشي، فقد قالوا: «تعالوا لنتوج ملكًا يكون مثل الثور الفتي الذي لا يقاوم.» وعند هذا الاقتراح انفجر الجيش مرددًا «إن سيدنا موجود بيننا دون أن نعرفه، ليتنا نعرفه حتى ندخل تحت سلطانه، ونخدمه كما خدمت الأرضان «حور» بن «أزيس»، عندما جلس على عرش والده «أوزير» ونقدم صلوات لصليه.» وتتبع هذه العبارة محادثة بين الجنود تحتوي على مدح للإله «رع»، ويعلن فيها أن الملك هو صورته على الأرض، وهذا الجزء من المتن ينتهي كما ابتدأ بعبارة الشكوى: «إن سينا موجود بيننا ولكنا لا نعرفه.»
وعندئذ اتجه الجيش نحو الإله أي: نحو «آمون» إله بلاد «كوش» ويحذر من نكران قوة إلهه، وألا يشرع في عمل شيء بدونه: «فلنسجد أمامه ولنقل لوجهه: لقد أتينا إليك يا «آمون»، فامنحنا سيدنا لأجل أن ننعش … ولن نصنع كلامًا ما بدونك. فإنك الذي ترشدنا، ولن يقال كلام لا تعرفه.»
وعند ذلك ذهب الوفود في حفل إلى معبد «آمون» لاستشارة الإله، وليتسلموا ملكًا من يده، وقد وجدوا عند باب المعبد الكهنة الكوشيين ينتظرونهم، ويسألونهم عن سبب مجيئهم، فيجاوبونهم قائلين: «لقد أتينا لهذا الإله «آمون-رع» لنجعله يهبنا سيدنا ليحيينا … ولن ننفذ كلامًا دون علم هذا الإله؛ لأنه مرشدنا.» وقبل أن يقدموا أمام الإله يدخل الكهنة؛ ليعلنوا وصولهم وليمهدوا على أن يكون «آمون» في جانبهم بتقديم القربات الأولية. وبعد الانتهاء من تقديم القربان يعود الوفود إلى المحراب، ويجددون مباشرة هذه المرة تلاوة الصيغة التي عرضوها بموافقة الجنود والكهنة، فيقولون: «لقد أتينا إليك يا «آمون رع» … أعطنا سيدنا ليحيينا …» وعندما يوافق الإله يقدم إليه الإخوة الملكيون، فيرفضهم كلهم بدوره ثم يقدم إليه «أسبلتا» أخو الملك فيقبله، وبعد ذلك يدخل الملك الجديد في آخر حجرة من المعبد، وهي قدس الأقداس حيث يقف أمام الإله وجهًا لوجه.
وقد رأينا فيما سبق في نص لوحة «بيعنخي» أن مثل هذه المقابلة السرية بين الإله والملك قد حدثت، وذلك أن «بيعنخي» عندما وصل إلى «هليوبوليس» صعد في السلم الذي يؤدي إلى المحراب العظيم؛ لأجل أن يرى «رع» في «حت-عا-بنبن»، والملك نفسه يشد الضبة ويفتح المصراعين ويرى والده «رع» في «حت عا-بنين» ويقدم الصلاة لسفينة النهار (معنزت)، وإلى سفينة الليل (مسكنت) الخاصة بالإله «آتوم»، ثم يغلق المصراعين ويضع الطين ويختمه بخاتم الملك نفسه.
وفي خلال مقابلة «أسبلتا» مع «آمون» صاحب «نباتا» يتسلم من الإله والده التاج والصولجان وهما شارتا الملك، ثم يخرج ملكًا من المعبد الذي دخل فيه فردًا عاديًّا.
ومما لا نزاع فيه أن الجزء الأول من الحفل، وهو انتخاب الوفود والاستشارة وخطب الجيش، والعزم على وضع الانتخاب أمام الإله، لم تكن إلا مجرد رسميات دون أهمية سياسية، بل الواقع أنها كانت تمثيلًا لأجل أن يستر بقدر المستطاع على نفوذ طبقة الكهنة الذين كانوا أصحاب النفوذ المطلق في البلاد. ويلحظ أن الإله أو الكهنة قد ظهروا بأنهم لا يتدخلون في أمر الانتخاب، إلا عندما كان العنصر الخارج عن الكهنة من السكان يقتنع بنفسه من أنه غير قادر على اختيار ملك لهم، وعلى ذلك كان لزامًا عليهم أن يذهبوا إلى المعبد؛ ليرجوا «آمون» لينتخب لهم ملكًا. والظاهر أنه في العصر الذي كان يحكم فيه «أسبلتا» لم يكن هذا الاحتفال المبدئي إلا مجرد نوع من الروايات المضحكة، حيث كان يقوم كل شخص بدوره وهو يعلم من قبل بالخاتمة.
وعلى أية حال فإن مبدأ الانتخاب لم يكن قاطعًا؛ لأن الكهنة على الرغم من أنه كان لهم الحق في أن ينتخبوا الملك من بين إخواته كانوا بلا شك ينتخبون في العادة ابن الملك المتوفى. وهذه هي الحال في أمر انتخاب «أسبلتا»؛ يضاف إلى ذلك أن الاحتفال بالتقديم الإلهي نفسه، وهو الذي وصف على لوحتنا، بمثابة شيء رسمي خاص بالتتويج، كان يفرغ منه بأقصى سرعة. فقد كان يقدم أولًا إخوة الملك دفعة واحدة؛ لأجل أن يتجنب كل تأخير، ثم عندما رفضهم الملك دفعة واحدة أحضر إليه الأخ الملكي «أسبلتا» الذي أسرع الإله في قبوله. وعندئذ حياه كل الناس ولم يكن أمام «أسبلتا» إلا تسلم الصولجحان والتاج في محراب الإله لأجل أن يتم حفل التتويج؛ ولأجل أن يوجد الملك المنتخب ويصير كأنه ملك وراثي وملك بالفعل.
وإذا اعتبرنا الحقائق التي وجدت على هذا الأثر، وكذلك المعلومات التي وجدناها على الآثار السابقة لهذا العهد، وكذلك الكتابات التي تركها لنا المؤرخون الأقدمون، فإنه من الممكن على ما يظهر أن نقرر ثلاثة عصور في تاريخ المملكة الكوشية:
العصر الأول الوراثي عندما كان الملوك الكهنة الطيبيون قد أدخلوا في أثيوبيا (كوش) عادات المملكة المصرية.
العصر الثاني عندما دخل الملوك الكوشيون بوصفهم فاتحين لمصر.
والعصر الثالث هو خروجهم من مصر وانزواؤهم في بلاد السودان، وقد حاولوا مرة واحدة وربما أكثر فتح مصر ثانية ولكنهم لم يفلحوا، غير أن شواهد الأحوال تدل على أنه كانت توجد معاملات بين البلدين.
يلحظ أن عادة انتخاب الملك من بين إخوة الملك الحاكم كانت موجودة في عهد «شبتاكا»، فقد انتخب أخاه «تهرقا» كما جاء في لوحة «تهرقا» التي عثر عليها في معبد «الكوة» (راجع مصر القديمة الجزء 11).
وخلافًا للوحة السابقة توجد للزوجة الملكية «ناسلسا» لوحة عثر عليها في جبل «برقل»، وقد أقامتها لتخليد الهبات التي عملتها لمعبد «آمون رع»، هناك، وهذه اللوحة بعد أن نقلت من السودان أصبحت ملكًا للمهندس «لينان بك»، ثم استولى عليها الأمير «نابليون»، وبعد ذلك أصبحت ملكًا للأثري «دي روجيه» وبعد موته أعطيت هبة من أسرته لمتحف «اللوفر».
ويشاهد على الجزء الأعلى من هذه اللوحة منظر منحوت مثل فيه «أسبلتا» يقدم صورة العدالة قربانًا للإله «آمون رع» والإلهة «موت» والإله «خنسو»، وخلف الملك تقف أمه «ناسلسا»، ثم زوجه وأخته «ماد … حسن» وأخته سيدة الأرض «خبيت»، وكل منهن تصب قربانًا بيدها اليمنى وتقبض بيدها اليسرى على صناجة.
وتحت هذا المنظر نقش ثلاثة وعشرون سطرًا. وقد تناول بالبحث هذا المتن عدة أثريين منهم (1) «بروكش». (2) ومريت. (3) و«بيريه». (4) و«شيفر». (5) و«بدج».
وهاك ترجمة اللوحة:
التأريخ: (1) السنة الثالثة الشهر الرابع من فصل الزرع اليوم الرابع والعشرون (؟) في عهد جلالة «حور» جميل الطلعة، صاحب السيدتين (المسمى) جميل الطلعة، حور الذهبي (المسمى) شجاع القلب، ملك الوجه القبلي والبحري (المسمى) «مر كارع»، ابن رع (المسمى) «أسبلتا»، عاش مخلدًا.
«محبوب» «آمون رع» ثور النوبة، (ثم قائمة بأسماء الموظفين الذين أتوا إلى معبد آمون).
في هذا اليوم الذي أتى فيه إلى معبد «آمون رع» ثور بلاد النوبة: أمراء جلالته (وهم) المشرف على خزينة بلاط الفرعون، وأمير النوبة، والمشرف على … «رو-مي-أمن»، والمشرف على خزانة البلاط … «أمن. تا-رو-ها-ك-نن»، والمشرف على خزانة بيت الفرعون «نبوتو» (؟) … «أ-أمن-سا-ك-نن»، والمشرف على خزانة الفرعون «أ-نا-وا-سارسو»، «كا-را-أمن-ثا-نن»، والمشرف على بيت الفرعون «د … سا-مي-خي-نن»، والمشرف على بيت الفرعون ورئيس محكمة العدل «نا-سا-تا-ي-بو-سا-ك-نن».
وهؤلاء الموظفون الستة يؤلفون مجموعة، وكلهم يحملون لقب المشرف على خزانة بيت الفرعون. وخلافًا لهذا اللقب يحمل كل منهم لقبًا خاصًّا يميزه عن الآخرين.
فعلى رأس هؤلاء أمير بلاد النوبة؛ أي إنه الرئيس الأعلى لهذه المديرية التي تقع فيها العاصمة إذ نعلم أن «آمون» و«موت»، يحمل كل منهما في معبد جبل «برقل» لقب القاطن في أرض النوبة، وله لقب آخر، غير أنه وجد مهشمًا على اللوحة. ويلحظ هنا أن الكاتب عند نقش اسمه قد جعل مخصصه يدل على شرف محتده، إذ صوره وهو جالس على كرسيه وبيده درة الحكم. أما الآخرون فقد خصصوا برجل عادي. أما المشرفان الثاني والثالث فهما تابعان لعضوين من الأسرة الملكية، أولهما ذكر، والآخر أنثى. واللقب الثاني للمشرف الرابع هام بصفة خاصة؛ وذلك لأنه يدل ظاهرًا على وظيفته ولم يجد لها الكاتب المصري ما يماثلها. أما المشرف الخامس فقد جاء بعد لقبه عبارة غير مفهومة. والمشرف السادس والأخير موظف قضائي. وعلى أية حال نفهم أن هؤلاء الموظفين ليسوا من الموظفين الصغار.
ولا أدل على ذلك من أننا قد رأينا في نقوش لوحة الانتخاب الخاصة بهذا الملك «أسبلتا» نفسه، أنهم من الشخصيات البارزة في جملة أربع الطوائف التي تشتمل كل منها على ستة أشخاص لانتخاب الملك، فقد كانت إحدى هذه الطوائف تسمى «الأمراء المشرفون على خزانة بيت الفرعون»، وعددها ست ومن ثم نفهم أنه ليس من باب الصدفة أن نجد في النقش الذي نحن بصدده هنا ستة موظفين، يحمل كل منهم لقب «المشرف على خزانة بيت المال».
ثم يستمر المتن:
(7) ورئيس كتبة كوش «مي-را (؟) بي (؟) وا-أمن»، والكاتب الملكي والمشرف على المخازن «خنسو-اردي»، والمشرف على الخزينة «وارر» النوبي، «ا-رو-تا» (؟) وكاتب الملك لمخزن الغلال «تا-كا-رو» (؟) تا (؟)»، وصراف خزينة بلاط الفرعون (؟) «بدي-نوب». بالإضافة إلى أحد عشر شخصًا قد أتوا إلى معبد «آمون رع» ثور النوبة … وهم يقولون من قبل جلالة «حور» صاحب البيت العظيم للكهنة، والكهنة آباء الآلهة التابعين لهذا المعبد:
«إن الأخت الملكية والزوجة الملكية (للملك) العائش (واسمها) «ميدي (؟) … نن» (وهي) التي أمها الأخت الملكية والأم الملكية سيدة كوش «ناسلسا»، وهي التي نصبها كاهنة الفرعون «أمن … رو» أمام والده «آمون» ثور النوبة، ووضع في يدها اليمنى إبريقًا من الفضة، وفي يدها اليسرى صناجة لأجل أن تسر قلب هذا الإله، وجعل لها بمثابة مئونة في هذا المعبد ما يأتي: عشرة رغفان «بيا» وخمسة رغفان بيض، وخمسة عشر أبريقًا من الجعة شهريًّا، وثلاثة ثيران سنويًّا عدا (؟) في كل عيد واحد … اثنان … جعة … تعطيها الأخت الملكية والابنة الملكية سيدة الأرض «خب» الابنة الكبرى لأخت الملك والزوجة الملكية للملك العائش المسماه «مي-وي … نن».
وإنه لمن الصعب أن نصل إلى المعنى الحقيقي من هذه الجمل المفككة، والواقع أن الكاتب يريد أن يقول: إن ما وهبه الملك المجهول (نن) إلى الملكة العائشة (المجهولة) بتعيينها كاهنة يعطيه الآن أختها (س). غير أن عدم معرفة سلسلة النسب هنا تجعل فهم الجملة صعب المنال. ثم يستمر المتن: «يجب ألا يبقى ذلك أبد الآبدين. وينبغي أن تكون ملكًا، وتبقى أبد الآبدين لأولادهم وأولاد أولادهم دون أن يقتطع منها شيئًا.» «وإن من يثبت بقاء هذه الوثيقة في معبد «آمون رع» ثور النوبة، فإنه سيبقى محظوظًا بجانب «آمون رع»، وسيمكن ابنه على كرسيه. أما من يقص هذه الوثيقة من معبد «آمون رع» ثور النوبة، فإنه سيقطع بسيف «آمون رع» وبلهيب الإلهة «سخمت» وابنه لن يبقى على كرسيه.»
الإمضاءات
(1) «أمام الكاهن الثاني «لآمون رع» ثور أرض النوبة (المسمى) وا-ﻫ-مي-ني-أمن».
(2) أمام الكاهن الثالث «لآمون رع» ثور أرض النوبة (المسمى) «ثا-نن-أمن.
(3) أمام الكاهن الرابع «لآمون رع» ثور أرض النوبة (المسمى) «تا-نن-بو-تا».
(4) أمام الكاتب المقدس «لآمون رع» ثور أرض النوبة … ن.
(5) أمام الكاهن المطهر الكبير لهذا الإله (المسمى) «سا-ب-ي-خي … إلخ.